كشف الدكتور عثمان بن أحمد نائب المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عن أن المستشفى ممثلاً بقسم القولون والمستقيم قدم مقترحاً لتأسيس برنامج وطني للوقاية من سرطان القولون والمستقيم بالتعاون مع إدارة الصحة الوقائية في وزارة الصحة يجري بحثه حالياً، ويتمحور حول توفير فحوصات تشخيصية للرجال والنساء بعد سن الخامسة والأربعين الأمر الذي سيمكن مؤسسات الرعاية الصحية من اكتشاف الحالات المصابة في وقت مبكر جداً، ما يساعد في السيطرة على المرض قبل انتشاره. وخلال السنوات الماضية قفز سرطان القولون والمستقيم إلى المرتبة الأولى في قائمة السرطانات الأكثر شيوعاً لدى الرجال في المملكة بينما جاء في المرتبة الثالثة في قائمة السرطانات الأكثر شيوعاً لدى النساء. وأكد الدكتور ابن أحمد خلال افتتاحه فعاليات مؤتمر القولون والمستقيم صباح أمس في فندق الفورسيزونز أن المستشفى التخصصي يعالج 300 حالة جديدة سنوياً لسرطان القولون والمستقيم، وهو ما يمثل نحو ثلث الحالات المسجلة في المملكة بهذا الداء، مشيراً إلى أن المستشفى يقدم الرعاية الطبية التخصصية لأكثر الحالات تعقيداً والتي تتطلب فريقا متكاملاً من الجراحين واستشاريي العلاج الكيماوي والإشعاعي، لافتاً إلى أن 75% من تلك الحالات هي لمرضى سرطان المستقيم تحديداً، خاصة التي تتطلب استئصالاً متعدداً من المستقيم والكبد والرئة. وأبان الدكتور ابن أحمد أن المستشفى وفر خدمة الفحص الجيني للعائلات المصابة بأمراض القولون الوراثية منذ العام 2010م، وهو ما قاد تالياً إلى الاستفادة من تقنية الفحص الجيني قبل الانغراس (PGD) لنحو 120 عائلة، حتى الآن، والمتمثل في فحص البويضة الملقحة في المختبر قبل غرسها في رحم الأم وحدوث الحمل لاختيار الخالية من المرض الوراثي. وأشار إلى الدور الذي يلعبه المستشفى في إطار إيجاد كفاءات طبية متخصصة في هذا المجال عبر تأسيسه برنامج زمالة لتدريب استشاريين في مجال جراحة القولون والمستقيم بالتعاون مع جامعة الملك سعود، حيث جرى تخريج 3 استشاريين حتى الآن، بينما يوجد 6 أطباء تحت التدريب، إضافة إلى تأسيس برنامج دبلوم معالجي المفاغرة المعوية، والذي خرَّج 7 متخصصات في معالجة المفاغرة المعوية، وقد التحقن بالعمل في مستشفيات مختلفة في الدمام والرياض وجدة. من جانبه قال رئيس الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم الدكتور ناصر الصانع إن 40 متخصصاً في مجال أمراض القولون والمستقيم من خارج المملكة وداخلها يحاضرون في المؤتمر الذي يمتد على مدى خمسة أيام، حيث سيتم عرض نسب نجاح العلاج المقدم محلياً ومقارنتها مع المقابل لها عالمياً ليتمكن المجتمع الطبي من تقييم مستوى العلاج المقدم في المملكة على أسس علمية. ونوه الدكتور الصانع إلى أنه سيُعقد في يوم الأربعاء 8 جمادى الأول الموافق 20 مارس يوم توعوي مفتوح للعامة في مقر انعقاد المؤتمر في قاعة المملكة بفندق الفور سيزونز يتم فيه تثقيف الزائرين في مختلف جوانب أمراض القولون والمستقيم، وخاصة مرض سرطان القولون الوراثي، وبمساعدة وسائل إيضاحية من مجسم للقولون وفيلم تعليمي وكتيبات باللغة العربية والإنجليزية، وسوف يقابل المتخصصون في مجال أمراض القولون والمستقيم الجميع للإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً.