تواصلت أمس اعتداءات الإرهابيين اليهود من قطعان المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وحقولهم وممتلكاتهم، تحت عنوان "الانتقام" لمصرع أحدهم على يد مقاوم فلسطيني الثلاثاء الماضي، فيما أعلنوا عن اقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب حاجز "زعترة" جنوب نابلس حيث وقع الهجوم. وذكر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس ان عشرات المستوطنين اقاموا البؤرة الاستيطانية التي حملت اسم المستوطن القتيل، على مسافة مئات الأمتار عن حاجز "زعترة"، ونقلوا الى الموقع بيتين متنقلين "كرفانان"، وربطوها بالتيار الكهربائي. وأشار الى ان البؤرة اقيمت جنوب قرية بيتا، بمحاذاة الشارع الرئيسي المؤدي الى قرية أوصرين، على اراضٍ تعود لمواطنين من عائلة خبيصة. وكان رئيس ما يسمى "مجلس مستوطنات نابلس" جرشون مسيكا نقل مكتبه الى حاجز زعترة، ودعا رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشي يعالون إلى إقامة مستعمرة في مكان عملية الطعن، معتبراً ذلك أبلغ رد على العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ضد المستوطنين"-على حد تعبيره-. وتعيد اقامة هذه البؤرة الاستيطانية الجديدة الى الاذهان هجوم للمقاومة الفلسطينية استهدف سيارة للمستوطنين في بدايات الانتفاضة الاولى (انتفاضة الحجارة) أواخر ثمانينيات القرن الماضي، على مقربة من قرية بيتا القريبة من حاجز زعترة، حيث سارع المستوطنون ودولة الاحتلال الى اقامة بؤرة استيطانية نمت واتسعت واصبحت واحدة من مستعمرات جنوب نابلس. وقد واصل المستوطنون هذه السياسة في السنوات الماضية خاصة خلال انتفاضة الاقصى ما أدى الى اقامة عدد كبير من البؤر العشوائية التي قامت الحكومات الاسرائيلية بإعطائها "الصفة القانونية". الى ذلك، جدد قطعان المستوطنين أمس ولليوم الثالث على التوالي اعتداءاتهم في عدة مناطق من قرى جنوب نابلس، حيث هاجموا السيارات والحافلات الفلسطينية بالحجارة، قرب مستعمرة "يتسهار" التي كان يقيم فيها المستوطن القتيل. وقد شهدت المناطق القريبة من المستوطنات حالة من التوتر في ظل الكمائن التي ينصبها قطعان المستوطنين المسلحين على الطرقات ورشقهم السيارات المارة، الى جانب اقتحاماتهم للقرى والاعتداء على البيوت واحراق الحقول، بمساندة كاملة من جيش الاحتلال وهو ما دفع الاهالي للتصدي لهم بكل ما وقع في أيدهم من عصي وحجارة. على صعيد آخر، شنت قوات الاحتلال، فجر أمس حملة دهم واعتقال طالت 11 مواطنا في عدة مناطق من الضفة الغربية.