امتدادا لما سبق نشرة في الأسبوع الماضي عن الدراسة المسحية "قابلية تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية لدى الطلاب والطالبات.. الوقاية والعلاج "التي شرعت أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بشراكة مع وزارة التربية والتعليم، قبل عدة ايام بتطبيقها وتعد من الدراسات الوطنية الكبرى على عينة واسعة تشمل جميع مدن ومعظم قرى المملكة، وتطبق على طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة. وذلك من أجل رصد ما يحيط بهم من عوامل خطورة وما يفتقدون له من عوامل حماية. إذ يسهم التعرف على طبيعة هذه العوامل وتشخيصها، في تصميم برامج حماية ووقاية.وقد توقفنا عند تساؤلات الدراسة التي تسعى للإجابة عن منظومة من الأسئلة منها: بلغ حجم العينة قرابة (44000) طالب وطالبة ما مدى وجود عوامل قد تدفع طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية؟ ما مدى توافر العوامل التي تعزز حماية الطلاب من الوقوع في تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية؟ ما مدى وعي الطلاب والطالبات بخطر تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية على الصحة والسلوك؟ ما مدى انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية في المحيط الأسري والاجتماعي لأفراد الدراسة (الطلاب، الجيران، الأقارب، الأقران)؟ ما مدى قابلية تعاطي طلاب وطالبات التعليم العام في المرحلة المتوسطة للمخدرات والمؤثرات العقلية ؟ ما هو التصور المناسب والشامل لنوعية السياسات والإجراءات والبرامج لمواجهة ظاهرة المخدرات وحماية الطلاب والطالبات من خطر تعاطي المؤثرات العقلية؟ منهج وحدود الدراسة حددت الدراسة اساسيات ونهجا لجمع العينة ارتكز على :- حدود مكانية: وسيقتصر تطبيق الدراسة على المدارس المتوسطة في جميع مناطق المملكة العربية السعودية الحكومية والأهلية. حدود زمنية: ويتم من خلالها تطبيق الدراسة خلال خمسة عشر شهراً. حدود بشرية: تم اختيار تطبيق الدراسة على طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة. المجتمع والعينة يتكون مجتمع الدراسة من جميع طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة بمدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية، ويبلغ المجتمع وفقاً لإحصاءات عام 1431/1432ه الصادرة من مركز الحاسب والمعلومات بوزارة التربية والتعليم (1198414) طالبا وطالبة وفقا للضوابط الآتية: يطبق البحث على جميع مناطق المملكة. تم سحب العينة من 45 إدارة تربية وتعليم بناء على كثافة طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة ،حيث شمل التطبيق 723 مدرسة بنات و 388 مدارس بنين وبلغ حجم العينة قرابة (44000) طالب وطالبة. منهج الدراسة استخدم في الدراسة منظومة من الأساليب العلمية المعتمدة على المنهج الوصفي الذي يُعنى بدراسة واقع عوامل الحماية والخطورة وتحليلها وتفسيرها، والكشف عن المتغيرات المؤثرة فيها، وهو منهج يشكل مظلة لأساليب بحثية عديدة.ومن الأساليب التي تم الاعتماد عليها في تنفيذ الدراسة ما يأتي: الأسلوب المسحي: وسيوظف هذا الأسلوب من أجل تشخيص الوضع الحالي في مدارس التعليم العام الحكومية (بنين وبنات)، وذلك للحصول على مؤشرات وإحصاءات تتعلق بعوامل الحماية والخطورة. الأسلوب الارتباطي: وسيستخدم هذا الأسلوب للكشف عن طبيعة الارتباط بين منظومة من المتغيرات من أبرزها (العمر، الصف، عوامل الحماية، عوامل الخطورة، المنطقة التعليمية). الأسلوب الكمي: وسيوظف هذا الأسلوب لاستخراج دلالات ومعان أكثر عمقاً من البيانات الكمية التي جُمعت، وينطوي هذا الأسلوب على توظيف