تقع مدينة جُدة على ضفاف الساحل الشرقي للبحر الأحمر بين دائرتي عرض 25-21، 45-21، شمالًا، وخطي طول 5-20، 39-39، شرقًا في وسط ساحل البحر الأحمر تقريبًا وعلى مسافات متقاربة من مجموعة الموانئ الرئيسية على البحر الأحمر في المنطقة الغربية من وطننا الغالي، المملكة العربية السعودية، هذا الكيان الكبير الذي أسسه ووحد أرجائه وأمن طرقه جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-. وتحد جُدة شرقًا مجموعة تلال صغيرة تليها سلسلة من الجبال: وتبعد هذه التلال عن البحر حوالي اثني عشر كيلو مترًا تشكل عرض الساحل الذي يلي المدينة، وتحيط الصحراء بجُدة وتبعد عن مكةالمكرمة حوالي (75) كيلو مترًا أي حوالي (46) ميلًا تقريبًا. إن هذا الموقع الجغرافي لمدينة جُدة جعلها ملتقى للقوافل التجارية منذ القدم، ومنها تنطلق إلى باقي المدن المحيطة بها (1). وجُدة فرضه مكةالمكرمة وميناء المملكة العربية السعودية الرئيس، مدينة عريقة تمتد جذورها في عمق التاريخ القديم حتى إن بعض المصادر تنسبها إلى أم البشر حواء وتنسب السيدة حواء لها. وعن ذلك يقول مؤرخ جُدة الكاتب الكبير الأستاذ محمد صادق دياب -رحمه الله-: لو صحت المقولة إن جُدة تحوي رفاة السيدة حواء أو أنها كانت مسرحا لحياتها فلا شك أن ذلك سيمنح جُدة الأسبقية في الاستيطان البشري على غيرها من المناطق، إلا أن إثبات ذلك من الصعوبة بمكان (2). ولمعرفة التاريخ الحقيقي للمدن يقوم الباحثون بدراسة الآثار التي تدل على من سكنها. وقد وُجدِتْ قرب جُدة عدة مؤشرات تدل على قدم استيطان هذه المدينة من قبل مجموعات سكانية مختلفة. فعلى سبيل المثال وجدت في جُدة دلائل تشير إلى أن قضاعة وثمود وغيرهم قد سكنوها قبل آلاف السنين. كما توجد قرب جُدة في (بويب) و(بريمان)، و(أم حبلين)، وقرب (أبحر) وغير ذلك من المناطق القريبة من هذه المدينة، نقوش قديمة ترمز إلى حيوانات مختلفة. وتوجد آثار تدل على أن ثمود سكنت جُدة. فهناك على سبيل المثال نقش ثمودي لشخص اسمه (ساكت) كان قد طلب من الله عز وجل أن يشفي زوجه المريضة واسمها (جامع) وكانت مصابة بالحمى (3). كما أن قضاعة وأبناءه سكنوا جُدة، وقد وُلِدَ لقضاعة حفيد ولدته أمه في جُدة فسمته جُدة، وهو: جُدة بن جرم بن ربان(4). وأسباب هذه التسمية تكاد تكون فريدة من نوعها، حيث جرت العادة أن تُسمى المدن بأسماء الأشخاص الذين يُولدون فيها أو يفدون إليها مثل «يثرب» وغيرها من المدن التي سميت بأسماء أناس ولدوا فيها أو أتوا إليها، إلا أن جُدة بن ربان تسمى باسم المدينة التي وُلِدَ فيها بدلًا من أن تُسمى المدينة باسمه. ويبين الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري أن قضاعة الجد الأكبر لجُدة هذا، هو الابن الثاني لمعد بن عدنان، ومعد هو الجد التاسع عشر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا يوضح قدم اتخاذ جُدة منزلًا لقضاعة وأبنائه (5). وكانت جُدة معروفة للعرب قبل الإسلام كميناء لمكةالمكرمة قبل أن تصبح الشعيبة مينائها لمدة امتدت فترة من الزمن قبل أن تعود جُدة ميناءً للمدينة المقدسة مرة