مدخل للشاعر راجح بن فهد بن حيدان: هذي هي الدنيا سلوم ومواجيب والرجل له عزمٍ وشورٍ يدلّه أحدٍ يحل بعاليات المراقيب وأحدٍ طمان الرجم لا جاه حلّه نعم (المرء حيث يضع نفسه) أما أن يكون في مكان العلو والشرف أو الانحدار والهوان.. والرجال أنواع فيهم الطيّب والرديء، وكل إنسان يحرص على التعارف بأهل المعدن الطيّب من أهل الوفاء والمروءة والشهامة والنقاء فمعرفتهم ومصاحبتهم تزيد من رصيد الإنسان بالخصال الحميدة، والصفات المجيدة، مثلها مثل التجارة الرابحة، التي تزيد الإنسان بالمعرفة والفائدة والحكمة والصبر والتجربة وغيرها من الأمور النبيلة.. أما معرفة أهل المعدن الرديء فهي الخسارة الأكيدة توقع الإنسان في شرك من المصائب، وتسبب له النّدم والحسرة يقول في هذا الاتجاه الشاعر عبدالله بن شايق العاطفي: لقيت الرجال أنواع وألوان وأشكالي صديق الشدايد ما خذا منك علم وجاب وسيع الصدر يضحك.. ولا هو بزعالي صديق الشدايد لا ينافق.. ولا يغتاب يدلّه غريب الدار.. ويزبّن الجالي وصديق الرخا عقّاب ومصادقه عقّاب ما أصعب أن يرجع الإنسان إلى الخلف بينما يسير الآخرون إلى النجاح والتقدّم والمعالي وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر عبدالله اللويحان التميمي: ما نيب أصادق ما يلين الدناقير عيال العفون من الخيوط الدقاقه اللي مجالسهم نميمه وتعبير مالي بهم من فضل ربي علاقه ونجد الكثير من الشعراء الشعبيين يتحدثون في أشعارهم باستمرار عن رفقة أهل الوفاء والشهامة التي تُعد من أهم الروابط الأخوية والاجتماعية التي تجمع النفوس الصافية، والقلوب الراضية، التي تسكنها مشاعر الأخوة والاحترام المتبادل، كما يحثون من خلال أشعارهم على مكارم الأخلاق، والمراجل، وعزّة النفس، وكل ما فيه خير وصلاح كما يقول الشاعر مطلق خالد الحويقل العتيبي: من لا جعل نفسه عزيزة رفيعه يبا يقل مع الرجال احترامه والعزّ يشريه الفتى ما يبيعه والرجل تعرف ميزته من كلامه ومعرفة الرجال للرجال لها فوائد خاصة الذين عُرف عنهم فعل الطيب والمراجل والشهامة والخصال الحميدة من أعظم الكنوز، وتضع الإنسان في مكان لائق ومشرّف.. أما الخسارة التي تضع الإنسان في موقع الانحدار فهي معرفة الرديين -أبعدهم الله عنّا وعنكم- وضمن قصيدة جميلة قرأتها للشاعر خلف المشعان العنزي عن محبّة الرجال الانقياء والشرفاء أهل المبادئ السلمية، والقلوب الصافية، ومدى تقديره لهم حتى لو لم يلتق فيهم.. فأهل الوفاء والمعدن الطيّب لهم تقدير وإجلال في قلوب أهل الخير منها قوله: يا كثرهم لا قلت لك عرفت وجيه ويا قلّهم لا قلت قدر .. ومعزّه رجلٍ.. تعزّه بعد ما تلتقي فيه ورجلٍ.. قبل ما تلتقي به تعزّه