تنتهج سياسة الأندية المحلية التعاقدات السنوية التي تعزز احتياجات الفريق دون استخدام مستشار مهني رياضي يحدد إمكانية حاجة الفريق للاعب أو عدمه وغالبية الأندية إن استعانت بمستشار محلي ربما يكون خارج أسوار وأسرار النادي أيضا المشكلة التي تكمن في صدق بعض المدربين واستخدامهم للسمسرة في جلب لاعبين أجانب وما يضعف التخطيط ما يسمى بالتخطيط الفردي إن كان حقيقة هناك تخطيط، مثال ذلك ناد يجلب ما يقارب 12 لاعبا في موسم واحد لا يمكن إلا أن يسمى بالتخطيط العشوائي، وبنظرة نقد فاحصة من الأجدر في السنة التي تليها إن كان العمل حقيقة بالتخطيط وبالاستشارات الفنية لا بد أن ينظر كم لاعبا بقي من اللاعبين الذين تم جلبهم، في كل ناد لدينا عمل واجتهاد ولكن له مقياس فناد كبير وجماهيري يحصد ثلاث بطولات إلى أربع في موسم واحد لا بد أنه مصحوب بتخطيط مبرمج له منذ فترة وبمبالغ مالية عالية مع فكر مصاحب للعمل المبذول، بينما هناك فرق تخطط حسب إمكاناتها وتظن أنها تعمل كما يعمل الآخرون وفي النهاية تعلن إفلاسها الفني سريعا وتأتي النتائج مخيبة للآمال في ظل ترقيع بعض الصحف والإعلاميين للنكبات المتتالية بسبب التخطيط العشوائي! بعض الأندية المحلية خططت لنجاحات كبيرة منها آسيا وبالفعل أحضرت معها آسيا مرتين وبعض الفرق خططت على عدم الهبوط وتحقق لها ما أرادت وبعض الفرق خططت أن يكون في بعض المباريات المهمة محضر نفسي للمباراة وبالفعل رأينا ثمرة التخطيط بكسب تلك المباريات وبعض الفرق تمنت كأس آسيا وهيهات لأن العمل المحلي يختلف عن الآسيوي بمراحل، وبعض الخطط المحلية هي خطط إنشائية منمقة غير حضارية وغير واقعية وبعد كل هزيمة يضيع التخطيط ويتعدى الأمر إلى السخرية والتهكم والمطالبة بالاستقالة، وغالبا المال ليس كل شيء فكم من فريق لديه قليل من المال لكنه قد حقق نجاحا كبيرا. والأهم من ذلك ليس لديه (أوراق إعلامية) بقوة الجدار الحصين الذي يسد كل مشكلة، فالتخطيط الصحيح هو التغيير للأحسن وليس التغيير المثالي إضافة إلى التخطيط الجماعي من الفرد الصغير حتى الهرم الأعلى! بعض الفرق وضعت لها خططا جميلة ورائعة ورائدة مثلا أحد الأندية حصر الديون المتراكمة على النادي وظل يحاول تقليص الديون المترتبة عليه وإن كانت لم تنته كما يجب لكنها كانت محاولة يمكن الاستفادة منها وهذا شيء جميل، أغلب خططنا فردية بحيث وكأن الراعي الرسمي للنادي سواء عضو شرف كبير أو رئيس ناد يعمل بكتابة تاريخ ومجد شخصي له وهذا ما يعطل تنمية الرياضة لدينا فكل لاحق لا بد أن يكون السابق قد أرسى الدعائم التي تؤهله للنجاح المصيبة أن الغالبية ما أن ينتهي الأول حتى يأتي الأخير ويعمل من الصفر! من أجمل ما يمكن أن يكون فيه التخطيط المطور بأن يكون شاملا لأشياء عدة منها الإخلاص والعلم والعمل بهذه الأمور يمكن أن نوجد لأنفسنا الصدق والرغبة في التخطيط الحقيقي دون العشوائي، فلا يمكن أن نستلم ناديا بعينه ونبحث عن جوانب النقص والإيجابيات فيه أومدى ملائمة الخطة (إن كان هناك خطة حقيقة) ليست وهمية للأهداف المرجوة وبحسب الدعم المالي والفكر المصاحب له بل الجميع يمكن أن يكون حكما على كل نادي من خلال نتائجه وسياسة تعاقداته المحلية والخارجية ومدى إمكانية الاستفادة من تلك المراكز التي تم التعاقد معهم! أحد الرؤساء الكبار كان يردد مقولة لن أتعاقد مع لاعب من أجل أننا تعاقدنا بل الأهم هو حاجة الفريق له، فقصة التعاقدات المحلية بحاجة إلى خطة من المستشارين ولجنة تقييم للاعبين حسب مردود عطاءاتهم في الموسم بأكمله، والمبالغ المهداة للاعبين طائلة ولا يمكن أن تضيف شيئا للنادي لا حضور جماهيريا ولا قمصان لاعبين ولا صورا تذكارية من الجمهور مع اللاعب. فالقضية هي دعم مادي من أجل محبة النادي لا قضية استثمار عقد لاعب وعقود عدة وهذا سبب تخلف كثير من الأندية، أيضا قضية أخرى وهي مهمة ففي كل صيف يتم إعداد الفريق في أبهى دول العالم الأوربية على الرغم أن الفريق يعاني كما هائلا من الديون كان من الأولى صرف جزء كبير منها في تسديدها وإقامة بطولة مصغرة بحضور بعض الفرق العربية أو الخليجية التي تقارب مستوى الفريق في نفس المدينة التي يلعب بها فما نشاهده من مباريات مخجلة ونتائج كبيرة تظن أن الفريق يلعب كرة يد لا كرة قدم وإن كان الفريق مسافرا ولا بد فالمدن الخليجية دبي والدوحة تستقطبان فرقا أوروبية يمكن الاستفادة منها! في الختام يمكن أن تفسد كل الخطط الناجحة التي رسمت بشكل دقيق بثورة الجمهور الرياضي على الفريق عند اهتزازه في أول خسارة، وهذه حكاية أخرى!