تدفق مئات من المناهضين لرئيسة الوزراء الراحلة مارغريت ثاتشر الى ساحة ترافلغار مساء السبت للاحتفال تحت المطر بوفاة المرأة الحديدية التي ستجري جنازتها الاربعاء. وانضم عمال المناجم السابقون الذين نفذوا اضرابا لمدة عام ضد حكومة ثاتشر في التسعينات، الى النشطاء من التيار اليساري المتطرف في الاحتفال برحيلها عن العالم. وحملت الحشود دمية تمثل الزعيمة المحافظة السابقة تحت العمود الذي ينتصب عليه تمثال نيلسون، وقد زينوها بعقد اللؤلؤ الذي اشتهرت به ثاتشر والشعر المستعار المصنوع من حقائب بلاستيكية برتقالية. وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة في مكان التظاهرة بعد اندلاع اعمال شغب في العديد من الاحتفالات العفوية في الشوارع عقب الاعلان عن وفاة ثاتشر يوم الاثنين عن 87 عاما. الا ان الروح الاحتفالية سادت التظاهرة حيث رقص الناس من مختلف الاعمار والعديد منهم كانوا صغارا جدا عندما غادرت ثاتشر منصبها في 1990- ودقوا الطبول واطلقوا الصفارات والابواق. وقال العديد من المشاركين في الاحتفالية انهم يعتزمون تنظيم احتجاج اثناء جنازة ثاتشر المقرر ان تجري الاربعاء والاصطفاف على الطريق الذي ستمر فيه وادارة ظهورهم للتابوت عند مروره. ولن تكون الجنازة رسمية بالكامل، ولكن سيشارك فيها 700 من عناصر القوات المسلحة، كما ستشارك فيها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ونحو 2000 من الشخصيات السياسية العالمية والمشاهير. وجرى تنظيم التجمع في ساحة ترافلغار عبر مواقع الانترنت على خلفية دعوة اطلقها معارضو ثاتشر قبل عشرين عاما الى الاحتفال في اول يوم سبت يعقب وفاتها. وفيما يقول المناصرون لها ان لها الفضل في انهاء الحرب الباردة وانعاش الاقتصاد البريطاني، الا ان الناقدين يتهمونها بالتسبب في بطالة الملايين من خلال اصلاحاتها الجذرية المتعلقة بالسوق المفتوحة. وانتشرت بين المحتفلين بوفاة ثاتشر اغنية "دينغ دونغ، الساحرة ماتت" وهي من فيلم "ساحر اوز". وقال احد المشاركين وهو يحمل مظلة كتب عليها "دينغ دونغ" انه لم يات للاحتفال "بل للاحتجاج على الملايين من الاموال العامة التي يتم انفاقها على جنازة ثتاتشر رغم الاقتطاعات الحكومية في الانفاق التي تؤثر على المرضى والمعوقين". وفي مناطق اخرى حمل عدد من مشجعي نادي ليفربول لكرة القدم لافتات معادية لثاتشر في مباراة الدوري كتب عليها "سنقيم حفلة" وهتفوا "ماغي ماتت، ماتت، ماتت". ومن جانب آخر، أعلن محبو ثاتشر،أنهم يعتزمون إنشاء مكتبة تذكارية لتخليد ذكراها. وتستنبط المكتبة ملامحها من مؤسسة ومكتبة رونالد ريغان الرئاسية في كاليفورنيا، التي تعد في المقام الأول مركز بحث ولكنها أيضا متحف ومنشأة تعليمية. وقال محبو ثاتشر إن زوار المتحف الخاص برئيسة الوزراء البريطانية السابقة سيتمكنون من التعرف على أعمالها ، بل وأيضا رؤية مختارات من حقائب اليد والملابس الخاصة بها. وتقدر تكلفة المشروع، والذي ستموله مجموعة "الطريق المحافظ إلى الأمام" ، بحوالي 15 مليون جنيه استرليني (23 مليون دولار) . وقال رئيس المجموعة، رونالد بلاني، إن ثاتشر كانت على دراية بهذه الخطط قبل وفاتها.