وهو اسم غريب لإصابة شائعة جداً ويعرف علمياً باسم (whiblash injaury ). وسأذكر لكم قصة سوف تفسر هذا المرض وهذا الإصابة. حيث إنه قد أتى إلى العيادة شاب في العقد الثالث من العمر يشتكي من آلام شديدة ومبرحة في منطقة الرأس والرقبة وأعلى الظهر والكتفين يشعر بها منذ أربعة أيام بعد أن تعرض لحادث مروري حيث صدمته مركبة مسرعة من الخلف مما أدى إلى اصطدام مؤخرة رأسه بساند الرأس الموجود في سيارته. ويقول المريض بأنه لم يشعر بآلام كبيرة في هذا الوقت ولكنه بدأ يشعر بآلام في اليوم التالي للحادث وذهب إلى مستوصف قريب من بيته حيث تم إجراء أشعة سينية عادية له ولم تبين الأشعة وجود أية كسور في منطقة العنق ولذلك فإن الطبيب صرف له بعض الأدوية المسكنة التي كان يستخدمها خلال البضعة أيام السابقة ولكن لم يستفد من هذه الأدوية بل وتطورت حالته وأصبحت آلامه شديدة جداً وانتشرت إلى المنطقة الخلفية من الرأس والمنطقة العلوية من الظهر والكتفين والذراعين. تحدث أثناء الحوادث وقد جاء إلى العيادة وهو منزعج جداً ويشعر بالآلام ومتخوف وقلق من احتمال وجود كسور في الرقبة أو في المناطق التي يشعر فيها بألم نتيجة هذا الحادث البسيط الذي تعرض له قبل بضعة الأيام. وعند القيام بالفحص السريري لهذا المريض تبين أنه يعاني من تحدد شديد في حركة العنق والكتفين ويعاني من وجود تيبس في هذه العضلات المحيطة بالعنق والكتفين ووجود آلام عند الضغط عليها. أما فحص الأعصاب والأوتار في منطقة اليدين فكان سليماً تماماً. بعد ذلك تم إجراء أشعة مقطعية للفقرات العنقة كانت سليمة تماماً من حيث أنها لم تبين وجود أية كسور أو إصابات في الفقرات أو الغضاريف في منطقة العنق. ولكن ماهو تفسير شعور المريض بهذه الآلام الشديدة في الوقت الذي لا تبين فيه الأشعات وجود أي إصابات ولماذا لم يشعر بالآلام في اليوم الذي حدث فيها الحادث ولكن تفاقمت الحالة في الأيام التالية؟ هكذا تتم الإصابة إصابات لسعة الصوت في العنق وهذه التسمية جاءت من حيث أن مكانيكية الإصابة التي تحدث للعنق تشبه مايحدث عند استخدام الصوت للقيام لتوقعاته أو لسعه حيث أن الصوت لكي يصدر هذه الأصوات أو اللسعة يتم تحريكه بشدة وبقوة وبعنف للأمام ثم إلى الخلف وهذا مايحدث تماماً عند تعرض هؤلاء الأشخاص إلى هذه الحوادث التي تؤدي إلى حركة سريعة وقوية وعنيفة في منطقة أعلى الظهر والفقرات العنقية والعضلات المحيطة بها بحيث تتجه إلى الأمام ثم إلى الخلف في حركة مفاجئة وعنيفة كما ذكرنا سابقاً ممايؤدي إلى إصابة سريعة وعنيفة في العضلات والأوتار والأربطة المحيطة بهذه المنطقة. وعادةً ما لايشتكي المريض من آلام شديدة ومبرحة بعد الحادث مباشرةً وذلك لآن هذه العضلات كما هي إصابات العضلات بصفة عامة تبدأ آلامها في اليوم التالي من الإصابة ولذلك فإن الحادث قد يكون بسيطاً أو متوسطاً ولايشعر المريض بعده بآلام شديدة أو مبرحة ولكن في اليوم التالي يبدأ بالشعور بهذه الآلام التي تنتشر في المنطقة التي ذكرناها سابقاً. وفي بعض الحالات قد تكون الآلام شديدة ومبرحة