انتشر خلال العقود الأخيرة استخدام الشوفان وهو من الحبوب الممتازة الغنيّة بالألياف والتي لها خاصيّة خفض نسبة الكوليسترول الضار. وكالعادة استغلت صناعة الغذاء هذه المعلومة لتطرح في الأسواق منتجات أساسها الشوفان ولكن بدون معظم منافعه ومنها: دقيق الشوفان فوري التحضير instant oatmeal، وهو منتج إفطار جاهز يوجد عادة في قسم حبوب الإفطار (السيريال) في متاجر المواد الغذائية، ويقبل عليه الطلاب والموظفون والموظفات لأنه لذيذ وإعداده لا يتطلب إلا إضافة الماء المغلي أو الحليب الحار فيصبح جاهزاً للأكل خلال ثوانٍ. وهذا المنتج الذي يبدو داخل العلبة على شكل دقيق خشن أقل منتجات الشوفان فائدة لسببين، الأول أن الشوفان فيه قد تعرّض للتكرير والحرارة العالية فأصبح سهل الهضم جداً، وتناوله يؤدي إلى تذبذب مستويات السكر في الدم حيث يلاحظ من يتناوله شعوره بالجوع بعد ساعة او نحوها من تناوله. والأهم من ذلك ان المعالجة والتكرير تؤدي إلى فقد هذا المنتج لمعجم أليافه غير الذائبة ومعظم خصائصه التغذوية. والسبب الثاني لكون هذا المنتج اقل منتجات الشوفان فائدة هو المواد التي تضاف إليه خلال التصنيع لجعله جاذباً للمستهلك. فقط إقرأوا المعلومات على العبوة وستجدوا كثرة المواد التي تضاف لهذا المنتج والتي تشمل أولاً السكر والملح، ثم مواد أخرى تختلف حسب المصنّع ومنها مصل البروتين المعزول ومنكهات كالقرفة أو غيرها وألوان طبيعية ومصنعة وكربونات الكالسيوم وليسيثين الصويا . . .وغيرها كثير. ومعروف الآن أن كثرة المواد التي تضاف إلى الأطعمة المصنعة تدل على قلة جدواها تغذوياً. الشوفان سريع التحضير quick cooking oats، وهو الذي يستخدم في بلادنا على نطاق واسع لتحضير الشوربة خاصة في رمضان. وهو أيضاً شوفان تعرّض لعمليات تكرير تمثلت في (أغلب المنتجات) بإزالة نخالته وجنينه، وتعرّض أيضاً لدرجات حرارة عالية لكي تنتفخ حباته ثم تبطط بالآلات وتجفف بالحرارة العالية كذلك لتصبح رقائق هشة لا يستغرق طبخها إلا دقائق معدودة. وهذا المنتج أفضل من دقيق الشوفان فوري التحضير لأن به كمية أكبر من الألياف (وإن تكن غير كافية للحصول على الفوائد المرجوّة من الشوفان)، كما لا تضاف إليه عادة مواد مثيرة للجدل مثل الملح والسكر والمنكهات والملونات وغيرها. ولتعزيز قيمته الغذائية ليصبح طبق إفطار مفيد يمكن إضافة المكسرات أو الفواكه المقطعة إليه بعد الطبخ. الشوفان المجروش steel-cut oats، وهو شوفان كامل قد تمّ تكسير/جرش حباته (مثل الجريش بالنسبة للقمح)، ويتمتع بكامل الخصائص المفيدة للشوفان فهو لا يعرّض للحرارة، وهو غني بالألياف والمعادن، ولكن طبخه يستغرق وقتاً طويلاً. وللاستفادة من خصائصه التغذوية الممتازة يمكن نقعه بضعفي كميته من الماء في الليل ثم سلقه في الصباح أو لوجبة الغداء بعد إضافة المزيد من السائل كالحليب أو ماء سلق اللحم أو الخضروات إليه. وللأسف، يكثر وجود الشوفان فوري التحضير وسريع التحضير في محلات بيع المواد الغذائية لدينا بينما يندر وجود الشوفان المجروش المفيد حقاً.