تستعد باكستان لانتخابات برلمانية مهمة اليوم السبت بعد حملة انتخابية قصيرة عكر صفوها أعمال عنف دموية. وذكرت قنوات إخبارية محلية أن السلطات الانتخابية انتهت من تسليم أوراق الاقتراع في ظل حراسة عسكرية لقرابة 70 الف مركز اقتراع قبيل الانتخابات. وتمثل هذه الانتخابات أول انتقال على الاطلاق في تاريخ البلاد من حكومة منتخبة الى أخرى منتخبة بعدما قضت الأولى ولايتها كاملة ومدتها خمس سنوات. ومنذ بدء الحملة الانتخابية الشهر الماضي لقي أكثر من 115 أشخاص حتفهم في عمليات إطلاق نار وتفجيرات. وأعلن متمردو حركة طالبان الباكستانية، الذين كانوا تعهدوا في وقت سابق باستهداف الأحزاب العلمانية بسبب معارضتها لتمرد الإسلاميين، المسؤولية عن معظم هذه الهجمات. وتعرض عدد قليل من المجموعات اليمينية التي تعد مؤيدة للمسلحين لأعمال عنف دموية. ولم تعلن طالبان المسؤولية عن هذه الهجمات رغم أنها وسعت نطاق تهديداتها لتشمل أي شخص يؤيد نظام الديمقراطية الانتخابية "اللاإسلامي". وتوقع استطلاع رأي حديث في باكستان هزيمة كبيرة للحزب الحاكم(حزب الشعب الباكستاني) بقيادة الرئيس آصف على زرداري. وتعانى باكستان فى الوقت الراهن من الفقر وأزمة طاقة وفساد، ما جعل المواطنين في حالة من السخط على الحكومة الحالية، إلا أنه ليس هناك ما يدل على إمكانية حدوث قلاقل. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن حزب الرابطة الإسلامية- جناح نواز حصل على أفضل النتائج يليه حزب "حركة إنصاف" (بي تي آي) برئاسة أسطورة الكريكيت الباكستاني عمران خان، في حين جاء في المركز الثالث حزب الشعب الباكستاني الحاكم. وقال عمران خان، لاعب الكريكيت الشهير الذي تحول إلى عالم السياسة والذي أصيب جراء سقوطه من رافعة كانت تحمله إلى منصة لإلقاء خطاب أمام الآلاف، في خطاب سجل على شريط فيديو أذيع على أنصاره من حزب حركة الإنصاف "لقد منحكم الله فرصة ذهبية لاتهدروها.. لقد أعطانا الله فرصة لإحداث تغيير ". وحذر خان / 60عاما/ الناخبين من اختيار من تناوبوا على المناصب في الماضي ولم يقدموا شيئًا، وقال "تذكروا الآن أنكم مسؤولون (عن أي قرار تتخذونه)". وفي لاهور، أبلغ نواز شريف رئيس حزب "الرابطة الإسلامية- جناح نواز" حشدًا جماهيرًا لأنصاره أنه سوف يحدث تحولًا جذريًا في البلاد إذا ما تم انتخابه. وتنشر السلطات أكثر من 600 ألف من أفراد الأمن والجيش في أنحاء البلاد لضمان الأمن وسط تهديدات دائمة بأعمال عنف من جانب طالبان. ميدانيًا، قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب نحو 15 آخرين بجروح أمس في تفجير استهدف سوقًا تجاريًا في المنطقة القبلية في باكستان عشية الانتخابات العامة، كما أفادت مصادر أمنية. وانفجرت القنبلة في سوق في مدينة ميرانشاه في ولاية وزيرستان الشمالية القريبة من أفغانستان والتي تعتبر معقلا لمتمردي طالبان وغيرهم من المجموعات المرتبطة بالقاعدة، وفق المصادر نفسها. وكانت القنبلة موضوعة على دراجة نارية في السوق بالقرب من مكاتب مرشحين للانتخابات الأولى التي تنظم في باكستان بعد إكمال حكومة مدنية ولاية كاملة من خمس سنوات. وقال أحد قادة حركة طالبان باكستان طالبًا عدم الكشف عن اسمه إن قائد الحركة حكيم الله مسعود أمر بتنفيذ هجمات انتحارية يوم الانتخابات . ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن هجوم ميرانشاه.