أدلى الناخبون في باكستان بأصواتهم في اختبار تاريخي للديمقراطية اليوم السبت وسط أعمال عنف اعادت إلى اذهانهم التفجيرات المرتبطة بالانتخابات التي شهدتها عدة مدن. ووقع هجوم اليوم السبت على مقر حزب عوامي الوطني في مدينة كراتشي التجارية سقط فيه عشرة قتلى وأصيب نحو 30 شخصا أعقبه انفجار آخر بعد ذلك بدقائق، ودمر انفجار مكتب حزب عوامي الوطني بشمال غرب البلاد. ولم ترد تقارير بعد عن وقوع اصابات، وأشارت محطات تلفزيونية أيضا إلى وقوع انفجار في مدينة بيشاور، وقتلت طالبان الباكستانية المرتبطة بالقاعدة أكثر من 110 أشخاص في أعمال عنف ذات علاقة بالانتخابات منذ ابريل نيسان. وتعتبر طالبان الانتخابات منافية للإسلام وتقاتل من اجل الاطاحة بالحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة. وستجلب هذه الانتخابات اول انتقال للسلطة بين حكومتين مدنيتين في بلد حكمه الجيش لأكثر من نصف تاريخه المضطرب، يأمل الشعب الباكستاني بان تؤدي هذه الانتخابات إلى تغيير وتخفيف الاحباط من اقتصاد ضعيف وفساد متفش وانقطاع مزمن للكهرباء وبنية اساسية متهالكة، وقال اناتول ايفين الاستاذ بكلية كينجز كوليدج بجامعة لندن وهو مؤلف كتاب عن باكستان "المشاكل التي تواجه الحكومة الجديدة ستكون جمة وقد تكون هذه الفرصة هي الاخيرة التي يتعين فيها على النخبة في البلاد حل هذه المشاكل" وكتب ليفين في مقال بصحيفة فايناشال تايمز "اذا لم تتحسن حياة الباكستانيين العاديين خلال السنوات الخمس القادمة فان العودة إلى الحكم الاستبدادي تظل احتمالا". وادى على ما يبدو الاستياء من الحزبين الرئيسيين في البلاد في الاسبوع الماضي إلى تزايد التأييد لنجم الكريكيت السابق عمران خان الذي قد يمسك في نهاية الامر بميزان القوى اذا لم تسفر الانتخابات عن فائز بشكل قاطع، وخان (60 عاما) في المستشفى بعد أن أصيب اثر سقوطه في اجتماع حاشد للحزب وهو ما قد يكسبه اصوات متعاطفين معه، وإذا لم يظهر فائز واضح فانه ستجري مساومات تستمر اسابيع لتشكيل ائتلاف الامر الذي سيترتب عليه زيادة المخاطر من تقويض الحكومة نتيجة لعدم الاستقرار، ولن يؤدي ذلك الا إلى زيادة صعوبة انهاء السخط من الساسة والذي يشعر به سكان باكستان البالغ عددهم 180 مليون نسمة وصعوبة اجازة الاصلاحات اللازمة لانعاش الاقتصاد الباكستاني الذي شارف على الانهيار، ويمكن أن يستمر انقطاع الكهرباء اكثر من عشر ساعات يوميا في بعض المناطق مما يصيب صناعات رئيسية مثل المنسوجات بالشلل وربما تكون هناك حاجة قريبا لخطة انقاذ من صندوق النقد الدولي. وقتلت طالبان الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تعتبر الانتخابات منافية للإسلام عشرات الاشخاص في الفترة التي سبقت الانتخابات وتوعدت بتعطيل العملية الانتخابية بشن هجمات انتحارية، وصبت طالبان جام غضبها على الاحزاب ذات الانتماءات العلمانية مثل الائتلاف المنتهية ولايته بزعامة حزب الشعب الباكستاني، وبقي الجيش بمعزل عن السياسة اثناء ولاية الحكومة الاخيرة التي استمرت خمس سنوات لكنه لا يزال يحدد السياسة الخارجية والأمنية ويوجه العلاقات الشائكة مع واشنطن اثناء انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي من افغانستان العام القادم.