اضطر الرئيس الامريكي باراك أوباما الى تعديل برنامجه بالسفر جوا من اسرائيل الى بيت لحم في الضفة الغربية نظرا لسوء الاحوال الجوية وقطع موكبه الرحلة القصيرة برا. وفي بيت لحم يزور الرئيس الامريكي كنيسة المهد ثم يتوجه موكبه الى مطار تل ابيب ومن هناك يستقل طائرة الرئاسة الامريكية الى الأردن. وفي ختام زيارته لإسرائيل زار أوباما امس مواقع ذات دلالة رمزية شملت النصب التذكاري لضحايا المحارق النازية وقبر مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة وقبر رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين. وأضافت صورة أوباما وهو مستغرق في التأمل بعد أن وضع اكليلا من الزهور عند نصب "ياد فاشيم" لضحايا محارق النازي لمحة عاطفية لدى اليهود للجولة التي استغرقت ثلاثة أيام وزخرت بلفتات رمزية ومناشدات باستئناف محادثات السلام. وقال أوباما الذي كان يرتدي القلنسوة اليهودية "لدينا خيار الرضوخ للشر أو أن ننفذ تعهدنا المهيب بألا نرضخ له ثانية أبدا." وفي وقت سابق ووفقاً للتقليد اليهودي وضع أوباما أحجارا على قبري تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية الذي توفي قبل أكثر من أربعة عقود من قيام دولة اسرائيل عام 1948 ورابين الذي قتل عام 1995 بسبب جهوده لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. ومن المقرر أن يتوجه أوباما إلى الأردن لاجراء محادثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله حول مجموعة من المشاكل الاقليمية الملحة من بينها الصراع في سوريا ومحادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتوقفة. ويأمل أوباما في طمأنة الملك عبدالله بشأن دعم واشنطن في وقت يتدفق فيه اللاجئون على بلاده فرارا من الصراع في سوريا بينما يجاهد الأردن للتغلب على الصعوبات الاقتصادية والتوترات الناجمة عن ثورات الربيع العربي. وسيجري الزعيمان مشاورات مكثفة حول تداعيات الصراع السوري على الأردن حيث أدى تدفق أكثر من 350 ألف لاجىء سوري إلى زيادة الضغوط على موارد الاردن غير المنتجة للنفط. ويؤيد أوباما جهود المعارضة السورية للاطاحة بالرئيس بشار الأسد لكن هذا التأييد اقتصر على تقديم مساعدات غير قتالية للمعارضة السورية بالرغم من الدعوات المتزايدة من الحلفاء الأوروبيين والعرب لانتهاج سياسات أقوى. الرئيس الأميركي أثناء زيارته للنصب التذكاري الخاص بضحايا المحرقة النازية. (أ.ف.ب)