أخرى وإلى يومنا هذا. وكانت جُدة مستودعًا تجاريا لقريش، وحينما أسر المسلمون في بدر نوفل بن الحارث (بن عبدالمطلب)، طلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نوفل أن يفدي نفسه برماحه التي بجُدة وكانت ألف رمح (6) وقد استعمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب أميرًا على جُدة فكان أول من أُستُعْمِلَ عليها. وكبرت جُدة خلال فترة خلافة أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وتم بأمره بناء مسجدين في هذه المدينة هما المسجدان اللذان يعرفان اليوم باسمي مسجد الشافعي (وكان يسمى الجامع العتيق)، والآخر المسمى اليوم زاوية عثمان بن عفان، (وكان يطلق عليه قديما مسجد الأبنوس). وفي عام (26ه) كانت جُدة على موعد مع أهم أحداثها قاطبة عندما أمر الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن تصبح جُدة ميناء لمكةالمكرمة. ومع توسع مساحة الدولة الإسلامية وتزايد أعداد المسلمين القادمين إلى جُدة بحرًا بغرض الذهاب منها إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج، بدأ توافد الرحالة إلى هذا الثغر، خاصة الرحالة المسلمون. وقد أدى ذلك إلى بدأ اهتمام المؤرخين بإحداث هذه المدينة والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمرانية بها، فشرع هؤلاء الرحالة والمؤرخون في كتابة الأحداث التي كانت تجري في جُدة خاصة الأحداث التي كانت ذات علاقة بمكةالمكرمة وبالحج، وسجلوا كل ذلك في كتبهم التي تناولت تاريخ البلد الأمين. وقد اقترح عليّ ابن جُدة البار، الصديق الأديب الأستاذ محمد الحسون -متعه الله بالصحة والعافية- أن أوثق أسماء بعض المراجع والمصادر التي يمكن أن يعود إليها الباحثون الراغبون في دراسة تاريخ مدينة جُدة. ولأهمية اقتراح أستاذنا «أبو فهد» سنورد هنا أسماء بعض أهم هذه المصادر التاريخية أو كتب الرحالة وغير ذلك من المراجع والمصادر المعنية بتاريخ هذه المدينة العريقة. وبادئ ذي بدأ لا بد من التنويه إلى أنه من شبه المتفق عليه، أن تاريخ جُدة لم يحظَ بالاهتمام من قبل قدماء المؤرخين بالقدر الذي حظي به تاريخ مكةالمكرمة التي دُرِسَ تاريخها وسُجِلَ في كتب عديدة منذ القدم. ولكن ولحسن الحظ فقد جاءت بعض كتب التاريخ المكي القديمة هذه على ذكر تاريخ مدينة جُدة وإن بإيجاز. كما أننا نكاد لا نجد كُتبًا أُفردت لتسجيل تاريخ مدينة جُدة تم نشرها قبل القرن العاشر الهجري، بخلاف مكةالمكرمة التي كُتبت عنها كتبًا عديدة، اختصت بتاريخها، وصدرت منذ القرون الأولى الهجرية. ولولا مصادر تاريخ مكةالمكرمة وكتابات بعض الرحالة المسلمين وغيرهم لفقدنا جزئًا كبيرًا من تاريخ مدينة جُدة. وسنستعرض هنا أولًا أسماء بعض مصادر تاريخ مدينة مكةالمكرمة التي تناولت شيئًا من شؤون مدينة جُدة، ونذكر أسماء مؤلفيها مع الإشارة إلى الفترة التي عاش فيها هؤلاء المؤلفين، أو نذكر تواريخ انتقالهم إلى الرفيق الأعلى، ثم نعرج على مؤلفات بعض الرحالة الذين تناولوا جُدة في كتاباتهم، وبعد ذلك نذكر شيئا من المصادر الحديثة المختصة بتاريخ جُدة بعض مصادر تاريخ مكةالمكرمة التي تناولت أحداث مدينة جُدة: 1- تاريخ مكة وما جاء فيها من الآثار لأبي الوليد الازرقي المتوفى عام (223ه) 2- أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه للفاكهي المتوفى عام (272ه) وقيل عام (285ه) 3- شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للفاسي المتوفى عام (832ه). 4- العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين للفاسي، المتوفى (كما أشرنا) عام(832ه) 5- إتحاف الورى بأخبار أم القرى للنجم عمر بن فهد المتوفى عام (885ه) 6- بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى للعز عبدالعزيز ابن النجم عمر بن فهد المتوفى عام (922ه). 7- كتاب نيل المنى بذيل بلوغ القرى لتكملة إتحاف الورى لجار الله بن العز بن النجم بن فهد المتوفى عام (954ه) 8- كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام لمحمد بن أحمد بن محمد النهروالي المتوفى عام (990ه) 9- تاريخ مكة لمحمد بن علي بن فضل الطبري المتوفى عام (1173ه) 10- تحصيل المرام في أخبار بيت الله الحرام لمحمد بن أحمد بن سالم بن محمد المالكي المعروف ب«الصباغ» المتوفى عام (1321ه). 11- إفادة الأنام لعبدالله الغازي المتوفى عام (1365ه). 12- التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم لمحمد طاهر كردي المتوفى عام (1400ه). هذه المصادر المكية وغيرها وإن صب جل اهتمام أصحابها على الأحداث التي جرت بمكةالمكرمة وبتاريخ وجغرافية المدينة المقدسة والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة وغير ذلك، إلا أنها وكما أسلفنا تناولت - ولو بشكل عرضي- بعض الأحداث التي جرت في جُدة، وخاصة فيما يختص بعلاقة جُدة بمكةالمكرمة، وبالمكيين، وبالمسجد الحرام. أما الرحالة الذين زاروا جُدة على مر العصور فقد حوت مؤلفاتهم على ملاحظات ومشاهدات أصاحبها عن هذه المدينة وأهلها. وسنذكر بعض أهم هؤلاء الرحالة الذين قدموا إلى جُدة على مر السنين والعقود والقرون، وسجلوا في كتبهم التي كتبوها عن رحلاتهم بعض مشاهداتهم وملاحظاتهم عن مدينة جُدة وأهلها مع تسليمنا بأن قائمة أسمائهم لو أردنا التوسع فيها لما كفتها هذه الصفحات. دور الرحالة في الحفاظ على تاريخ مدينة جُدة: من حسن الطالع أن جُدة حظيت على مر العقود والسنين بزيارة العديد من الرحالة العرب والمسلمين والغربيين وغيرهم لها. وقد ترك لنا كثير من هؤلاء الرحالة في كتاباتهم عن رحلاتهم معلومات دقيقه وقيمة عن مدينة جُدة خلال زياراتهم لها. وسنذكر بعض أسماء هؤلاء الرحالة وتواريخ زيارتهم لمدينة جُدة وأسماء كتبهم التي كتبوها عن رحلاتهم وضمنوها معلومات مهمة عن فرضه مكةالمكرمة ومينائها، مدينة جُدة. أوائل الرحالة قدومًا إلى جُدة: كان من أوائل الرحالة قدومًا إلى جُدة الرحالة العربي محمد بن أحمد المقدسي المعروف بالبشاري والذي قدم إلى جُدة في القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي، ألف عن رحلته كتابًا قيمًا أسماه (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم). وقد ترك المقدسي -رحمه الله- وصفًا