انقلبت سائر حياته رأساً على عقب بعد حادث والديه، لن يعود إلى كنفهم مرة أخرى، سيتوقف لسانه عن ترديد "بابا، ماما"، وستتولى عائلة ثانية وأناس آخرون إيواءه، والتحكم في حياته، وأمواله، ومسار مستقبله بأكمله. هو يمثل كثيرا من الأشخاص في مجتمعنا، كانوا الأثر الأبشع للحوادث والملمات.. عيون منكسرة، ونفوس تهفو، لكنها محرومة، لا تملك ولا تستطيع أن تعبر ولا أن تقول.. هم يتامى حتى وإن كان السجن من غيّب والديهم وليس الموت، وإن اختلفت الطريقة فالنتيجة واحدة؛ إطفال محرومون من الأسرة الطبيعية. ولا غرابة أن يعتني المسلم باليتيم، ويخصَّه بنصوص كثيرة، كيف لا وقد جاء الإسلام بالحث على كل ما فيه تفريج كرب المسلمين، أو سد حاجاتهم، فكيف باليتامى؟، الذين قال الله تعالى فيهم: (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خيرٍ فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكينِ وابنِ السبيل)، وقد حرّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حق اليتيم تعظيماً لشأنه فقال: (أحرج حق الضعيفين: المرأةِ واليتيم)؛ مما يوحي بأنّ اليتيم في الإسلام - وإن كان فقد أباه - فإنه لن يعدم من يعينه من المسلمين، ابتغاء مرضاةِ الله والدارِ الآخرة. وقبل كفالة اليتيم وإعانته، هناك خطوة ثقيلة على النفوس، والمتمثلة في إبلاغ الطفل بالخبر السيئ، وشرح انتقاله للعيش بمنزل أقاربه أو غيرهم، حيث تختلف طريقة التبليغ وفق سن الطفل، وحالته الصحية، والنفسية، والعقلية، ووفق الظروف المسببة للانتقال، وفاة والديه، أم انفصالهم، أم سجن أحدهم. لا تترك الطفل يبكي غياب والدته من دون تهيئة مسبقة طريقة تدريجية وذكرت "د. امتثال محمد دوم" - أخصائية النفسية بمستشفى النور في مكةالمكرمة - أنّه يجب أن يتم الإخبار بأقرب وقت من دون تأجيل، ومن الشخص المحبب والداعم للطفل والمتماسك، بحيث يكون مسيطراً على انفعالاته مهما بلغت حدتها؛ حتى لا ينعكس الأمر على نفسية الطفل بشكل سيئ، ويجب أن يكون الإخبار بطريقة تدريجية، وبسيطة، ووفق مستوى استيعاب الطفل، مع الإجابة عن كل تساؤلاته من دون تفاصيل مطولة. دعم مستمر وأضافت أنّ الأطفال في سن الأربع سنوات فأقل لا يستوعبون الخبر السيئ، لكن من كان في سن الخامس يمكنه استيعاب الموقف، من دون إدراك أبعاده تماماً، بينما يمكن إشراك الأطفال الأكبر سناً في الإجراءات حال الوفاة، كالعزاء، والدفن، أمّا في حالة السجن يجب أن يؤخذ الطفل لزيارة ذويه، وتكون الطريقة بكل بساطة مع الأخذ بالتوضيح عند الحاجة، ومع الدعم المستمر للطفل، ويجب أن لا يتوقف الدعم النفسي، خاصة من الذين سينتقل الطفل للعيش معهم، فمن الطبيعي أن يلتصق الطفل بعد فقد والديه بأكثر الناس إقتراباً ومعرفة به. لا تقتل ابتسامة الطفل بخبر مفاجئ يؤثر في حياته طريقة تعايش وأشارت إلى أهمية ترك الطفل لكي يعبر عن مشاعره بطريقة مناسبة ليتم إحتوائها، وأن يوضح له سبب انتقاله لهذا الوكيل بحد ذاته، إلى جانب الشرح الإيجابي عن أسرته الجديدة دون مبالغة، وعلاقة أفرادها، وطريقة التعايش والمحبة بينهم، مع طمأنته