توحي دراسة حديثة بأن الاغذية قليلة الدسم تساعد على الوقاية من معاودة سرطان الثدي عند النساء، الا ان اختصاصيين كثيرين لا يوافقون على هذا الاستنتاج ويقولون انه قد تكون هناك عوامل اخرى لعبت دوراً. وقد أثار التقرير اهتماماً كبيراً في اجتماع الجمعية الاميركية للأورام السريرية، اكبر مؤتمرات السرطان في العالم حيث تم تقديمه في الشهر الماضي، ثم اذيع كخبر رئيسي من محطات التلفزة وعلى شبكة الانترنت. وكانت دراسات عديدة سابقاً قد عجزت من التثبت من ان الحد من الدهون في الاطعمة يقي من سرطان الثدي، وعليه نصح بعض الاطباء توخي الحذر في تفسير الاستنتاجات الجديدة. وقال الدكتور اريك وايتر مدير برنامج العناية بالثدي في معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن والذي لم يشارك في الدراسة «ان هناك اسئلة اكثر من الاجوبة، وما لا نريده ان يحدث هو ان لا تصاب كل امرأة تناولت وجبة هامبرغر كبيرة بالذعر». وقد اجريت الدراسة بتمويل من المعهد القومي للسرطان وشملت 2,437 امرأة في 37 موقعاً في الولاياتالمتحدة وكلهن اجرين عمليات جراحية تبعتها معالجة كيميائية اعتيادية بأدوية مخصصة للمراحل المبكرة لسرطان الثدي وتعاطين دواء تاموكسيفين لمدة خمس سنوات، اذ كانت اورامهن ايجابية لاستقبال الايستروجين، اي انها تنمو بالايستروجين. كمجموعة، استمدت النساء 29 في المائة من سعراتهن الحرارية من الدهون. وهذا المقدار ادنى اصلاً بكثير مما عند الامريكي العادي الذي يحصل على نصف وحداته الحرارية من الدهون، حسب ما قالته النساء المشاركات للأطباء في مستهل الدراسة. وطلب الاطباء من 1,462 امرأة منهن بالاستمرار في تناول اغذيتهن العادية، وقدموا للنساء الأخريات، وعددهن 975 سعرات محثثة - عقد ثماني جلسات شخصية مرتين في الاسبوع مع اختصاصي تغذية في البداية، ثم جلسات استتباعية كل ثلاثة اشهر لمساعدتهن على الحد من الدهون ومراقبة ما يأكلن. وتناولت النساء في فئة الدهون المتدنية ما معدله 33,3 غراماً من الدهون يومياً فيما تناولت الاخريات 51,3 غراماً. وبعد سنوات قليلة كان السرطان قد عاد الى 9,8 في المائة من اللواتي تناولن اطعمة قليلة الدسهم و 12,4 في المائة من اللواتي تناولن الاغذية العادية، حسب الدكتور روان كليبوسكي من معهد الابحاث البيوطبية في لوس انجيلوس والذي اشرف على الدراسة. ويعني ذلك تدني احتمال المعاودة بمقدار 24 في المائة عند المجموعة ككل. غير ان الوحيدات اللواتي استفدن من ذلك هن النساء اللواتي لم يساعد الايستروجين اورامهن على النمو. ومثل هؤلاء النسوة تدني احتمال المعاودة لديهن 42 في المائة لتناولهن اغذية قليلة الدسم، الا انهن مثلن واحداً من كل خمس نساء في الدراسة الاجمالية - على غرار حالات سرطان الثدي في الشريحة السكانية العامة. ولم تبلغ النتائج العائدة للنساء الأربع الأخريات من اصل الخمس في الدراسة اهمية اخصائية، مما يعني انها حدثت بالمصادفة وحدها - وهذه نقطة اشارت اليها جمعية السرطان الامريكية في بيان وضعته على موقعها على الانترنت. وقال نائب المدير الطبي لجمعية السرطان الدكتور لين ليتشنفلد، ان النصيحة باتباع رجيم قليل الدسم للوقاية من سرطان الثدي «ليست شيئاً قابلاً للتعميم» على اساس نتائج هذه الدراسة. واشار مشاركون آخرون في الاجتماع الى ان النساء في فئة الاغذية قليلة الدسم خففن وزنهن بما معدله كيلو غرامين وان عدة دراسات ربطت بين الوزن الزائد وارتفاع احتمال التعرض للاصابة بسرطان الثدي. والارجح ايضاً ان اعضاء فئة الاغذية قليلة الدسم تناولن فاكهة وخضارا اكثر ولحوماً اقل - وهذا من العوامل التي يعتقد انها تخفف من مخاطر سرطان الثدي. وقال الدكتور ستيفن كلينتون، خبير التغذية والوقاية من السرطان في جامعة اوهايو ستيت، انه «قد يكون اي من هذه العوامل او كلها مجتمعة تشكل نمط الغذاء قليل الدسم الذي اعطى الفائدة فعلاً». واعترف كليبوفسكي انه «لا نستطيع فرز هذه المكونات». وعزت جين ميللر (76 سنة) وهي من المشاركات في الدراسة، عدم معاودة السرطان لها الى حقيقة انها مارست تمارين رياضية الى ممارستها رجيماً قليل الدسم. وقالت ميللر: «لا ازال اهتم بكمية الدهون التي اتناولها، الا انني امارس المشي والتمارين على الدراجة الثابتة وقشاط السير». وتوحي الدراسات ايضاً ان الرياضة تساعد على الوقاية من سرطان الثدي الذي يعتبر من اكثر السرطانات شيوعاً بين النساء الامريكيات. حيث يتوقع تسجيل 213,000 اصابة و 40,870 وفاة في الولاياتالمتحدة هذه السنة. و 1,15 مليون اصابة و 411,000 وفاة في مختلف انحاء العالم.