حتى أنها تنتشر إلى الرأس وتؤدي إلى صداع شديد. بل وفي بعض الحالات قد يشعر المريض بوجود خدور أو حتى تغير في الرؤيا نتيجة شدة الإصابة. وهذه الإصابة والتمزق والإجهاد في الأربطة والعضلات والأوتار لا تكون مثل الإصابات الكبيرة ولكن تكون على المستوى المجهري وتشمل جميع المنطقة مما يفسر انتشار الآلام في منطقة الرقبة والرأس وأعلى الظهر والكتفين. إصابة مفاجئة التشخيص والعلاج عادةً مايتم التشخيص من خلال استبعاد وجود كسور في هذه المناطق عن طريق استخدام الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية. والأهم من ذلك هو التاريخ المرضي لمثل هذه الإصابات والتي تكون الغالبية العظمى منها نتيجة ارتطام مركبة أخرى بمركبة السائق من الخلف. أما الفحص السريري فهو كما ذكرنا سابقاً يبين وجود تحدد شديد وآلام عند الضغط على العضلات والمنطقة المريضة وتيبس في هذه العضلات. وبالنسبة للخطة العلاجية فإنها تتكون من طمأنة المريض بأنه لاتوجد هناك كسور أو خلع أو ماشابه ذلك في الفقرات العنقية وإنما هي نتيجة الإصابة للعضلات والأربطة المحيطة بها. - يجب استخدام طوق عنقي لبضعة أيام لإراحة المنطقة المحيطة بالعنق والكتف وأعلى الظهر. احرص على ربط حزام الأمان - يجب استخدام جرعات كافية من الأدوية المسكنة والأدوية المضادة لالتهابات العضلات والأدوية المرخية للعضلات. كما يمكن استخدام اللزقات الموضعية الدافئة أو المراهم الموضعية الدافئة أو كمادات موضعية دافئة. بالإضافة إلى ذلك كله يجب أخذ قسط من الراحة عن طريق إجازة مرضية لبضعة أيام إلى أن تختفي الأعراض. أيضاً يمكن اللجوء لجلسات العلاج الطبيعي التي تساعد على تخفيف الشد في عضلات الرقبة وإعادة المرونة إلى هذه العضلات وتقليل شدة الآلام فيها. وفي الغالبية العظمى من المرضى فإن الحالة تستجيب لهذه الخطة العلاجية خلال بضعة أيام إلى بضعة أسابيع بدون آثار جانبية تذكر وبدون أن تكون لها آثار على المدى الطويل. أما إذا ما استمرت الأعراض لفترات أطول من بضعة أسابيع ولم تستجب للخطة العلاجية فإنه يجب التأكد من عدم وجود إصابات خفية أخرى مثل إصابات بسيطة في منطقة المخ أو إصابات بسيطة في منطقة الفقرات العنقية وفي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى عمل أشعة رنين مغناطيسي للرأس وأشعة رنين مغناطيسي للفقرات العنقية وأيضاً عمل تخطيط لأعصاب الطرفيين العلويين. ولكن كما ذكرنا سابقاً والحمد الله فإن الغالبية العظمى من المرضى تستجيب للخطة العلاجية ويتم شفاؤهم بشكل تام بإذن الله تعالى. النصائح والتوصيات إن الاستخدام الصحيح لحزام الأمان واستخدام الجزء الساند للرأس في مقعد السائق والراكب ووضع السائق أو الراكب في وضعية تسعين درجة بحيث يكون سانداً لمنطقة الرقبة والرأس هو شيء مهم جداً لتلافي حدوث إصابة شديدة عند ارتطام مركبة أخرى بمركبة الشخص الذي يقود أو الشخص الذي بجانبه. حيث أن الاستخدام الصحيح للمقعد والجزء الساند للرأس يقلل من شدة الإصابة بشكل كبير ويحمي منطقة الرأس والعنق بإذن الله تعالى.