تراجع اهتمام كثير من الفتيات بالطبخ؛ نتيجة انشغالهن بالدراسة وتلقي تحصيلهن العلمي، واتكالهن على أمهاتهن، والخادمات، إلاّ أنه مع وجود وسائل التواصل التقني على "النت" اختلف الوضع، حيث خرج على السطح عديد من "القروبات" التي تهتم بهذا الجانب، بل إن بعض الفتيات أسسن مواقع خصيصة لذلك، وأصبح لديهن حضور لافت. أزواج «توهقوا» بعد شهر العسل و«ملّوا» من أكل المطاعم ويتطلع أغلب شباب اليوم إلى الإرتباط بفتاة تجمع صفات الجمال والأخلاق وكذلك إتقان فنون الطبخ، إلاّ أن الصدمة تأتي بعد انتهاء "شهر العسل"، عندما يجد زوجته لا تعلم عن أي شيء في أمور المطبخ؛ ليبدأ في معاناة جديدة وهي كيفية تعليمها الأكلات التي يرغبها..!. ويلجأ بعض الفتيات إلى كُتب الطبخ لمعرفة كيفية إعداد الوجبات والأكلات وكذلك الحلويات، كما أن بعضهن لجأ إلى المواقع الإلكترونية في "الانترنت"، وكذلك قروبات "الواتس آب" وبرامج "اليوتيوب" و"الإنستقرام"، كل ذلك لغرض معرفة أي شيء من الممكن أن يُقدم للزوج ما لذ وطاب من الأكلات، خاصةً وأن هناك من الأزواج من لا يُفضل وجبات المطاعم. سيدة تبحث في برنامج «اليوتيوب» عن كيفية إعداد بعض الأكلات زواجي أفادني وقالت "منى البراك" -خريجة جامعية-: لم أهتم كثيراً بتعلم الطبخ؛ لأن والدتي وأخواتي كن يفعلن ذلك، مضيفةً أنها كانت تعتذر دائماً بالدراسة، وبعد التخرج تقدم لخطبتها ابن عمها، وتم الزواج، مبينةً أنه مع مرور الوقت اكتشفت أنها لا تُجيد أي طبخة، مؤكدةً على أنها اقتنت عدد من كتب الطبخ للإفادة منها، مشيرةً إلى أنها اكتشفت أن مواقع الطبخ في "اليوتيوب" أفضل من الكتب باهظة الثمن التي تباع في المكتبات. وأضافت: أسهمت الأجهزة اللوحية وسهولة الانتقال بها في الإفادة من فتح المواقع وهي داخل المطبخ، لافتةً إلى أنها أصبحت فيما بعد تتقن بعض الطبخات بسرعة، وكذلك إعداد الحلويات. مواقع الكترونية وأوضحت "حصة الموسى" أنه قبل عدة أعوام كانت تبحث عن دورات في الطبخ أثناء الإجازة الصيفية، إلاّ أنه في الفترة الماضية لجأت إلى المواقع الكترونية المتخصصة للطبخ، خاصةً أنها مجانية وغير مكلفة، ومن الممكن الإفادة منها في أي وقت، مبينةً أنها أفادت هي وصديقتها من تجميع تلك الطبخات بعمل كتيب صغير يحتوي على عدد من الطبخات بالصور وعرضها للبيع على الصديقات والقريبات. وروت "أم فيصل المطيري" قصتها مع ابنتها "فاطمة" قائلةً: لدي من الأبناء خمسة و"فاطمة" هي ابنتي الوحيدة، مضيفةً أنها أخطأت في تدليل ابنتها كثيراً، مبينةً أنه عندما تزوجت ابنتها اكتشف زوجها عدم معرفتها بأمور المطبخ، مؤكدةً على أن ابنتها توصلت مع إحدى صديقاتها إلى تأسيس قروب في "الانستقرام" لإعداد الأكلات السهلة والحلويات، وانضم إلى المجموعة عدد من قريباتها، مما شجعهن على ابتكار طبخات خاصة بهن. معادلة صعبة وأوضحت "أم محمد السعيد" أن أي فتاة مهمتها الأساسية الاهتمام بزوجها وأبنائها، ومن الطبيعي أن تحرص الأمهات على تعليم بناتهن فنون الطبخ، مضيفةً أنه من المهم أن يكون ذلك في وقت الإجازات، مؤكدةً على أن المعادلة الصعبة تكمن في أن تكون الفتاة متفوقة دراسياً وفي نفس الوقت ملمة بفنون الطبخ. وأشارت "عتاب الجهني" -معلمة رياض أطفال- إلى أنها تعلمت أنواع الأكلات والحلويات عن طريق برنامج "الانستقرام"، مضيفةً أنها في وقت الفراغ تشارك في المهرجانات وبيع الأطباق في الأسواق الخيرية، وقد أصبح دخلها المادي جيداً، مبينةً أنها حالياً تفكر بعمل كتاب ينشر باسمها للبيع يضم موسوعة