لمدينة جُدة إبان زيارته لها يعد أحد أقدم السجلات المعروفة لهذه المدينة العريقة. وفي القرن الخامس الهجري زار جُدة الرحالة المسلم ناصر خسرو علوي وتحدث عن زيارته لهذه المدينة في كتابه الموسوم (سفر نامه). وفي القرن السادس الهجري وصل الرحالة العربي الشهير ابن جبير إلى جُدة وترك وصفًا دقيقًا ومفصلًا لهذا الثغر الإسلامي المهم، وتحدث عن مساكن جُدة وعن أهلها وعن فنادقها وعن مينائها وغير ذلك في كتابه المعروف، والموسوم: (رحلة ابن جبير). وبعد ذلك وصل الرحالة المسلم ابن المجاور إلى جُدة في القرن السابع الهجري، ورسم للمدينة خريطة ربما تكون أقدم خريطة وصلت إلينا لمدينة جُدة. وتحدث ابن المجاور عن جُدة في كتابه الموسوم (تاريخ المستبصر). وفي القرن السابع الهجري زار عميد رحالة العالم «ابن بطوطة» مدينة جُدة عدة مرات، وتحدث عنها في كتابه المعروف باسم (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار). وفي أوائل القرن العاشر الهجري، والسادس عشر الميلادي وتحديدًا في عام (1503م) وصل إلى جُدة من يُقال إنه أول زائريها من الأوربيين، وهو المغامر الإيطالي لود فيكو دي فارتيما والذي اتخذ من اسم «الحاج يونس» اسمًا ووصف جُدة في كتابه (رحلة فارتيما). وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي عام (1680م) جاء إلى جُدة الشاب الإنجليزي جوزيف بتس الذي ربما كان أول إنجليزي يزورها وقدم وصفا مختصرًا لها في كتابه (رحلة جوزيف بتس). وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي عام (1762م) زار المستكشف والعالم الدنماركي «كارستن نيبور» جُدة على رأس وفد علمي أرسله ملك الدنمارك فردرك الخامس للتعرف على العرب وبلادهم وترك وصفًا مفصلًا لجُدة ضمنه كتابه عن رحلته إلى جزيرة العرب والمعروف باسم (رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وبلاد أخرى مجاورة لها). وفي أوائل القرن التاسع عشر الميلادي عام (1806م) قدم إلى جُدة من تذكر المصادر أنه ربما كان أول أسباني يزورها، وهو الرحالة (دمنجو باديا لابلخ) ووصف جُدة وصفًا دقيقًا ومفصلًا كما رسم بعض المناظر للمدينة وضمن رسوماته هذه في كتابه عن رحلته وقد عُرِفَ هذا الرحالة باسم «علي بك العباسي». ولعل الرحالة المسلم الشهير (جون لويس بيركهارت) كان أول سويسري يزور جُدة عندما قدم إليها في عام (1814م) وقضى فيها أربعين يومًا ووصف المدينة وأسواقها وتحدث عن البضائع والمحلات التجارية في هذه الأسواق ووصف مقاهي جُدة، وذكر أسعار السلع والخدمات آنذاك فترك لنا سجلًا هامًا ومفصلًا لا يستغنى عنه أي باحث في تاريخ جُدة في كتاب أسماه (رحلات إلى شبه الجزيرة العربية). وفي عام (1834م) وصل من يعده الكثير أول زائر فرنسي لجُدة وهو الرحالة موريس تاميزييه والذي قدم ضمن جيش إبراهيم باشا الذي أرسله محمد علي باشا إلى عسير عن طريق جُدة. وقد وصف تاميزييه جُدة وصفًا دقيقًا ومفصلًا في كتابه (رحلة إلى بلاد العرب). وفي عام (1890م) اتبع الفرنسي المسلم الرحالة جيل جرفيه كورتلمون خطى مواطنه تاميزييه وقدم إلى جُدة حيث وصلها