رحبت الخارجية التركية، أمس، بقرار مجلس الجامعة العربية، منح "الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة" مقعد سوريا في الجامعة. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن بيان للخارجية التركية، أن "القرار خطوة صحيحة تجاه تعزيز موقف الإئتلاف، المعترف به من قبل المجتمع الدولي، ممثلاً شرعياً للشعب السوري". وأكدت أن هذه الخطوة تشكّل رسالة مهمة للغاية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، "الفاقد الشرعية، والذي يسعى، عن طريق القوة، إلى كبت المطالب المشروعة للشعب السوري". وعبرت الوزارة عن ثقتها التامة بأن الإئتلاف سيقوم بما يجب، خلال فترة قصيرة، من أجل استلام مقعد سوريا في اجتماع الجامعة العربية على مستوى القمة، مؤكدة على استعداد تركيا، في هذا السياق، لتقديم الدعم اللازم للمعارضة السورية. وهنأت الخارجية التركية، جامعة الدول العربية على اتخاذها القرار، "الذي يشكل منعطفاً هاماً في نضال الشعب السوري، من أجل الحرية والديمقراطية"، معربة عن الأمل بأن يشكل موقفها مثالاً يُحتذى للمنظمات الدولية الأخرى. وكان مجلس جامعة الدول العربية قرر خلال اجتماعه في القاهرة، الأربعاء، منح مقعد سوريا المجمد في الجامعة الى "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" السورية. من جانبه جدد الرئيس السوري بشار الأسد اتهامه للحكومة التركية بدعم الإرهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة ، مشيدا بمواقف "قوى وأحزاب الشعب التركي" الرافضة لتدخل حكومة بلادها في الشأن الداخلي السوري. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد شدد خلال استقباله امس وفدا من حزب الشعب الجمهوري التركي على "ضرورة الفصل بين مواقف الشعب التركي الداعمة للاستقرار في سورية ومواقف حكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان". صورة وزعتها وكالة الأنباء السورية زعمت أنها صخور مموهة داخلها كاميرات مراقبة وجدت على الشاطئ تعود ل(إسرائيل) واعتبر الأسد أن الحكومة التركية "مصرة على دعم الإرهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة"، وأكد على أن "الشعب السوري يقدر مواقف قوى وأحزاب الشعب التركي الرافضة لسياسات حكومة أردوغان". وأضاف أن سياسات الحكومة التركية تؤثر "سلبا على التنوع العرقي والديني الذي تتميز به مجتمعاتنا بالمنطقة ولاسيما في سورية وتركيا". ونقلت (سانا) عن أعضاء الوفد التركي تأكيدهم "رفض الشعب التركي للتدخل في الشؤون السورية الداخلية وحرصه على علاقات حسن الجوار" ، محذرين من "مخاطر تأثير الأزمة في سورية على الداخل التركي بشكل خاص وعلى دول المنطقة عموما". في شأن متصل رأى رئيس تيار بناء "الدولة السورية" المعارض لؤي حسين أن التصريحات الصادرة مؤخرا عن مسؤولين روس وأمريكيين حول العودة إلى بيان جنيف للحل في سورية تشير إلى "بداية توافق دولي". وقال حسين ، في بيان له امس، إن الحديث المتكرر عن "البند المتعلق بتشكيل هيئة حكم بصلاحيات تنفيذية كاملة مؤلفة من السلطة والمعارضة والمجموعات الأخرى.. يشير إلى بداية توافق دولي على حل يعتمد حكومة انتقالية ائتلافية". وحذر حسين من أن "هذا الأمر سيدفع بتصعيد العمليات العسكرية بين أطراف النزاع المسلح في هذه الفترة. وكذلك سيدفع الأطراف السياسية المحلية والدولية الرافضة للحل السياسي إلى تصعيد حدة مواقفها بهدف تقويض فرص حل النزاع بطرق سلمية".