من أشهر الأكلات. مادة طبخ وقالت "سارة منصور" -مدربة طبخ-: كنت أُقدّم دورات في فنون الطبخ، وقد تعاقدت مع بعض المعاهد المتخصصة في ذلك، مضيفةً أنه كان الإقبال كبير جداًّ، لكن من أربع أعوام بدأ عدد الفتيات يقل؛ بسبب سهولة استخدام التقنية، حيث تستطيع أي فتاة اختيار ما تريد بسهولة ودون مقابل. وأكدت "نجاح الغربي" -أم لخمس بنات- على أن المدرسة لابد أن يكون لها دور فعّال في توعية الطالبات بأهمية الطبخ، مشددةً على أهمية أن لا تحصل الطالبة على الدرجة الكاملة إلاّ بعد تجاوز المادة الخاصة بالطبخ، ناصحةً الأمهات بتنمية ثقافة تدبير المنزل لدى بناتها، خاصةً في وقت أصبحت وسائل التقنية في متناول الجميع. عمل كُتيبات وأوضحت "عبير المتعب" -ربة منزل- أنها لا تُجيد طبخ الأصناف المتنوعة من الطعام، مضيفةً أن زوجها لا يُفضل أكل المطاعم، مما جعلها تُنضم إلى قروبات الطبخ وتستفيد منها، مبينةً أن صور بعض الأكلات شهي جداًّ ويدفع إلى التعلم، مؤكدةً على أنها أفادت كثيراً من التقنية في الإطلاع على مواقع عربية، وكذلك التعرف على أحدث الأكلات الشرقية والغربية؛ لأنه من الجميل معرفة الأكلات المشهورة لدى الشعوب. وروت "هند ماجد" قصتها مع التقنية في مجال الطبخ، وكيف أصبحت مصدر رزق لأُسرتها، حيث استطاعت تجميع أنواع من الحلويات مع الصور وكذلك المقبلات مضيفةً أنها لجأت إلى محل خدمات ليساعدها في عمل كتيبات منفصلة عن ما جمعته، مشيرةً إلى أنها باعت الكتيب الواحد ب(15) ريالاً على الجيران والمعلمات والقريبات، وقد جنت من وراء ذلك مبالغ جيدة. أخطاء شائعة وقالت "هيا نواف" -خبيرة طبخ-: إن من الفتيات من يجدن أن كتب الطبخ أفضل في إعطاء المعلومة، بدون الاعتماد على وسائل التقنية، التي قد لا تتوفر شبكات الاتصال في أي مكان، مضيفةً أن فئة كبيرة من الفتيات يفضل وسائل التواصل لسرعتها والحرص على عدد المتابعين أو المنضمين لها من القروبات، وفي كل الحالات هذا مؤشر ايجابي يدل على تغير ثقافة الفتيات تجاه المطبخ، مبينةً أن هناك أخطاء لا تشعر بأهمية خطورتها المبتدئات، ولابد من الوعي بها، وهي عدم تذوق الطعام أثناء الطهي لمعرفة مستوى الملح وكيفية نتيجة الطبخة، أيضاً إهمال الالتزام بالمقادير الخاصة، وكذلك جهل البعض في التحكم بمستوى حرارة "الفرن" وتكديس الثلاجة أو "الفريزر" بالأواني و المأكولات؛ لأن هذا يرفع من درجة حرارتهما ويعرض ما بهما للفساد، إضافةً إلى وضع أكياس بلاستكية بها مواد سائلة أو مواد طرية في الرف العلوي من "الفريزر"؛ لأنها سوف تكوّن أقواس تدخل بين أسلاك الرف العلوي وتتجمد على هذا الشكل، وسيصعب عليك جداً تحريرها من بين الأسلاك، ناصحةً بالانتظار حتى تتجمد في الرف السفلى ثم نقلها إلى المكان المناسب. احتراق الأرز ونصحت "هيا نواف" بعدم وضع زجاجات الماء بدون غطاء في الثلاجة؛ لأن الماء يمتص الروائح ويتغير طعمه، وكذلك عدم تكدس الخضروات من طماطم وفلفل وخيار فى أناء واحد كبير في الثلاجة، مشددةً على أنه في حال احتراق الأرز ولإزالة الطعم المر والرائحة، لابد من رفع الأرز غير المحروق إلى "قدر" نظيف، مع الحرص على إزالة الأرز المحروق، ناصحةً بوضع طبقة واحدة من قشور البصل على وجه الأرز ثم تغطية القدر لمدة (15) دقيقة، وذلك لتمتص قشور البصل الرائحة والطعم، مشيرةً إلى أنه من المهم التخلص من القشور قبل تقديم الأرز، أما الشوربة و المرق في حالة أصبحا دسماً لابد من لف مكعب ثلج في ورقة مطبخ نظيفة، ثم تمريرها على سطح الشوربة أو المرق.