انصبت المؤلفات الأخيرة للدكتور عدنان بن عبدالبديع اليافي في مجال التاريخ الحديث المتعلق بالرحالة وبعض مدن الحجاز، واليوم يواصل اليافي مشروعه التاريخي بإصداره لكتاب "جدة في صدر الإسلام" الذي يلقي الضوء على مرحلة يكتنفها كثير من الغموض ولم تأت هذه الفترة في كتب التاريخ إلا في إشارات قليلة. الكتاب الذي أهداه مؤلفه إلى الأديب الراحل محمد صادق دياب يقول في مطلع الكتاب: ولأن تاريخ (جدة) طويل قد تمتد جذوره إلى بدايات التاريخ، فلقد رأيت أن أختار للدراسة والتوثيق إحدى أهم الحقب التاريخية لجدة وهي حقبة صدر الإسلام والتي أرى أنها لم تحظ بدراسات مستفيضة وعنيت أن يتسم الكتاب ببعض الشمولية في الموضوعات التي تخص جدة الأمس واليوم والغد، فضمنت كتابي بضع صفحات عن موقع هذه المدينة العريقة ومصادر تاريخها وغير ذلك. حظى الكتاب بمقدمة ضافية للأستاذ الدكتور عبدالإله عبدالعزيز باناجة مدير جامعة الطائف حيث قال: وفي هذا الكتاب حاول المؤلف مناقشة قضايا عديدة تتمحور كلها حول جدة: موقعها – اسمها – سورها مساجدها – حديث الرحالة عنها – كيف دخلها الإسلام؟ وغير ذلك مما له علاقة بهذه المدينة الساحرة الخلابة، إنها وجبة ثقافية منوعة على مائدة جدة، تنادي من يهفو إلى الزائد المعرفي كي يأخذ نصيبه. الكتاب رحلة بانورامية على ضفاف جدة فقد تناول المؤلف اليافي فيه موقع جدة في المصادر التاريخية وضبط اسمها ومصادرها التاريخية وحضورها في كتب الرحالة وسور جدة وكذلك مقبرة أمنا حواء وما ذكرته المصادر التاريخية عنه، إلى جانب المساجد الأثرية وأسمائها، كما عرج الدكتور اليافي إلى مينائها وما كتب عنه، وكذلك جدة في عصر الرسالة المحمدية وزمن الخلافة الراشدة وهو مضمون الكتاب، إلى جانب تراجم مهمة لجمهرة من الخلفاء الراشدين والصحابة الأكرمين، وقد ازدان الكتاب بنشر بعض القصائد الشعرية التي قيلت في جدة لشعراء أمثال الشيخ أحمد قنديل والأستاذ فؤاد الخطيب والدكتور محمد خضر عريف إضافة إلى عدد كبير من الخرائط والصور الهامة لجدة وآثارها وأعيانها.