شيع ظهر أمس جثمان الضحية بلال سيف الدين الذي قتل مساء أمس الأول، في المواجهة المسلحة التي حصلت بين عين الرمانة والشياح في ضاحية بيروت الجنوبية، بين عناصر من «القوات اللبنانية» وأخرى من حركة «أمل» اثناء الاحتفال بقرار مجلس النواب العفو عن قائد القوات سمير جعجع. وكان الحادث حصل نتيجة توتر مفاجئ بين مجموعة من شبان عين الرمانة كانوا يحتفلون بالعفو عن جعجع أمام «سنتر بالاس» على الطريق العام بين الطيونة ومار مخايل بطريقة رأت فيها مجموعة أخرى من شبان الشياح استفزازاً، فحصل عراك بين الطرفين ما لبث ان تطور إلى تبادل اطلاق نار امتد إلى مداخل شوارع الحجاج وعبدالكريم الخليل وأسعد الأسعد في الشياح والمناطق المقابلة في عين الرمانة، مع ظهور مسلح كثيف، مما أدى إلى سقوط 14 جريحاً توفي احدهم لاحقاً ويدعى بلال سيف الدين. وحضرت تعزيزات من الجيش إلى المنطقة وانتشرت في الشوارع المذكورة في الشياح وفي المنطقة الممتدة من شارع المراية إلى البريد في عين الرمانة، وعملت على تهدئة الوضع بمساعدة لجان محلية كانت تذيع عبر مكبرات الصوت دعوات إلى التزام الهدوء وهو ما تحقق اعتباراً من الحادية عشرة ليلاً بعد ما عملت قوى الجيش على توقيف عدد من المسلحين في المنطقة. وسمع عند تشييع جثمان سيف الدين دوي انفجارات تبين انها ناتجة عن التشييع، لكن المصادر الأمنية اكدت ان الوضع مستتب، وان الهدوء يسود المنطقة التي كانت عنواناً للحرب الأهلية في لبنان. وصدر أمس بيان باسم أهالي الشياح أورد فيه اسماء الجرحى وهم بلال خميس، رولان حلاني، محمد السيد وعلي مرتضى، مشيراً إلى ان الحادث نتج عن استفزاز قامت به مجموعات من عناصر القوات اللبنانية في عين الرمانة بإطلاق الأسهم النارية والحجارة في اتجاه الشياح، ونزول بعض العناصر إلى الطريق العام لقطعه، وترافق ذلك مع اطلاق رصاص من هذه العناصر في اتجاه الأحياء الداخلية، مما تسبب في سقوط الضحايا التي يظهر بوضوح انها من طرف واحد.وقال البيان ان ما حدث يستدعي تشكيل لجنة تحقيق وفتح تحقيق جدي ومسؤول وفوري لتبيان الحقائق ووضعها أمام الرأي العام حفاظاً على ارواح المواطنين وحياتهم وأرزاقهم، وطالب الدولة اللبنانية والجهات الأمنية بكشف ما حدث وتحديد المسؤوليات ومعاقبة الجناة لأية جهة انتموا إذ لا يجوز ان تبقى حياة الناس مهددة وأرزاقهم مستباحة بسبب هذه الممارسات. وكانت معلومات ذكرت ان سيف الدين قتل برصاص الجيش الذي عمد عناصره إلى اطلاق النار في الهواء لتفريق الشبان اثناء عراكهم بالعصي والحجارة، وطلبت النيابة العامة تحقيقاً عسكرياً حول هذا الاتهام.