وصف الناقد والكاتب المغربي الدكتور سعيد بنكراد، حضور المثقف المغربي «ضيف شرف» إلى جانب شقيقه المثقف السعودي، عبر العشرة الأيام الثقافية التي عاشها المثقفون في رحاب «الكتاب» عامة وعبر الفعاليات الثقافية للبرنامج الثقافي المصاحب الذي أقيم على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب .. قائلا: تعد زيارتي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، هي المرة الأولى التي أزور فيها السعودية، والتي اكتشفت خلالها واقعا نهضويا وحضاريا، على مستوى الشعب المضياف القارئ، وعلى مستوى لقائنا بالعديد من المثقفين السعوديين وخاصة أولئك الذين لم نكن نعرفهم أو نلتقي بهم إلا من خلال محفل الكتاب في الرياض، الأمر الذي جعلني - أيضا - أمام انبهار شعبي آخر يتمثل في الإقبال الجماهيري الكبير على الكتاب، الذي يجسد لنا عالما ثقافيا ما يزال الكتاب حاضرا في ثقافته، ومشكلا رئيسا في تكوين وعيه الحضاري تجاه قراءة الإنتاج المعرفي في مختلف مجالاته.. إذ لم يسبق لي أن أشاهد زوارا يجرون خلفهم حقائب ممتلئة بالكتب كما هو الحال فيما شاهدناه في معرض الكتاب بالرياض. وقال د. بنكراد: معرض الرياض بقوله: بكل موضوعية وبكل صدق، ومن خلال حضوري لمعرض الرياض الدولي للكتاب في دورته 2013 لقد وجدت معرضا متميزا، أكد كما بدا لي أنه من أبرز معارض الكتاب العربية، من حيث التنظيم، وتسخير كل الإمكانات والتجهيزات المختلفة لهذا المحفل الدولي، ومن حيث حسن الاستقبال. أما عن دارسي النصوص الإبداعية، فأكد د. بنكراد، على أن دراسي النصوص لا بد لهم من مراعاة «التفسير» الذي يكشف بدوره القوانين الضابطة للدراسة النص، إلى جانب الوعي بما يقدمه «التأويل» الذي يعد بدوره موجها للدراسات النقدية المختلفة. وعن تأثير «البنيوية» التي وصفها د. بنكراد أنها هدمت أشياء كثيرة فيما يتعلق بقراءة النصوص ودراساتها النقدية.. ومن ثم التوجه إلى «مقاربات حوارية نقدية» مع النصوص، إلى ما يمكن به وصفها بأنها تمثل حالة من المخرج القرائي لما «بعد البنيوية» قال د. بنكراد: مع أني ما زلت متمسكا بمقولتي تجاه البنيوية، وما أحدثته من تدمير تجاه النصوص، إلا أنني في الوقت ذاته لا يمكن – أيضا – أن أقدم بديلا جاهزا، وإنما أقدم دعوة مفادها أن نعيد للنص «الاعتبار» من خلال ما أسماه بول ريكور ب «الامتلاك» الذي يتمثل في انفتاح النص على الذات.. وانفتاح النص على الذات، لكونه انفتاحاً للآفاق في النص، مما يجعل نؤمن بأن النص هنا يجب أن ينتج معرفة، استنادا إلى ما أنجزته البنيوية من كل التقنيات التي قدمتها، ومن هنا يجب أن تصبح البنيوية «أداة» من أجل استشراف آفاق ما يمكن أن يقوله النص من خلال المعمار فيه. وعن «الحقيقة المزيفة» في النص، قال د. بنكراد: هذا جانب آخر مما له صلة بالنص، وفي رأيي أن الحقيقة المزيفة هي ما أنتجه النص وما يقدمه النص - في تصوري – ليست حقيقة «موضوعية» ومع أنها حقيقة مزيفة، إلا أنها في الوقت ذاته حقيقة «مركزية» من أجل الإمساك بالجوانب المضيئة للرمز في الوجود الإنساني، فالنفعي جاهز.. مكرور ومعاد.. إلا أن ل»المتعة» إغراؤها الخفي الذي يعد اساسياً في قراءة النص.