أنهى الرئيس الأميركي باراك أوباما جولته في المنطقة أمس بزيارة إلى مدينة البتراء الأثرية في الأردن. وكان أوباما أدى الجمعة زيارة خاطفة إلى كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربيةالمحتلة، حيث لقي استقبالا فاترا من أهالي المدينةالمحتلة في نهاية جولته بالأرض المقدسة التي زخرت باللفتات الرمزية وافتقرت إلى خطوات عملية تجاه السلام. ورفع عدد من المتظاهرين الفلسطينيين لافتة تقول "عد إلى بلدك" وهم يشاهدون الموكب الرئاسي أثناء دخوله إلى بيت لحم براً قادما من القدسالمحتلة برفقة وزير خارجيته جون بعد أن عبر حاجز "300" العسكري الإسرائيلي شمالي مدينة بيت لحم. وتأخر وصوله ساعة ونصفاً بسبب عاصفة ترابية مفاجئة. وتجمعت حشود متفرقة من المتفرجين في شوارع المدينة التي لم يقض فيها أوباما سوى 26 دقيقة فقط في نهاية زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية التي استمرت ثلاثة أيام. وحديث ودي بين أوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس داخل الكنيسة. ذكرت وكالة "معا" المحلية ان زيارة أوباما إلى بيت لحم لم تستغرق سوى 26 دقيقة، قام خلالها بزيارة كنيسة المهد فقط وأدى الصلاة فيها، بعد أن أحنى رأسه ليمر عبر بابها الضيق المعروف باسم "باب التواضع". وكان أوباما حث عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية أول من أمس على العودة إلى محادثات السلام مع المحتل الإسرائيلي دون شروط ولكن ليس هناك ما يشير إلى أن الزعيم الفلسطيني سيستجيب لدعوته. وقال عباس إنه يجب على إسرائيل أن توقف نشاطها الاستيطاني في الضفة الغربية أولا قبل أي استئناف لمفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة والمتجمدة منذ العام 2010 بسبب قضية الاستيطان. وفي إسرائيل حاول أوباما كسب الإسرائيليين المتشككين وأكد لهم الدعم الأميركي الكامل في وقت يزداد التوتر مع إيران بسبب طموحاتها النووية والقلق بشان الحرب الأهلية الدائرة في سورية. وزار أوباما في وقت سابق مواقع ذات دلالة رمزية شملت نصب ياد فاشيم التذكاري لضحايا "المحرقة النازية" وقبر مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة تيودور هرتزل وقبر رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين الذي قتله متطرف يهودي عام 1995 غضبا من جهوده لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. وقال أوباما الذي كان يرتدي القلنسوة اليهودية "لدينا خيار الرضوخ للشر أو أن ننفذ تعهدنا بألا نرضخ له ثانية أبدا." وأكد أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن البناء في مستوطنات الضفة الغربية يعرقل جهود السلام. غير أنه تراجع عن دعواته الصريحة التي أطلقها خلال فترة ولايته الأولى لوقف البناء ولم يقدم أي مبادرة سلام جديدة أثناء زيارته قائلاً إنه جاء من أجل الاستماع فقط.