لفت انتباهي البيان الرسمي لموقع يوتيوب التابع لشركة جوجل بقولهم :" لو ان يوتيوب دولة ، فسنكون اكبر دولة في العالم بعد الصين والهند "،في تعليقهم الذكي بوصول عدد مستخدمي موقعهم إلى مليار شخص شهريا، وهو عدد كبير جدا تم قياسه بواقع واحد من بين كل اثنين من مستخدمي الانترنت تقريباً. الرقم مخيف بالفعل ، وكون لغة البيان الذكية تربط عدد مستخدمي هذا الموقع الشهير بأكبر دولتين من حيث عدد السكان والنمو والتطور ايضا، فهذا دليل على التأثير الكبير لهذا الموقع عالمياً، ومساهمته الكبير في التقاء ثقافات جميع شعوب العالم تحت موقع واحد، فبالإضافة لكون هذا الموقع مكتبة اليكترونية ارشيفية مهولة ، فهو ايضا طريق للشهرة والمال والانتشار في آن واحد. لكن الامر المثير فعلا هو أننا كسعوديين نمتلك تقريبا 20 بالمائة من دولة يوتيوب العظمى كون آخر الاحصائيات الرسمية بهذا الخصوص اكدت مشاهدات موقع يوتيوب اليومية تقارب ال 200 مليون مشاهدة يوميا، من اصل 250 مليون مشاهدة في الشرق الأوسط ، وهذه النسبة الكبيرة للسعوديين بالدولة الافتراضية ليوتيوب تعطينا أفقاً اوسع لمستقبل هذه التقنيات على اجيالنا المستقبلية، فلا نختلف ان موقع يوتيوب يضم داخل مملكته مختلف الثقافات والمشاهد المتنوعة والتي احيانا لا تخلو من المحاذير وفي احيان كثير استغلال البعض لليوتيوب في محاولات لإثارة امور سياسية واجتماعية مختلفة، وهذا الامر انتشر كثيرا لدينا في السعودية بأساليب وطرق مختلفة وان توحدت النوايا. هذا من ناحية ولكن لنتطرق لليوتيوب في حياتنا من جانب آخر، وهو جانب الترفيه وتحديدا الاغاني العالمية و"سعودتها" بالمعنى الشعبي، رغم ان كلمة السعودة كلمة مظلومة هناك من يستغلها بصورة فجة في احيان كثيرة للعب على وتر البطالة وغيرها، اقول ان سعودة الاغاني العالمية نجحت بشكل مثير جدا وبشكل لافت، وكانت الاغنية المسعودة الشهيرة " جنجام سعودي ستايل " اشهرها وحققت مشاهدات عالية وصلت الى اكثر من 6 ملايين مشاهدة ، وتوقع البعض انها ربما تكون ضربة حظ او مصادفة غريبة، لكن ان يواصل طاقم شباب هذه الاغنية نجاحهم وبأسلوبهم مع اغنية شهيرة ظهرت في منتصف عام 2011م فهذا نجاح يلفت الانتباه بالفعل ، فحتى الآن و"بالسروال والفانيلة" لازالت الاغنية المتسعودة "Party Rock" تحقق مشاهدات عالية وصلت حتى كتابة هذا المقال اكثر من المليون ونصف المليون مشاهدة وبتعليقات وصلت الى اكثر من 5000 تعليق ..!! ما الجديد الذي جعل هؤلاء الشباب يصلون للمشاهدات المليونية، وكيف نجحت شركة لبيع الملابس الداخلية للاستفادة من هذه الاغنية للترويج لمنتجها " السروال والفانيلة " بأسلوب ذكي ولافت، عكس تسويق شركة شهيرة لنوع من سماعات الاذن من خلال الاغنية الاصلية والتي وصلت مشاهداتها الى اكثر من نصف مليار مشاهدة..!! الجديد ان الفكر الاعلامي لم يعد محدوداً بوسائل تقليدية فقط، والأهم ان هذا الفكر يخاطب شريحة مهمة من جيل الشباب وصغار السن المفتونين بأحدث وسائل الاتصال والمواكبين لها، لذا لابد ان نعي مستقبلًا كيف نخاطبهم، وكيف نتحاور معهم، وان لا نستهتر بأي وسيلة تخاطب او نهمشها، بعيدا عن الخطاب التقليدي الذي لازال البعض يردده بمصطلحات عفا عليها الزمن كالتغريب والاستعمار والغزو الفكري وغيرها، الجيل القادم المالك لنسبة كبيرة من دولة يوتيوب العظمى يحتاج للعقلانية والتطور في لغة التخاطب مع فكره.