صدر لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور محيي الدين خوجة ديوانه الشعري الجديد والذي عنونه ب "سبحان من خلق" وقد كان حافلاً بالإيمانيات الروحانية والمناجاة الربانية والتي ارتكز عليها الديوان غالباً وفي معظم قصائده فهو يقول في مقدمة ديوانه "سبحان من خلق القلوب.. لكي تؤانسنا بآه.. وتذوب من وجدٍ على ألفٍ ولام.. ثم لام ثم آه.. سبحان ربي في علاه وفي سناه.. أسرى بقلبي من ثراه إلى مداه إلى رؤاه.. وأذابهُ وجداً.. فهذا منتهاه لمنتهاه.. سبحان نور تسربل بالحجاب فلا تراه.. وهدىً تُرجع وحيه كل الشفاه.. لكنني شوقٌ يظل مسافراً.. لا ينتهي أبداً سُراه!"، ويتضح من لغة الشاعر ذات الأفق الإنساني والروحاني العميق والتي اتخذ منها منطلقاً يتأسس عليه في كافة قصائده والتي كانت في مجملها وكليتها حافلة بالتأملات في الوجود باعتباره أغلالاً للنفس المؤمنة والزكية، وأن الموت هو حالة الانعتاق السعيدة للعبد الصالح التي يريدها بإصرار للراحة من كل الأشياء المؤرقة والمآسي المؤلمة في الحياة التي يعيشها مجبراً ومتصالحاً معها بصبر وجلد، فالشاعر كذات إنسانية من خلال هذا التعايش مع حالات الأرق والعلامات الاستفهامية التي تتساءل عن مصيرها الختامي من خلال الكلمة وقدرتها ومهارته في استخدامها من خلال وظائفها الوجدانية يأمل أن يكون من أهل السعادة الدائمة والمتصفة بالخلود وليس من أهل الشقاء بأسلوب شعري منفرد؛ مما يمنح أغلب قصائده خصوصية شعرية تجعله متميزاً في نصوصه ذات الجرعات الإسلامية. وقد أكد الشاعر في أغلب نصوصه على أهمية العلاقة الروحانية بين الإنسان كمخلوق عاجز عن التخلي على التوجيه الإلهي الدائم مما جعل ديوانه من خلال هذا الارتكاز السماوي في العلاقة بين الكاتب والمكتوب أكثر قوة وأقوى دلالة ومتانة وأوضح معنى ويسعى نحو وظيفة جمالية أسمى تسبق الوظيفة الإبلاغية واللغة الشعرية التي تستغل جميع طاقاتها المعجمية والصوتية والدلالية لتكريس بنية أساسية في الديوان قائمة على الاحتياج إلى الله سبحانه، ومن خلال الألفاظ المعاصرة والتي في نفس الوقت متجذرة في التراث متوجة نحو المضامين الأكثر اتساعاً يصل الشاعر بذلك إلى ما يعرف بالعشق العرفاني دامجاً بين القديم والجديد والتراث والمعاصرة باعتدال أسلوبي ناهلاً من نبع القرآن والسنة النبوية المعاني والقيم التي ينطلق من خلالها، مما يجعل الشاعر يسير في رؤية شمولية في قضايا الإنسان على المستوى الديني والنفسي وعلى المستوى الاجتماعي كذلك. وقد تكون الديوان من 195 صفحة كانت في أغلبها تسير على نفس النسق دون تكرار في العرض ويستطيع القارئ من خلال قراءة النصوص الشعرية المعروضة في الديوان أن يلحظ ذلك من عناوين القصائد ك "ياربي، قسماً، وهل لي سواك، سفر المناجاة، سفر الخلاص، تسبيحة، أُمتي، في حضرة النور... ". الجدير بالذكر أن لمعالي الدكتور محيي الدين خوجة الكثير من الدواوين الشعرية، كديوان "حنانيك، عذاب الروح، الصهيل الحزين، بذرة المعنى، رحلة البدء والمنتهى"، كما أن هناك الكثير من الدراسات التي قد كُتبت عن إنتاجاته الإبداعية والشعرية بطريقة تحليلية كدراسة "الخطاب الشعري العاشق والإبداع، القيم الروحية والإنسانية في شعر عبدالعزيز محيي الدين خوجة، تقنيات التعبير عند عبد العزيز خوجة، ورحلة العشق والقلق في شعر عبد العزيز خوجة".