يؤكد الشاب أحمد أبو سمرة أنه لم يسأل أياً من المشايخ عن حكم البلوت قبل هذه المرة، «لكن أعتقد أن حكمها في الغالب حكم أشياء فيها ملهاة للوقت، ولهذا كنت أعتقد أن المشايخ والمفتين يحرمونها لهذا السبب فقط، لكن ما دام المفتي نطق انتهى الأمر، أنا اتفق مع هذا الحكم»، وتابع: «بصراحة على رغم أنني لست متديناً إلا أنني لم أكن متوقعاً أن يبيح المفتي هذه اللعبة، ولو حتى بشروط ، وهي عدم إلهائها عن ذكر الله، وعدم أخذ العوض، لكنني أعتقد بأن المفتي أعلم بهذه الأمور». وتوقع أبو سمرة أن شباباً «سيستغلون هذه الفتوى على أهوائهم الا من رحم ربي»، مؤكداً أن هناك جزأين من الشباب «الذين يلعبون من دون عوض وهذا جائز كما أفتى الشيخ، وجزء آخر هم من يلعبون بعوض وغيره، وهؤلاء أتوقع أنهم سيحاولون أن يبرروا لأنفسهم ذلك بالزعم أن المفتي أباحها». وأضاف أبو سمرة: «المشكلة تكمن في أن بعض الشباب يحاولون أن يحركوا الدين على حسب أهوائهم خصوصاً اذا وجدوا مجالاً في هذا الشيء مثل فتوى المفتي». وحول ما إذا كان يعتبر أن هذه الفتوى تأخرت أم لا، يعترض أبو سمرة قائلاً: «أتوقع بأن السؤال عن البلوت تأخر وليست الإجابة»، واستدل على ذلك بأنه «منذ عشرات السنين والناس مختلفون في حكم هذه اللعبة بين الحلال والحرام». أما فهد الكثيري فينفي أنه تفاجأ بالفتوى، وحول طريقة معرفته بها يقول: «أخبرني والدي أن في الصحيفة فتوى تبيح البلوت، وأخبرني بالعنوان، ولم يقرأ التفاصيل، ولكن الشيخ فصلها، بشروط ذكرها». لكن فهد شكك أن يتغير موقف المتدينين من هذه اللعبة، وأضاف: «على رغم صدور فتوى من المفتي، فأنا أؤكد لك أنك لن ترى أياً من المتدينين يلعب هذه اللعبة، لأنني لم أر في حياتي شخصاً متديناً يلعب البلوت، على رغم أنني لم أسمع من قبل أن البلوت محرمة». ويضيف: «أنا الآن موظف، وكنت سابقاً شبه عاطل، وكانت وظيفتي السابقة لا تأخذ أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، فكنت أضيع وقتي في البلوت. ولكن منذ أن توظفت لم ألعبها إلا مرة واحدة خلال أربعة أشهر، لأنني لا أجد وقت الفراغ لذلك». وتعليقاً على تحريم اللعبة بسبب دخول الحظ والتخمين فيها، نفى الكثيري ذلك قائلاً: «من موقع خبرة وممارسة طويلة لا يصح أن تسمى البلوت لعبة حظ وتخمين، وأكد أنها لعبة فن وتفكير، وحدد نسبة الحظ فيها ب 20 في المئة، وأما الباقي فهو تخمين»، وأكد أن ذلك يطاول لعبة البلوت «في جميع أنحاء المملكة، إذ لا تختلف أية منطقة عن أخرى إلا في الحسابات، وأما أساسيات اللعبة فكلها واحدة». أما ماجد العلياني فيقول: «منذ كنت صغيراً وأنا أتصور أن البلوت مباح، لكنني كنت أعلم أن المشايخ يحرمونه، والغريب أنه لم يكن يمنعني من أداء الصلاة في وقتها، بل كان يشغلني عن كثير من المعاصي، ويمنع جميع أمثالي بشكل عام من الانخراط في الانحرافات الكبرى، فيضيعون فيه وقتهم بدلاً من أن يضيعوه في المخدرات وما شابه، وأهم ما يجب على لاعب البلوت