في طريقه إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج وكتب عن رحلته كتابًا أسماه (رحلتي إلى مكة) وضمنه وصفًا دقيقًا مفصلًا مع صور رسمها باليد وصور أخرى صورها فوتغرافيًا لجُدة ولسورها ولأسواقها. كما وصف كورتلمون وسائل النقل من جُدة إلى مكةالمكرمة، وتحدث عن تكاليف تلك الوسائل وغير ذلك من المعلومات التي تفيد كثيرًا في رسم صوره لجُدة في القرن التاسع عشر الميلادي. وفي أوائل القرن العشرين عام (1909م) وصل إلى جُدة الرحالة المصري محمد لبيب البتنوني ضمن الوفد الذي رافق خديوي مصر عباس باشا الثاني للحج ووصف رحلته ومنها الجزء المختص بجُدة في كتابه عن رحلة حجه. وأهمية وصف البتنوني لمدينة جُدة تأتي من كون هذا الرحالة يختلف في رؤيته عن الرحالة الغربيين ويعطي وجهة نظر عربية لأحداث ومشاهد جُدة في ذلك الوقت. وفي عام (1936م) وصل إلى جُدة الرحالة اللبناني الطبيب عبدالغني شهبندر مترئسًا الفريق الطبي الذي رافق حجاج لبنان في ذلك العام. وكتب كتابًا عن رحلته وصف فيه ميناء جُدة ومساكنها وفنادقها وأسعار غرف هذه الفنادق ومعلومات أخرى مفيدة عن هذه المدينة. هذه نظرة على كتابات بعض الرحالة العرب والمسلمين والغربيين الذين كتبوا عن مدينة جُدة ووصفوا زياراتهم لها في كتب كتبوها عن رحلاتهم تلك وإن لم تكن هذه الكتب مختصة بتاريخ جدة دون غيرها من المدن، وتعد هذه الكتابات جزئًا لا يتجزء من مصادر تاريخ مدينة جُدة. كتب من الماضي اختصت بدراسة تاريخ جُدة: وبالمقابل نجد أنه وحتى أواخر القرن العشرين كانت الكتب التي اختصت بدراسة تاريخ مدينة جُدة والحياة الاجتماعية والاقتصادية والمعمارية والبيئية وغير ذلك بهذه المدينة العريقة محدودة العدد، بل وقد تعد على أصابع اليد، ومن أهمها: 1- كتاب تاريخ جُدة لابن ظهيرة المتوفى عام(986ه) وهو كتاب مفقود ولم نجد نسخة منه، إلا أن بعض المصادر تذكره. 2- السلاح والعدة في تاريخ مدينة جُدة لابن فرج المتوفى عام 1010ه. 3- الجواهر المعدة في فضائل جُدة للحضراوي المتوفى 1327ه. ومما ذُكِرَ نستنتج أن كتاب (السلاح والعدة في تاريخ مدينة جُدة) المشار إليه والذي كتبه خطيب جُدة وإمامها الشيخ عبدالقادر بن أحمد بن محمد بن فرج في أوائل القرن الحادي عشر الهجري يعد أحد أوائل الكتب التي وصلتنا والتي أفردها مؤلفوها لدراسة تاريخ جُدة. كما تجدر الإشارة إلى أن كتاب (الجواهر المعدة في فضائل جُدة) لصاحبه المؤرخ الشيخ أحمد الحضراوي -رحمه الله- والذي صدر في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري كان امتدادًا لكتاب ابن فرج مع بعض التوسع فيما استجد من أمور على قلتها. إلا أن كل ذلك تغير منذ صدور كتاب المؤرخ الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري -رحمه الله- والموسوم (موسوعة تاريخ مدينة جُدة) والذي صدرت طبعته الأولى عام (1383ه - 1963م) وهو كتاب يختص بتاريخ مدينة جُدة دون سواها من المدن، ولعل ذلك جعل من الأستاذ الأنصاري أول من أرخ لمدينة جُدة في التاريخ الحديث في كتاب أُفْرِدَ لتاريخ هذا الثغر العريق. ومنذ صدور كتاب