أنّه أحد أفراد هذه الأسرة، وله ما للأبناء من حقوق وواجبات، وتبيين دوره في الأسرة وتوضيح دور بقية الأفراد، إضافة إلى تشجيعه على الإندماج مع بقية أفراد الأسرة، والتعاون معهم، وتحفيز ذلك، من خلال تعزيز الثقة لديه، واحترام النفس والآخرين، بتحميله مسؤولية مناسبة لسنه مثل بقية أفراد الأسرة. مد يد العون له وكن قريباً منه في أصعب لحظات حياته أسرة بديلة وقالت إنّ تهيئة الأسرة تتم على شقين: الأول الراعين، فهناك طرف قريب للطفل، وآخر ومدى تقبله لاستقبال الطفل، وهل هذا التقبل إجبارياً أم اختيارياً؟؛ لذلك يجب تفعيل الجانب الديني، والاجتماعي، وإظهار مدى الأجر من الله - جل وعلا - لتقبل هذا الطفل كأحد الأبناء، وتنشئته بطريقة صالحة تحميه من انحرافات خطيرة، والتقرب منه لمعرفة الأمور الجيدة والمحببة له وتنميتها، وتوجيهها وفق ما تتأمله الأسرة، والتعامل بالعدل والمساواة بينه والأبناء جميعاً في جميع الأمور، مع عدم المقارنة بينه وبين البقية، وتقديم الدعم المستمر له بالحب والحنان، بالطريقة المناسبة فلا إفراط ولا تفريط في جميع الجوانب. وأضافت أنّ الشق الثاني هو المتعلق بالأبناء، حيث المعتاد أن يكون هناك توجس وغيرة، قد تسبب في حدوث مشكلات نفسية وسلوكية تنعكس على الأبناء والطفل المتحضن، لذلك يجب تهيئتهم قبل قدومه، وذلك من خلال الإخبار بحضوره للعيش بالمنزل، والتحدث عنه، وإظهار الأسباب لحضوره بشكل مبسط، من دون الدخول بالتفاصيل العميقة، وتوضيح أنّ هذا الطفل أصبح فرداً منهم، ولا فرق في المعاملة بعضهم وبعض، مع تفعيل الجانب الدينى والاجتماعي لديهم من دون اثارة الشفقة، حتى لا ينعكس بنظرتهم بدونية للطفل، مع تشجيعهم لاستقباله بكل حب، وحنان، ودعم، ومساواة، مع التحفيز الدائم لاستمرار ذلك، وعدم المقارنة بين الطفل وبين الأبناء وتهيئة أسباب المشاركة في اللعب، والآراء، والواجبات. ردة الفعل من الخبر السيئ أكثر تأثيراً من الخبر نفسه سلوكيات غير سوية وأشارت إلى أنّ الفترة المباشرة بعد انفصال الطفل عن والديه وبيئته التى اعتاد العيش بها هى الأخطر، التى قد تؤثر في صحته النفسية؛ لأنّ الأطفال غير قادرين عن التعبير الصريح عن شعورهم، لذلك يجب ملاحظته من دون أن يشعر، فإن كان سلوكه اعتياديا واندمج مع الأسرة بشكل عادى فإن الامر هنا يكون عاديا، أمّا إن ظهرت عليه مؤشرات عدم القدرة على التكيف، أو الخوف، أو القلق، أو البكاء الهستيري، أو الحزن، أو التشكي من الألم والمرض، أو ظهور أي من السلوكيات غير السوية؛ عند ذلك لابد من احتواء الطفل ودعمه بشكل قوى، مع اللجوء إلى الأخصائي النفسي. دعم معنوي وقال إنّ هناك كثيرا من المشكلات النفسية، والاجتماعية، والجسدية، المتوقعة من الطفل فاقد الأبوين، الذى يعيش في أسرة أخرى، التى قد تصل الى حد الاضطراب، كأن يصاب بالانطواء، والعناد، والعدوانية، والحزن الشديد، والسرقة، وانخفاض التحصيل الدراسي، وقلة أو زيادة الأكل، وقلة أو زيادة النوم، والانحرافات الجنسية، والشعور بالدونية، وانخفاض الثقة بالاخرين، والكذب، والهروب من المنزل، والشعور بالخوف، والتعلق