أن يتوخاه هو المحافظة على الصلاة». وأشار ماجد إلى أن خطر البلوت يترصد للمتزوجين، «وذلك في حالة واحدة: إذا كان سيتأخر عن منزله ويضيع مصالح أطفاله، ونسبة إضرارها بالكبار أكبر. لأن بعض الحماقات التي ترتكب فيه لا يستطيع الكبار تحملها». وتابع: «وذلك لأنها لعبة لا تصلح لشخص غير متماسك الأعصاب». وحول ما إذا كانت البلوت تساعد في تفاقم عادة التدخين ينفي العلياني ذلك قائلاً: «الذي يدخن سيفعلها بالبلوت ومن دونها، وبالعكس أحياناً تكون حماسة اللعب حاجزاً من دون الإفراط في التدخين. بالذات إذا كان اللعب دبل أو ما شابه». وأضاف: «لكنني بالفعل متفاجئ من إباحة المفتي للبلوت، لأن كثيراً من المشايخ حرموها، لأسباب متعددة منها تضييعها للصلوات أحياناً وبعض السلبيات التي فيها، ولذلك تفاجأت من تجويزها المفاجئ»، إلا أنه عاد ليستدرك: «لكن بحكم التخصص العلمي المفتي على حق وهو أقرب إلى الصواب». عبدالعزيز الزهراني متزوج في 23 من عمره، يؤكد أن البلوت لها وقت لا ينبغي أن تتجاوزه، «ولن أسمح لها أن تكون لي عادة يومية، لأني إذا عاملتها بهذه الطريقة فستكون مضرة كعادة يومية»، مشيراً إلى أن «لكل شخص أسلوباً مع البلوت، وأسلوبي معها أنني أتسلى بها، ولا أسمح لنفسي بالتعامل معها بشكل جدي». وأضاف: «أنا صريح مع زوجتي، وعندما أخرج للبلوت أخبرها بذلك، كما أنني أحافظ على خصوصية البيت ولا ألعب البلوت في البيت نهائياً». وعلق على فتوى المفتي قائلاً: «أنا متفاجئ منها جداً، ولكن الإقبال لن يزداد عليها بنظري، لأن ما كان يزيد الإقبال عليها هو أنها كانت ممنوعة، وكما تعلم فكل ممنوع مرغوب». وحول شعبية البلوت والإقبال عليها يعد الزهراني ذلك طبيعياً، وأول ما يتعلمه الرجل البلوت، لأنها هي التي تجمع الشباب، ومن دونها لا يمكن له أن يجتمع مع أقرانه»، وأضاف: «كل إنسان يخصص وقتاً لأهله ووقتاً لعمله ووقتاً لنفسه، ووقت البلوت هو الوقت الذي أخصصه لنفسي». يعترف عبدالله الدوسري قائلاً: «صحيح أنني مدمن بلوت، بحيث أنني يومياً لازم ألعب بلوت، ومع ذلك فليس لي أية عادة سيئة، فأنا لا أدخن ولا أكتسب عداوات، ولا أستغرب من إدماني عليه لأن هناك أناساً يدمنون الكرة مثلاً». وأعرب الدوسري عن ضعفه أمام لعبة البلوت أحياناً، «تؤخرني عن موعد نومي، وعن الدوام». وأضاف: «فتوى المفتي كانت مفاجئة لي، لأن حد علمي السابق أن العلماء يحرمونه، بسبب ما فيها بعض السلبيات وإثارة الأعصاب». وتوقع أن موقف المتدينين يصعب أن يتغير من البلوت في الغالبية على رغم الفتوى المذكورة». وزاد: « أفرحتني هذه الفتوى، وجزى الله المفتي عنها خير الجزاء، لأنه حللها لنا وجعلنا نلعب من دون خوف أو تأنيب ضمير». واتفق الدوسري مع الرأي القائل بضرر البلوت بالمتزوجين أكثر من غيرهم، وقال: «أعرف صديقاً متزوجاً يلعب معنا حتى آخر الليل، وهذا أمر ليس بجيد». مؤكداً: «ولهذا فإنني حينما أتزوج سألزم حدي ولن ألعب بعد العاشرة أو 11 ليلاً».