حذرت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيس برنامج الامان الاسري الوطني من خطورة سطحية التعامل الاعلامي مع ما ينشر من مواد تسوغ العنف الاسري او تبرره. وقالت ان الدراسات والبحوث تؤكد ان معظم وسائل الاعلام تنشر اخبار العنف الاسري وتناقشه كقضية مستقلة، دون الاخذ بالاعتبار ابعاد ما يبث من مواد قد تتضمن تكريسا لمفهوم العنف او تسوغ له. جاء ذلك خلال كلمة القتها سموها امس خلال رعايتها لقاء الخبراء الوطني الخامس تحت شعار "الاعلام شريك استراتيجي في الوقاية من العنف الاسري" والذي اقامه البرنامج في فندق ماريوت الرياض بحضور وزير الثقافة والاعلام د. عبدالعزيز خوجة وعدد من المختصين ورجال الصحافة والاعلام. ولفتت سمو الأميرة عادلة الى ندرة الدراسات التي تقيس وعي الاعلاميين بقضايا العنف الاسري، مؤكدة على اهمية التخصص الاعلامي او الخلفية الاجتماعية والنفسية في اعداد المواد الاعلامية ونشرها. وطالبت كافة وسائل الاعلام بأشكالها المختلفة بممارسة دور فاعل توعوي وتثقيفي للتصدي لظاهرة العنف الاسري وفق خطة اعلامية ترتكز على معطيات علمية ورسائل مباشرة وغير مباشرة تعزز السلوك الايجابي في الاسرة وتحد من نشر المواد الاعلامية المروجة للعنف وافرادها. وأشارت سموها الى ان وزارة الاعلام الكويتية اجرت مؤخرا دراسة حول دور وسائل الاعلام في نشر العنف والجريمة بين الشباب واثبتت ان هناك صلة بين تزايد اعمال العنف بنسب متفاوتة مع ما يتم نشره في وسائل الاعلام المختلفة. وعدت سمو الأميرة عادلة "الوعي" بانه احد اساسيات علاج قضايا المجتمع، وقالت: " بحسب دراسة اجراها برنامج الامان الاسري الوطني بعنوان العنف الاسري وايذاء الاطفال في المملكة فان منسوبي الجمعيات الخيرية والمستشفيات هم اكثر الفئات الاجتماعية وعيا بموضوع الاعتداء على الاطفال وإهمالهم بنسبة وصلت الى 45% و44% على التوالي. الى ذلك أكد وزير الاعلام د. خوجة في كلمته خلال الحفل على ان ظاهرة العنف من الظواهر القديمة في المجتمعات الانسانية وهي ظاهرة متذبذبة صعودا وهبوطا حسب المؤثرات المحيطة بالفرد والأسرة والمجتمع والبلاد. وشدد خوجة على الدور المطلوب من وسائل الاعلام المختلفة في التصدي لظاهرة العنف، وقال ان هذا الدور مهم اذ تستطيع وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي من التصدي لذلك. ووقف وزير الاعلام امام فرضيتين الاولى سلبية والتي ترى ان وسائل الاعلام تساهم في انتشار العنف ولذلك يطالب اصحاب هذه الفرضية برقابة مشددة على المحتوى الاعلامي التعنيفي كالاساءة للمرأة والاسرة والطفل. وزاد: "في حين يرى الاتجاه الايجابي تجاوز نطاق الرقابة الى مساهمة وسائل الاعلام في التصدي لمشكلة العنف الاسري ضمن جهود مدروسة وفي اطار وطني يقوم به خبراء في المجالات ذات العلاقة عبر حملات اعلامية تسعى لتثقيف المجتمع وتنويره واستبدال المعلومات الخاطئة بمعلومات حقيقية ودقيقه وبمعالجة اعلامية محترفة. من جهته، أكد الدكتور سعد المحرج مدير عام الشئون الطبية للشئون الصحية بالحرس الوطني على خطورة ممارسات العنف الاسري في المجتمع مشددا على ضرورة بذل المزيد من الجهود نحو الوقاية منه قبل وقوعه. من ناحية اخرى قالت المدير التنفيذي لبرنامج الامان الاسري الوطني الدكتورة مها المنيف ان للاعلام دورا كبيرا في نشر الوعي والقدرة على التأثير الايجابي في تثقيف المجتمع وتوجيه الرأي العام نحو الوقاية من العنف الاسري. وفي ختام الحفل تسلم وزير الثقافة درعا تكريميا من د. المحرج لحضورة فعاليات اللقاء.