لاشك أن ما قامت به شبكة التجسس، التي أعلن عنها قبل أيام قليلة من قبل مقام وزارة الداخلية، يعد عملاً إجراميا بحق الوطن وخيانة عظمى، لا سيما أنه صدر من قبل فئة محسوبة على هذا الوطن، عاشت على أرضه وأكلت من خيراته، فبدلا من المساهمة في بناء الوطن عملت بكل خسة على تحقيق أهداف أعدائه في محاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار هذا الوطن الآمن، والنيل منه ومن مقدساته، بأعمال غير مشروعة، حيث غاب عن هؤلاء ومن جندهم لهذا العمل المشين، أن شعب المملكة العربية السعودية شعب واع يرفض التدخل في شؤونه من أي جهة كانت، ويقف مع ولاة أمره ضد كل حاقد وحاسد وعابث ومفسد، كما يقف في وجه وضد كل من يريد زعزعة الأمن والاستقرار في بلاد الحرمين الطاهرة. كما أنه على وعي تام بأهداف من يقف خلف هؤلاء ومن يجندهم من أصحاب العقائد الفاسدة، الذين يريدون تمرير مخططاتهم الخبيثة وتنفيذ نواياهم السيئة في بلاد الحرمين الشريفين، وهم بذلك يقطعون الطريق على هؤلاء المفسدين، ويمدون أيديهم لمبايعة ولاة الأمر وتجديد العهد والوفاء والانتماء لهذا الوطن، وبذلك يقف أبناء الشعب السعودي الكريم صفا واحدا خلف قيادتهم الحكيمة. كما وأنه وتجاه ما يحدث بات لزاما علينا تعزيز الأمن والمواطنة والولاء لهذا الوطن، ولا يكون ذلك إلا بإيجاد ثقافة أمنية شاملة، وهي مهمة مناطة بجميع شرائح المجتمع السعودي؛ لنتمكن بذلك من بناء سياج أمني قوي يكبح الزعزعة الفكرية لدى الشباب، ويعمق في نفوسهم حب الوطن والفخر بالانتماء له، والطاعة لولي الأمر، والنصرة، والعمل والتكاتف على الخير؛ هنا فقط يقوم أبناء هذا الوطن بواجبهم بأمانة وإخلاص على اختلاف مراكزهم ومواقعهم، كما لا بد أن يتحول المواطن من دور المستفيد إلى المشارك، ومشاركته هنا ليست طوعية وإنما هي واجبة وضرورية، فالمواطن جزء من معادلة التكامل بين المواطن والدولة. كما يجب علينا جميعاً أن نكون أعيناً ساهرة على أمن الوطن، وألا نتردد في إبلاغ الجهات الأمنية عن أي مظهر يخل بالأمن والاستقرار، من باب التعاون وتطبيقا لقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) فالأمن الوطني مسؤولية جماعية. حفظنا الله وحفظ أمتنا من كل مكروه وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وألجم ودحر كل عدو وحاقد يريد المساس بأمن هذا البلد الطاهر، والله الهادي إلى سوء السبيل.