الزائد، والقلق، والتدخين، والعقاقير، إلاّ أنّ هذه السلوكيات ليس من الضروري ظهورها، وإن ظهرت فهى تختلف في درجتها وحدتها، وقد لا تستمر ولا تتعمق إن تمت معالجتها واحتوائها منذ بداية ظهورها بالطريقة المناسبة، مشددةً على أنّ الطفل في هذه الظروف بحاجة للدعم المعنوي. عبدالمحسن العجيمي * العجيمي: مسؤولية ولي أمر اليتيم كبيرة وأجره عظيم ذكر الشيخ "عبدالمحسن بن محمد العجيمي" - مساعد مدير عام الإدارة العامة لتدريب القضاة بوزارة العدل وإمام وخطيب جامع فاطمة الزهراء بحي المرسلات - أنّ اليتيم يحتاج لمن يجلس معه ويبصره، ويدله، وهذا من أهم الأمور، ولابد أيضاً للطفل اليتيم من الجلوس مع شخص مؤهل؛ لإرشاده لحقيقة وضعه الجديد، وأنّ اليُتمَ ليس عيباً، ولا منقصة بحقه، وأنّ هذه إرادة الله - جل وعلا - وأنّه إذا فقد أباه أو أبويه، فإن المجتمع كله يتشرف بخدمته، والسعي في إدخال السرور عليه، وليس شفقة فقط، وإنما استجابة لأمر الله وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويحاول أن يرفع من معنوياته، ويوضح له أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتيماً. وقال إنّ الأسرة بحاجة ماسة إلى هذه الجلسة؛ لتبيين ما لها وما عليها من حقوق وواجبات تجاه الضيف الجديد "اليتيم"، من حسن التربية، وعظيم العناية، ومزيد الاهتمام، وجميل الرعاية، مشيراً إلى أنّ الأوامر الربانية جاءت بالعمل على كل ما يصلح حال اليتيم معنوياً ومادياً، وقال الله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير)، والإصلاح يشمل كل احتياجات اليتيم التي يحتاجها أمثالُه وأقرانُه. وأضاف: "في المقابل جاءت التحذيراتُ الإلهية التي تخوِّفُ وليَ أمرَ اليتيم، وتذكرُه بأنّ الله مطلع عليه، يعلم علانيته وسرَّه، وأنَّ أكلَه مالَ اليتيمِ سببٌ لدخوله النار، بعد أن كانت رعايتُه واهتمامُه به سبباً لدخوله الجنة، وما ذاك إلاّ لأنّ تصرف الولي بمال اليتيم يتم بشكل غير ظاهر، يمكن فيه الأخذُ منه بغير وجه حق، ومن دون علم أحد من الناس، وهذا إثمه عظيم، وقال تعالى:(وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب، ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنّه كان حوباً كبيراً)، وقال سبحانه: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً، وسيصلون سعيراً). وأشار إلى أنّ الوكيل على تركة الطفل اليتيم يتعامل معها بالتي هي أحسن، وبما يزيدها نماء وكثرة، وفي ذلك قال الله تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم إلاّ بالتي هي أحسن)، والأولى الإستعفاف عن أخذ شيء من مال اليتيم، إلاّ إن كان الوكيل على ذلك فقيراً، فيكون أخذه بالمعروف، وقال تعالى: (ومن كان غنياً فليستعفف، ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف)، فمن ولي مال اليتيم واستحق عليه أجراً فله الأقل من أحد أمرين: إمّا نفقته على نفسه، أو أجرته على عمله، كما نص على ذلك الفقهاء، لافتاً إلى أنّه من المفترض أن تكون هناك جهات عدلية تشرف على تصرف الوكيل في مال اليتيم، وتقيّم ما يستحقه