.. عندما كان الهولندي أديموس مدربا لفريق الهلال قبل خمس سنوات اتخذ قرارا بإبعاد النجم الكبير سامي الجابر وإجباره على الاعتزال.. بالنظر إلى عمره المتقدم في الملاعب.. في الوقت الذي كان فيه سامي قادرا على العطاء ويحتاج إلى الفرصة التي منعها عنه المدرب الهولندي بقرار متعسف لا علاقة له بما يقدمه اللاعب على أرض الميدان.. وقد استمر سامي مهمشا مع أديموس حتى غادر هذا المدرب وتسلمت المهمة إدارة الأمير محمد بن فيصل وتعاقدت مع المدرب البرازيلي باكيتا.. الذي آمن بقدرات اللاعب وقيمته الفنية وتجربته الكبيرة ليجعله الركيزة الأساسية لعمله مع الهلال حين أعده بشكل جيد وطرح فيه الثقة مجددا وسلمه شارة القيادة، مطلقا سراحه لقيادة الفريق نحو البطولات والإنجازات.. وبالفعل نجح سامي وتألق وعاد شابا من جديد ليقود الفريق نحو تحقيق ست بطولات، وعاد للمنتخب مجددا ليقوده لنهائيات كأس العالم التي تألق خلال تصفياتها والنهائيات ليكتب تاريخا جديدا ويسجل اسمه ضمن أفضل اللاعبين في تاريخ نهائيات كأس العالم على مدى تاريخها.. هذا الوضع يبدو أنه سيتكرر بحذافيره مع النجم الكبير والأسطورة محمد الدعيع.. حيث يرغب جيرتس في إنهائه وإجباره على مغادرة الملاعب دون النظر إلى مستواه الحالي وقدرته على العطاء.. حيث شارك الدعيع هذا الموسم مع فريقه وقاده لبطولة الدوري، مقدما مستوى هو الأفضل من بين الحراس في الدوري.. فطوال الموسم كان الدعيع الحارس الأبرز والأفضل حتى وهو يجتاز الأربعين من عمره.. لأن العبرة هنا هي في المستوى والأداء لا للعمر والسنوات.. وما يقدمه الدعيع في الملاعب السعودية يعد بمثابة الظاهرة الكروية والأسطورة الحقيقية لنجم كبير وعملاق على مستوى كرة القدم العالمية.. وفي تصوري أنه لا يزال قادرا على العطاء والتألق، وعلى جيرتس أن يحكم على أدائه لا على عمره وهو يؤدي أفضل من الشباب الذين يصغرونه سنا والتعامل معه بهذه الطريقة هو تجن حقيقي على تاريخه وإنجازاته وحقوقه لأنه لا يزال يعطي بسخاء ويذود عن مرماه بكل بسالة، غير آبه بالسنين الطويلة التي قضاها في الملاعب، بل إنها زادته خبرة وتجربة ومنحته مكانة يحلم الكثيرون بها باستثناء جيريتس!