مجموعة من الاختبارات الإحصائية التي ستسهم في تبيان حجم المشكلة محل الاهتمام (القابلية للتعاطي) والمتغيرات المؤثرة فيها. أدوات الدراسة 1- المقياس: سيتم جمع البيانات من خلال مقياس تم بناء بنوده وفقاً للمنهجية المعتمدة عالمياً من مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات، وسيأخذ في الحسبان خصوصية المجتمع السعودي وثقافته، ويتكون من قسمين على النحو الآتي: القسم الأول: يشمل بيانات عن خصائص المبحوثين من حيث(العمر، المستوى الاقتصادي للأسرة، الصف الدراسي، المستوى التحصيلي، عدد أفراد الأسرة، نوع التعليم، مستوى الحي، المستوى التعليمي للأسرة، مستوى العيش والسكن). القسم الثاني: ويشمل منظومة من المؤشرات التي تقيس (عوامل الخطورة المبكرة والمتأخرة، عوامل الحماية، مستوى الوعي، مستوى انتشار التعاطي في المحيط الأسري والاجتماعي). ويتكون مقياس عوامل الخطورة والحماية من خمسة محاور أساسية هي: السلوك الشخصي وسمات الشخصية: ويتضمن العديد من البنود، ومنها الخبرات الشخصية المبكرة والخبرات الشخصية المتأخرة. عوامل الأسرة ، وتشمل بنودا منها نمط التفاعل والرقابة والتقدير والإدارة. عوامل بيئة الجوار، وتشمل بنودا منها توفر المخدرات، حراك الجيران، تواصل الجيران، وجود عادات وتقاليد محابية لتعاطي المخدرات. عوامل مدرسية، وتشمل مجموعة من البنود منها الارتباط بالمدرسة والإخفاق والمشاركة والتنمر المدرسي، وشيوع الثقافات الجانحة في المدرسة. عوامل الأقران، وتشمل مجموعة من البنود منها الانحراف والتعاطي والتبعية والارتباط النفسي وعمليات التشجيع. في حين ان مقياس الوعي بخطر المؤثرات العقلية على الصحة، يتضمن قياس الأبعاد الثلاثة التالية: 1-الوعي بآلية تفاعل المخدرات مع الجهاز العصبي والعقل، ويشمل البنود التالية: العمليات: تأثر العمليات العقلية الأساسية. الإدمان: المؤثرات العقلية تسبب مرض الإدمان. الاعتماد: حدوث الاعتماد العصبي والجسدي. السحب: الدفع لمزيد من التعاطي. الوقف: صعوبة وقف التعاطي. الانسحاب: حدوث الأعراض الانسحابية. أنظمة: تغير طبيعة أنظمة عمل الدماغ. التركيبة: تغير تركيبة الخلايا الدماغية. 2-الوعي بالمشكلات الصحية التي يسببها تعاطي المؤثرات العقلية، ويشمل البنود التالية: الدم: أمراض الدم. القلب: أمراض القلب والشرايين. هرمونات: اختلال الهرمونات والنواقل العصبية. مزاج: تغيرات في المزاج الانفعال. اضطرابات: اضطرابات عقلية. نفسية: اضطرابات نفسية وأمراض. أمراض: أمراض وبائية وصحية عامة. 3-الوعي بمخاطر تعاطي المؤثرات العقلية على سلامة التصرف، ويشمل البنود التالية: الشخصية: تغير سمات الشخصية والتحول للشخصية غير السوية. الأسرية: تدمر العلاقات الأسرية. الاجتماعية: تغير طبيعة العلاقات الاجتماعية. الإهمال: تحدث الإهمال الشخصي والأسري والدراسي والمهني. الجريمة: تؤدي للوقوع في الانحراف والجريمة. التفقير وعدم الانتاجية: تتسبب بحدوث البطالة والفقر والخسارة الاقتصادية. العزلة: تؤدي إلى العزلة الاجتماعية مقياس قابلية التعاطي، وهو متغير تم اشتقاقه من المتغيرات التالية: عوامل الخطورة المبكرة والمتأخرة الدافعة للتعاطي. عوامل الحماية المانعة من خطر التعاطي. الوعي بخطر التعاطي على الصحة وسلامة التصرف. وجود محيط أسري واجتماعي داعم أو غير داعم للتعاطي. موقف المبحوثين النفسي من المؤثرات العقلية، ومن المتعاطي. وسيتم عرض المقياس بما تضمنته من بنود على عدد من المختصين، ومن ثم سيتم إجراء دراسة استطلاعية لاختبار البنود وفقاً للطرق العلمية المتعارف عليها. طلاب مدرسة خلال الطابور الصباحي شعار «التربية والتعليم» و»المكافحة»