من أجرة، وتحاسبه على عمله. وأضاف: "من أسعده ربه برعاية يتيم فليبشر بالخير العميم والأجر العظيم، الذي يتمناه كل مسلم ومسلمة من الله - جل وعلا - ألا وهو الجنة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال: (كافلُ اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة) وأشار بالسبابة والوسطى، بل إنّ من حاز إليه يتيماً لا أب له ولا أم، فأطعمه وسقاه أدخله الله الجنة قطعاً، إلاّ أن يكون مشركاً، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن قبض يتيماً من بين مسلِميْنِ - أي يتيم الأبوين - إلى طعامه وشرابه، أدخله الله الجنة البتَّة، إلاّ أن يعملَ ذنباً لا يُغفر)". وأشار إلى أنّ من مظاهر عناية الإسلام باليتيم الترغيب في مسح رأسه والتودد له، فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من مسح على رأس يتيمٍ لم يمسحْه إلاّ لله كان له في كل شعرة مرت عليها يدُه حسنات.. الخ الحديث)، مبيّناً أنّ الترغيب يظهر في قوله "حسنات"؛ مما يدل على الأجر العظيم من البَرِّ الرحيم سبحانه، مضيفاً أنّ مَسْحَ رأسِ اليتيم، يوجب لينَ القلوبِ ورقَّتَها، وذهابَ قسوتِها، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسوةَ قلبهِ فقال: (امسح رأس اليتيمِ، وأطعمِ المسكين). أطفال جمعية إنسان نموذج من رعاية أبناء المجتمع وتكافلهم أموال القصر أمانة تنتهي ببلوغ سن الرشد *المحيميد: إخبار «هيئة القصّر» بكل من فقد مورثاً وهو صغير خلال ثلاثة أيام أحمد المحيميد بيّن الأستاذ "أحمد المحيميد" - مستشار قانوني وعضو برنامج الأمان الأسري الوطني- أنّه صدر مرسوم ملكي في تاريخ 12 ربيع الأول 1427ه بالموافقة على نظام الهيئة العامة للولاية على أموال القصر ومن في حكمهم، ونص النظام على أن "تمارس الهيئة من الاختصاصات مثل ما خول للولي، أو الوصي، أو القيم، أو الوكيل، أو الناظر، وعليها الواجبات المقررة عليهم طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المرعية، ولها على الأخص الوصاية على أموال القصر والحمل، الذين لا ولي ولا وصي لهم، وإدارة أموالهم والقوامة على أموال ناقصي الأهلية وفاقديها، الذين لم تعين المحكمة المختصة قيماً لإدارة أموالهم، وإدارة أموال من لا يعرف له وارث، وأموال الغائبين، والمفقودين، والوكالة عنهم في المسائل المالية، وحفظ أموال المجهولين، واللقطات، والسرقات، حتى تثبت لأصحابها شرعاً، والإشراف على تصرفات الأوصياء، والقيمين، والأولياء، وحفظ الديات، والأموال، والتركات المتنازع عليها، حتى ينتهي الإيجاب الشرعي فيها". وقال: "إننا في انتظار تشكيل مجلس إدارة الهيئة من (11) عضواً برئاسة معالي وزير العدل، إلى جانب صدور اللائحة التنفيذية لهذا النظام -تطبيقاً للمادة الثالثة-"، مشيراً إلى أنّ الوصي هو كل شخص غير الأب أو الجد، تثبت له السلطة على مال القاصر، أي تثبت له الولاية على حفظ المال تطوعاً لخدمة القاصر، إلاّ إذا كان الوصي محتاجاً فتملك المحكمة أن تعين له أجراً، ويتولى الوصي أموال القاصر ورعايتها، ويبذل في ذلك عناية الشخص المعتاد، ولا يجوز له التبرع بمال القاصر إلاّ لأداء واجب إنساني أو عائلي وبإذن من المحكمة، وعليه أن يبذل قصارى جهده في تحصيل وتنمية أموال القصر، إما بطريق المضاربة، أو بشراء سلعة يبيعها إلى أجل ينفع هؤلاء القصر، أو بأسباب أخرى تنمي هذا المال على الوجه الشرعي، منوهاً بأنّ الأيتام أمانة، وحقهم واجب، وعلى الوكيل والولي أن يتقي الله فيهم، وأن ينمي مالهم، ويحرص على الطرق التي تسبب ربحه وتنميته. وأضاف: "تنتهي مهمة الوصي في حال بلوغ القاصر سن الرشد، إلاّ إذا تقرر استمرار الوصاية عليه، أو عودة الولاية للولي، أو عزل الوصي أو قبول استقالته، أو فقد الوصي الأهلية أو ثبوت غيبته أو موته أو موت القاصر، ويجب على الوصي أن يسلم الأموال إلى القاصر عقب بلوغه سن الرشد، ويجوز للمحكمة المختصة أن تنهي ولاية الهيئة على أي من المشمولين بهذا النظام، إذا رأت أنّ في ذلك مصلحة له، ويجب على الهيئة تسليم الأموال التي تحت يدها، سواء الثابتة أو المنقولة إلى ذوي الشأن متى زالت ولايتها عن أي من المشمولين بهذا النظام، في مدة لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخ إبلاغها بذلك". وأشار إلى أنّ التسليم يتم بموجب محضر يوقع عليه رئيس الهيئة أو من ينيبه، فإذا تخلف ذوو الشأن عن تسلم أموالهم خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر من تاريخ دعوتهم لذلك دون عذر تقبله الهيئة؛ فعلى الهيئة أن ترفع الأمر إلى المحكمة المختصة، لتعيين حارس لتسلم تلك الأموال، على أن تستمر الهيئة في إدارة أموالهم، وتتقاضى في هذه الحالة نسبة (20%). وأضاف أنّ نظام الولاية شدد على أنّه يجب على ورثة المتوفى البالغين، أو الأقارب المقيمين معه في معيشة واحدة، أو الموظفين العموميين الذين أثبتوا الوفاة أو غيرهم، أن يبلغوا الهيئة خلال ثلاثة أيام على الأكثر بوفاة كل شخص توفي عن حمل، أو قصر، أو عديمي أهلية، أو ناقصيها، أو غائبين، أو مفقودين، أو مجهولين، وبوفاة الولي، أو الوصي، أو القيم، أو الناظر، أو الوكيل عن الغائب، ويجب على الأقارب كذلك أن يبلغوا الهيئة عن فقد أهلية أحد أفراد الأسرة، أو غيابه، أو فقدانه إذا كان مقيماً معهم في معيشة واحدة، خلال ثلاثة أيام على الأكثر. وأشار إلى أنّه إذا كان المقصود ب"الوكيل لا يحلف ولا يكلف" أنّ الوكيل أمين، ولا يكلف بإقامة البينة، واليمين على أن ما بيده تلف أو ما أشبه، فهذا صحيح إذا لم توجد تهمة؛ لأنّ يده يد أمانة، وجاء ذلك في الموسوعة الفقهية: "وَلاَ يُطَالَبُ الْوَكِيل بِإِقَامَةِ الْبَيِّنَةِ عَلَى كَوْنِ الْمُوَكَّل فِيهِ بِعَيْنِهِ حُرِقَ أَوْ نُهِبَ؛ لأِنَّهُ مُتَعَذِّرٌ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ: إِذَا أَثْبَتَ الْحَادِث الظَّاهِر وَلَوْ بِاسْتِفَاضَةٍ أَنَّ الْوَكِيل لاَ يَحْلِفُ"، وعلى المتضرر من الورثة التقدم للمحكمة المختصة للمطالبة بتصفية التركة وتقسيمها وفقاً للشرعي، واذا كان بينهم قاصر، أو سفيه، أو حمل، فالتقدم للهيئة العامة للولاية على أموال القصر. الحفاظ على أموال القاصر واجب شرعي وأمانة عظيمة