الأنصاري المشار إليه وإلى يومنا هذا نجد أن كثيرًا من الكتاب والأدباء والمؤرخين بدؤوا يهتمون بأحداث ميناء المملكة العربية السعودية الرئيسي -جُدة- فيصدرون الكتاب تلو الآخر عن هذه المدينة متناولين تاريخها أو الحياة الاجتماعية أو السكانية أو العمرانية أو العادات والتقاليد فيها أو الكتابة عن الحرف والحرفيين «الجديين» أو غير ذلك. كما أن بعض الروائيين سجلوا تاريخ المدينة عن طريق تأليف الروايات التي تتناول بعض الوقائع التي جرت وتجري في جُدة عبر الأزمنة والعصور. وسنستعرض أسماء بعض أهم كتب التاريخ والرحلات والروايات وغيرها من المطبوعات التي عُنيت بشؤون مدينة جُدة. المصادر التاريخية الحديثة التي عُنيت بمدينة جُدة: 1- موسوعة تاريخ مدينة جُدة للمؤرخ الشيخ عبدالقدوس الأنصاري -رحمه الله- من إصدارات دار المنهل صدر عام (1383ه - 1963م). 2- تاريخ العين العزيزية بجُدة من تأليف الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري ونشرته المنهل عام (1389ه - 1969م). 3- مدينة جُدة - الموقع، البيئة، العمران، السكان. من تأليف الباحثة فاطمة عبدالعزيز سليمان الحميدان صدر عام (1410ه-1990م). 4- النشاط التجاري لميناء جُدة - خلال الحكم العثماني الثاني 1256ه -1840م / 1335- 1916م. ألفه الدكتور مبارك محمد المعبدي صدر عام (1413ه-1993م). 5- جُدة في مطلع القرن العشرين الهجري. من تأليف د. نوال سراج ششه، صدر عام (1414ه-1993م). 6- جُدة خلال الفترة 1286 - 1326ه/1869 - 1908م، دراسة تاريخية وحضارية في المصادر المعاصرة. من تأليف الباحثة صابرة مؤمن إسماعيل صدر عام (1418ه). 7- جُدة أم الرخاء والشدة. تأليف الأستاذ خالد محمد باطرفي، صدر عام (1418ه). 8- شخصيات في جُدة. إصدار الدار العربية للعلاقات العامة والخدمات ثم نشرة عام (1418ه-1997م) 9- جُدة في عهد الملك عبدالعزيز (1925م - 1953م). تأليف الدكتور محمد بن جمعان الغامدي، صدر عام (1421ه -2000م). 10- جُدة التاريخ والحياة الاجتماعية. تأليف الأستاذ محمد صادق دياب -رحمه الله-، صدرت الطبعة الثانية منه عام (1424ه - 2003م). 11- الحرفيون في مدينة جُدة. تأليف المهندس وهيب أحمد فاضل كابلي، صدرت الطبعة الثالثة منه عام (1425ه-2004م). 12- تراجم علماء جُدة من الحضارمة. تأليف الشيخ علي بن سالم العميري من علماء القرن الرابع عشر بجُدة، حققه الباحث خضر بن صالح بن سند، وصدرت النسخة المحققة عام(1425ه-2005م). 13- جُدة أم الرخاء والشدة، تحولات الحياة الأسرية بين فترتين. تأليف بالباحثة ثريا التركي، ود. بكر باقادر، ومشاركة الباحثة آمال طنطاوي تم نشره عام (1427ه-2006م). 14- التجارة الخارجية لمدينة جُدة في العهد العثماني 1840م-1916م. تأليف الأستاذ الدكتور محمد بن سعيد الشعفي، صدر عام (1428ه-2007م). 15- المفردات العامية في مدينة جُدة. تأليف الأستاذ محمد صادق دياب -رحمه الله- صدر عام (1429ه-2008م). 16- جُدة.. حكاية مدينة. تأليف الأستاذ محمد يوسف محمد حسن طرابلسي، صدرت الطبعة الثانية منه عام (1429ه-2008م). 