رأى خبراء أن العقوبات التي اقرتها الأممالمتحدة الخميس ستضيق الخناق على كوريا الشمالية ونخبها، لكنهم يشككون في امكانية ان تؤدي إلى ليّ ذراع بيونغ يانغ المتمسكة بطموحاتها النووية على الرغم من كل المعوقات. ويهدف قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2094) الذي اعتمد رداً على التجربة النووية الكورية الشمالية الثالثة في 12 فبراير، الى تجفيف مصادر تمويل بيونغ يانغ لإنجاز اهداف عسكرية. وينص القرار على اضافة افراد او شركات الى لائحة لتجميد اصولهم ومنع سفرهم كما يحدد السلع الفاخرة التي لا يمكن لمسؤولي النظام الشيوعي الحصول عليها. وأخيراً يقضي القرار بإلزامية تفتيش الشحنات المشبوهة القادمة من كوريا الشمالية او المتوجهة اليها. ويشير ماركوس نولاند الباحث في معهد بترسون للاقتصادات الدولية في واشنطن يرى أن كل شيء مرتبط ببكين «الجهة الفاعلة الأساسية في القضايا المصرفية والنقل البحري» لكوريا الشمالية. ففي الصين، تدير شركات كورية شمالية للتكنولوجيا العسكرية الأموال الضرورية لتطوير البرنامج النووي للنظام. وصوتت بكين على العقوبات بعد مفاوضات شاقة لكن الخبراء لا يعتقدون ان الصين ترغب في احترامها. وقال ماركوس نولاند «اذا قرر الصينيون فرض احترام القرار بشكل صارم، فإن نشاطات انتشار الأسلحة لكوريا الشمالية قد تتعرقل بشكل خطير ان لم تصبح مستحيلة». واضاف «لكن للأسف، من غير المرجح ان يحدث ذلك». وواجهت الصين في اغلب الأحيان انتقادات من الغربيين بسبب عدم التزامها تطبيق العقوبات وإستراتيجيتها المنهجية في عرقلة عمل مجلس الأمن من اجل تجنب فرض عقوبات اقسى على بيونغ يانغ. وقد صوتت الصين على هذه العقوبات الجديدة وعبرت عن معارضتها للتجربة النووية الكورية الشمالية الثالثة. لكنها تسعى قبل كل شيء الى تجنب انهيار للنظام الشيوعي يمكن ان يؤدي على مر الوقت الى اعادة توحيد الجزيرة وتعزيز النفوذ الأميركي. وفسر البعض تصويت الصين على العقوبات بأنه تحول في نهجها الجيو إستراتيجي. لكن فيكتور شا الذي يشغل مقعد كوريا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن اعتبر ذلك وهماً. وقال «اعتدنا على سماع القليل من الصين الى درجة أننا نشعر بالسرور عندما تبدي القليل من الحزم. المقياس الوحيد للالتزام الصيني هو تجانس موقفها. هل ستكتفي بتوقيع العقوبات او تطبقها بصرامة؟». واضاف «في الماضي تزايدت التجارة بين الصين وكوريا الشمالية بعد التصويت على عقوبات في الأممالمتحدة». وحالياً وفي هذه الظروف، يصعب تصور فكرة تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يسمح باللجوء الى القوة لفرض احترام العقوبات، كما يريد بعض الصقور في واشنطن. وقال ماركوس نولاند «نظرا لتواضع (العقوبات) وتصميم كوريا الشمالية الواضح على مواصلة برنامجها النووي والبالستي، يفترض الا يكون للقرار تأثير كبير»، وسيسمح على الأكثر «بكسب بعض الوقت».