مضت قوات الاحتلال في تصعيدها الاجرامي وقتلت فجر أمس مقاومين من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس خلال عدوان نفذته في قرية قراوة بني زيد شمال غربي رام الله، التي فرضت عليها حظر التجول المشدد. ففي جريمة اغتيال هي الثانية خلال 24 ساعة في الضفة، استشهد الشابان عبدالله الديك من بلدة كفر الديك غرب سلفيت (26 عاما)، ووافي اسعد الشعيبي من بلدة دير غسانة (22 عاما)، وذلك خلال اشتباك مسلح مع القوات الغازية التي حاصرت منزلا كانا يحتميان فيه في قرية قراوة بني زيد المجاورة، وقصفته بقذائف الانيرجا ونيران الرشاشات الثقيلة. وذكرت مصادر مطلعة وشهود عيان في القرية ل«الرياض» ان قوات كبيرة من جيش الاحتلال وقواته الخاصة حاصرت عند نحو الثانية من فجر أمس منزل المواطن ماجد ربحي عرار في قراوة بني زيد الذي لم يكن اصحابه يتواجدون فيه، وقامت بتوجيه نداءات لقاطنيه والمنازل المجاورة للخروج إلى العراء غير ان المقاومين لم يستسلما. وفي ساعات الصباح الاولى حاول جنود الاحتلال اقتحام المنزل فبادرهم المقاومان واشتبكا معهم وقاما بتفجير عبوة ناسفة مربوطة باسطوانة غاز، حسب اعتراف جيش الاحتلال، ما جعل المحتلين يتراجعون، حيث بداوا بقصف المنزل بالقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة، ما اسفر عن استشهاد الديك والشعيبي. وتحدثت مصادر محلية نقلا عن شهود عيان ان اصابات وقعت في صفوف القوات المعتدية، حيث شوهدت وهي تنقل اربع حمالات، إلى محيط المنزل، غير ان مصادر جيش الاحتلال نفت وجود اصابات في صفوفها حسبما ذكرت مصادر صحافية اسرائيلية. وقد فرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على المكان ومنعت وصول طواقم الاسعاف اليه، قبل ان تقوم بعملية تفتيش همجية للمنزل، فيما احتجزت العائلة واخضعتها لعمليات تحقيق ميدانية. وظلت جثتا الشهيدين ملقاتين داخل المنزل حتى الساعة الحادية عشرة ظهرا، عندما جرى تسليمهما لطواقم الهلال الاحمر ونقلا إلى مشفى رام الله الحكومي. يشار إلى ان الشهيد الديك كان مطلوبا لقوات الاحتلال منذ سنوات حيث نجا مرات عديدة من كمائن وعمليات تعقب وملاحقة قامت بها هذه القوات خلال الفترة الماضية. اما الشهيد الشعيبي فقد سبق واعتقل قبل نحو عام حيث كان ينتمي لحركة فتح، قبل ان ينضم لمجموعات القسام، وقد فشلت قوات الاحتلال قبل نحو اسبوعين في اعتقاله في حملة اجرامية واسعة استهدفت منازل عائلته واشقائه وقامت بتدمير محتوياتها. الى ذلك، تواصلت العملية الاجرامية حتى ساعات بعد الظهر حيث قامت قوات الاحتلال باقتلاع عدد من اشجار الزيتون في محيط المنزل المكون من طابقين والواقع شرق القرية وقامت بهدمه، فيما لحقت اضرار بمنزل شقيقه ساجي عرار جراء اصابته بأحد الصواريخ خلال عملية القصف العشوائي. إلى ذلك، هب العشرات من ابناء القرية إلى المكان رغم حظر التجول المشدد واشتبكوا مع قوات الاحتلال التي اطلقت تجاههم النار وقنابل الصوت والغاز بكثافة، ما ادى إلى اصابة العديد بحالات اختناق واعيرة معدنية. وكان احد كوادر كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة (فتح) استشهد عصر الثلاثاء، وأصيب احد رفاقه بجراح خطيرة خلال اشتباك مع قوات الاحتلال التي حاصرته في الحي الجنوبي من المدينة. واستشهد الشاب سند غنام مصطفى كنوح (29 عاماً) من مخيم نور شمس، وأُصيب محمد محمود نصار من مخيم طولكرم بجروح كما أُصيبت في الجريمة انتصار الطيراوي (49 عاماً) وهي والدة الشهيدة فداء الطيراوي بجروح في ساقها اثناء تواجدها في المكان . والشهيد سند غنام متزوج وأب لطفلين وهو مطارد منذ عام ونصف العام، وكان تعرض لمحاولة اغتيال قبل ثلاثة أسابيع، وهو عم الشهيد اياد عزمي غنام كنوح الذي استشهد قبل أسبوعين. أما الجريح محمد نصار فهو شقيق الشهيد صالح نصار القائد الميداني لشهداء الأقصى في طولكرم، وشقيق الأسيرين؛ اياد المحكوم بالمؤبد، ومعاذ الذي يقضي حكما اداريا، وشقيقتهم الأسيرة المحررة تهاني نصار. وفي محافظة نابلس، نفذت قوات الاحتلال، فجر اليوم، حملة دهم طالت عدة أحياء من المدينة، حيث اعتقلت الشاب أمجد أحمد البكار. كما شنت حملة دهم مماثلة في مخيمي عسكر وبلاطة، وسط إطلاق كثيف للرصاص.