البلوت لعبة شعبية ألفها السعودي على مدى عقود من الزمن، ويمكن أن يقيّم الانسان في محيطه البلوتي ويحظى بالاحترام من خلال قدراته الإبداعية في ممارسة اللعبة بل ويمكن أن توجه له دعوات مخصوصة للحضور واللعب!. المقدمة السابقة غير مهمة ولكن المهم الآن هو الحديث عن ماذا قدمت لعبة البلوت للمجتمع؟ هل قدمت غير ضياع الوقت؟ وضياع الأجيال؟ لحرصهم على تعلمها ومن ثم إدمانهم على هذه اللعبة التي تسلب الوقت وتؤزم العلاقات بين البشر أحيانا؟ هل نقول إن لعبة البلوت ساهمت في انحراف المجتمع لاسيما الشباب عن التعلم لمشاهدتهم المجتمع بأكمله يمارس اللعبة وعليه أن لايشذ ويجهل قواعد اللعبة ومن ثم يقل احترامه خلال دوائر معارفه التي من الصعب أن يجمعهم غير البلوت ؟ وهل نقول إن لعبة البلوت عززت من التحدي السلبي بين ممارسيها من خلال العبارات التي يطلقونها تهكما أو استفزازاً للقدرات العقلية للخصم البلوتي ما يثير الهمم والرغبة في النجاح والتفوق والتي لم نشاهدها على مستوى المجتمع إلا في لعبة البلوت !!. إننا اليوم إن كنا جادين وحريصين على ضمان مستقبل أفضل للأجيال، والبحث عن بدائل للنفط فعلينا البحث في أبرز معوقات التنمية الاجتماعية وربما البلوت من أهمها.. علينا أن نقدر مقدار الفاقد من الترفيه في المجتمع والنفقات المالية المصاحبة للعبة البلوت من تهيئة المكان والزمان لضياع الوقت!. نحن اليوم أمام منعطفات الطريق وعلينا أن نقيّم واقعنا بدقة والأسباب التي تقود إلى الريادة أو الانغماس في التأخر، ولا يكون ذلك إلا بنقد الذات والبحث في سبل التأخر ومعالجتها ومن تلك الأسباب الترفيه وربما من أبرزها في المجتمع البلوت.. علينا أن نسأل أنفسنا بصدق، هل نقول إننا حققنا كل ما نزهو به بين الأمم من إنتاج وإبداع وابتكار ولم يتبق لنا سوى الترفيه ولعب البلوت!. إن أغلى ما تملك الأمم هو الوقت، وهو مصدر قوتها وريادتها ودون أن تحافظ عليه الأمم تصبح الأمة بدون رؤية مستقبلية واضحة، وتصبح إمكانات التقدم أصعب وعوامل التأزم والتأخر أسهل. أشرتُ في عنوان المقالة إلى أن لعبة البلوت حالة من حالات إدمان النفس التي قد تحرف تفكير البعض عن ممارسة سبل الإنتاج والإبداع والتفكير في المستقبل إلى صرف كل ذلك إلى خلاف ذلك للتركيز على لعبة البلوت والسبب الأوحد في قاموسهم هو القضاء على أوقات الفراغ لكن قضاءها بهذه الطريقة هو محاربة فرص التقدم وستدفع الأجيال ثمن أخطائنا الاجتماعية التي ننساها أو نتناساها هروباً من واقع، وعبثاً بمقدرات الحاضر والمستقبل والتي يرسم معالمها الوقت الذي يهدر في ترفيه لاسيما في البلوت. من حق الجميع الاتفاق أو الاختلاف مع ما ذكرت لكنها وجهة نظر من مشاهدات مختلفة في المجتمع قد تكملها أو تنقضها دراسة اجتماعية تقوم بها إحدى الجامعات السعودية حول تأثير البلوت في المجتمع السعودي..