ما بين العام الماضي والعام الحالي عاش قائد الهلال ومنتخبنا الوطني سامي الجابر موسمين متناقضين بكل المعاني. ففي الموسم الماضي الذي قاد الهلال فيه المدرب الهولندي اديموس مر الجابر مع فريقه بظروف فنية ونفسية ابعدته كثيرا عن مستواه الحقيقي والذي توجه طوال اكثر من عقد ونصف من الزمان كواحد من افضل لاعبي الكرة على مستوى المملكة والقارة الاسيوية والوطن العربي على الاطلاق حيث كاد نجم الجابر ان يأفل لا سيما وانه كان قد اعلن قبل ذللك اعتزاله الدولي وهو ما ابعده كثيرا حضوره الوهاج دوليا ومحليا، غيران «الذئب» الازرق الذي طالما صال وجال في الملاعب المحلية والاقليمية والقارية والعالمية أبى إلا وان يعود مجددا كنجم لا يشق له غبار وهو ما تحقق له هذا الموسم حيث احدث الجابر انقلابا خطيرا في مستواه مع الهلال وهو ما اجبر مدرب المنتخب الارجنتيني كالديرون لاستدعائه لقائمة المنتخب ليقوده للتاهل لمونديال المانيا كرابع مرة في تاريخه على التوالي فضلا عن مساهمته القوية في تحقيق الهلال لانجازه التاريخي على المستوى المحلي بالفوز ببطولات الموسم الاربع ليتوج بذلك نفسه كنجم للموسم بلا منازع إن مع ناديه او منتخب بلاده، فكيف حدث ذلك؟! النجومية الحقيقية لعل من اهم العوامل التي اسهمت في ظهور الجابر بهذا الحضور اللافت هذا الموسم قياسا بمستواه في الموسم الفائت هو نجوميته الحقيقية، فسامي من نوعية النجوم الحقيقيين الذين لا يمكن أن يأفل نجمهم لاي ظرف طارئ اسوة ببعض اللاعبين الذي يختفون مع اول هزة او ظرف يمر عليهم، فما قدمه هذا اللاعب مع ناديه ومنتخب بلاده طوال عقد ونصف يعد كقاعدة صلبة يستند عليه وهو ما جعل نجوميته لا يمكن ان يصيبها التصدع مهما تعرضت له من اهتزاز. الاحترافية الجادة وبالاضافة الى ذلك فإن الجابر من اللاعبين القلائل على المستوى المحلي الذين يمارسون الاحتراف الجاد، فحياة هذا القائد الفذ الرياضية لا تقل بأي حال من الاحوال عن المحترفين الحقيقيين بل يكاد يزيد عليهم من خلال نظام حياته سواء على صعيد الكرة او خارجها، فهو ملتزم الى حد كبير بطريقة استطاع من خلالها ان يحافظ على مستواه حتى وهو يقترب من الصعود الى اخر عتبات الاعتزال فما يقدمه من مستويات فنية وعطاءات بدنية لا تقل عن اي لاعب يعيش في ربيع عمره الكروي. الثقة المطلقة ومن الامور التي مكنت الجابر للظهور بهذا المستوى المتميز الثقة بالنفس وهي التي جعلته يواجه اصعب التحديات وإلا فإن التعامل الفج الذي لقيه من المدرب اديموس في العام الماضي كان كفيلا ان يهز ثقته بنفسه، وفضلا عن ثقته بنفسه فإنه يلقى ثقة لا حدود لها من رجالات الهلال ومن جماهيره حيث كان ولا زال في نظرهم المهاجم البارع والمنقذ في اللحظات الصعبة والقائد المحنك وهو ما اكده هذا الموسم حيث اصبح هداف المنتخب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم ونافس كذلك على لقب هداف العرب وفوق هذا وذاك فقد ساهم مع فريقه بجمع بطولا الموسم من خلال اهدافه الحاسمة بوخاصة في الدوري وكأس سمو ولي العهد. باكيتا وكالديرون ولا يمكن ونحن نعدد العوامل التي اسهمت في الطفرة التي شهدها مستوى الجابر هذا الموسم ان ننسى الدور الكبير للمدربين البرازيلي باكيتا والارجنتني كالديرون، فباكيتا استطاع مع الهلال ان يعيد توظيف قدرات سامي بالشكل الذي مكنه من العودة لمستواه الحقيقي لا سيما حينما اعاده للمركز الفعلي له هو رأس الحربة التقليدي خاصة وان الدور الذي اصر على منحه اياه اديموس حجب قدراته وامكاناته، فالمدرب الهولندي اصر على اشراكه في مركز صناعة اللعب ومساندة المهاجمين وهو ما زاد العبء على الجابر خاصة وهو يطلب منه ادوارا مزدوجة يصعب تاديتها حتى على لاعبين في مقتبل العمر في حين وظف باكيتا قدراته بالشكل المطلوب كلاعب الخبرة من جهة وهداف حاسم من جهة اخرى، في المقابل فإن مدرب المنتخب كالديرون بالاضافة الى انه منحه الثقة فقد استثمر امكاناته الفنية والمعنوية الاستثمار الامثل مع المنتخب وهو ما جعله ينجح في المهمة بامتياز. ولازال للعطاء بقية ؟! ويبدو - حقا - ان سامي الجابر وعلى الرغم من اقترابه من خط النهاية لتوديع الكرة بعد ستنوات حافلة بالعطاء والانجازات لا زال وفيا مع هلاله ومنتخب بلاده، حيث يأبى ان يرحل دون ان يترك بصمة خلفه وهو ما يفعله الان حيث يعد ابنه عبد الله ليكون خير خلف لخير سلف، غير ان الوقت لا زال مبكرا على ابن الذئب ليصول ويجول إلانه ورغم ذاك فإن الجماهير ما ان شاهدت إطلالة سامي الجابرمع ابنه عبد الله وهو يرتدي القميص الهلالي إلا وبدات تتساءل هل يكون عبد الله الجابر خليفة لوالده ونجم عام 2020 بلامنازع حيث سيكون عبد الله في هذا العام في مثل سن والده حينما بدا تمثيل الفريق الهلالي الاول والذي عقدت حينها جماهير الهلال عليه في ذلك الوقت آمالها؟!.