17- ذاكرة الزمن الجميل - جُدة التي أحببتها. تأليف الكاتبة ليلى النعماني علي رضا، صدر عام (2009م). 18- جُدة في شذرات الغزاوي. تأليف عدنان عبدالبديع اليافي، صدر عام (1431ه-2010م). 19- النزلة اليمانية - حي في ذاكرة «جُدة». تأليف الباحث الأستاذ عباس بن محمد سعيد الفضلي، صدر عام (1431ه-2010م). 20- بيوت جُدة القديمة. بحث وتوثيق الشيخ محمد درويش رقّام، والأستاذ سعيد العمودي، والذي صدر عام (1431ه-2011م). 21- جُدة في العصر المملوكي. تأليف الباحثة سلوى عبدالقادر السليمان، وتم نشره عام (1432ه-2011م). كما صدرت عدة كتب عن هذه المدينة باللغة الإنجليزية اخترنا منها اثنان كنماذج نظرًا لأهميتهما وهما. 1-JIDDAH-PORTRAIT OF AN ARABIAN، CITY للكاتب:ANGELO PESCE وتم إصداره عام (1974م). 2- JEDDAH 68/69. من إصدار:UNIVERSITY PRESS OF AFRICA، صدر عام (1988م). أما بعض الإخوة والأخوات من الروائيين السعوديين فقد أتحفونا بعدة روايات شيقة عن تاريخ هذه البلدة من خلالها يستطيع القارئ أن يتعرف على ماضي المدينة بأسلوب شيق وسلس بعيدًا عن جمود كتب التاريخ التي ربما لا يميل إلى قراءتهما بعض القراء فلهؤلاء الروائيين الشكر على ذلك. ومن هذه الروايات: 1- رباط الولايا. تأليف الأستاذة هند باغفار، صدرت عام (1408ه-1987م). 2- مدينة اليسر. تأليف الأستاذة هند باغفار، صدرت عام (1426ه-2005م). 3- سور جُدة. تأليف الأستاذ سعيد الوهابي، صدرت عام (2009م). 4- فتنة جُدة. تأليف الأستاذ مقبول موسى العلوي، صدرت عام (2010م). 5- التجديف في عيون حالمة. تأليف الأستاذة زهرة سعد المعبي بدون تاريخ. 6- البازان وسيل البغدادية. تأليف الأستاذ يحيى باجنيد، صدرت عام (1431ه-2010م). 7- حمار النورة. تأليف الأستاذ عبدالوهاب أبوزنادة، صدرت عام (1431ه-2010م). 8- مقام حجاز. تأليف الأديب الكبير والروائي القدير الأستاذ محمد صادق دياب -رحمه الله-، صدرت قبيل وفاته عام (2011م). هذه بعض أهم مصادر تاريخ مدينة جُدة الميناء الرئيس لوطننا الغالي المملكة العربية السعودية يستطيع أن يعود إليها الباحثون في تاريخ هذا الثغر العريق لينهلوا منها ما يطيب لهم من عبق التاريخ لمدينة قيل إن أم البشر حواء سكنت بها وأنها حاضنة لرفاتها، وعُرف أن قضاعة سكنتها قبل أكثر من 2500سنة، وأن ثمود وغيرها من العرب استوطنوا منذ القدم على أرضها، وتعود أهميتها أولًا وأخيرًا لكونها تتشرف بأن تكون بوابة وميناء لبيت الله الحرام ولمسجد رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-. -------- المراجع والمصادر: 1- اليافي، عدنان عبدالبديع. جُدة في شذرات الغزاوي، (د. ن)، جُدة (1431ه-2010م)، ص/53. 2- دياب، محمد صادق: جُدة التاريخ والحياة الاجتماعية، الطبعة الأولى، (د.ن)، (1423ه)، ص/13. 3- اليافي، عدنان عبدالبديع: جُدة في شذرات الغزاوي، مصدر سابق، ص/29. 4- الأنصاري، عبدالقدوس: تاريخ مدينة جُدة الطبعة الأولى، دار المنهل، لصالح بلدية (أمانة جدة)، جُدة، (1383ه-1963م)، ص/25. 5- المصدر السابق، ص/25. 6- دياب، محمد صادق: جُدة التاريخ والحياة الاجتماعية، مصدر سابق، ص/16.