في الفترة الأخيرة زادت الأخبار التي تتحدث عن القوة العسكرية الإيرانية وخصوصا في وجود القنوات الإعلامية المدعومة من إيران والتي تنفخ بالانجازات الهلامية الكذابة لإيران! ومما زاد الموضوع ضبابية أنه لا يوجد محرر عسكري مختص في اغلب الصحف العربية حتى يقوم بنقد علمي للأخبار العسكرية، ويقوم بتنقية الأخبار الحقيقية من الفقاعات الإعلامية الإيرانية! ولكي نقوم بتقييم القوة العسكرية الإيرانية يجب أن نوضح للقارئ بعض المبادئ العسكرية في الحروب الحديثة.. أولًا الحروب الحديثة تغيرت فيها الموازين فالعدد لم يعد مهماً كما كان سابقا بل التكنولوجيا أصبحت مسيطرة فعلى سبيل المثال الطائرات الحديثة من الجيل الخامس كاف-35 أصبحت اقل سرعة واقل حمولة واقل محركات من الجيل القديم! وقد يستغرب القارئ ذلك لكن الحقيقة أنها لم تعد تحتاج تلك الأشياء! فالقتال سابقا كان تلاحميا (دوج فايت) أما الان فهو تقني! فإذا كان رادار الطائرة الحديثة أقوى من نوع ايسا مثلا، وبصمتها الرادارية اقل فإنها تكشف الطائرة الأخرى من عشرات الأميال بينما الطائرات القديمة لا تعلم بذلك وتقوم بإرسال الصواريخ لتدميرها من خلف مدى الرؤية بينما الطائرة القديمة لا تحس ولا تعلم حتى يصيبها الدمار! وهذا ما حدث في المعارك الجوية في السنوات الأخيرة ! وكذلك السفن وغيرها فقد أخذت التكنولوجيا الحديثة مكان العدد. نرجع لإيران والتي لا تملك حدودا برية مع الخليج لذلك سنتكلم عن سلاح الجو وسلاح البحرية الإيرانية فقط! أما سلاح الجو فهو أضعف سلاح جو بالمنطقة واغلب الطائرات لا تعمل بسبب حظر قطع الغيار على إيران، وهناك إجماع من المراكز العسكرية على ذلك وهذا أيضا ما قاله الجنرال بتريوس وهو عسكري محنك يحسب كلامه في الشؤون العسكرية بدقة عندما ذكر أن سلاح الجو لدولة خليجية وحدها قادر على تدمير السلاح الإيراني بالكامل! فما بالكم بسلاح الجو الخليجي كاملًا! وكلنا يعلم الفضيحة الإيرانية الأخيرة وطائرة البلاستيك التي تكلمنا عنها سابقا وهناك تقرير منشور بموقع العربية فيه ترجمة لتقارير للصحافة العالمية وكيفية كشف الفوتوشوب وطائرة البلاستيك التي ادعتها إيران ! أما إذا أردنا أن نتكلم عن صناعة عسكرية حقيقية فلنتكلم عن اديكس 2013 وكيف أبهرت الإمارات العالم بصناعاتها بشهادة اغلب الخبراء العالميين وكانت توازن ومبادلة نجمتيْ المعرض دون منازع ! أما القوة البحرية الإيرانية من السفن الكبيرة فقد دمرتها البحرية الأمريكية بساعات عند نزاعهم في الثمانينيات ! إذن أين تكمن قوة إيران؟ قوة إيران تكمن في 3 عوامل : 1- الإغراق الصاروخي (خصوصا صواريخ إيران غير دقيقة فتعتمد على الكم) لذلك دول الخليج طورت دفاعها الجوي ضد الصواريخ بوجود الباتريوت وتم إضافة الثاد مؤخرا وهناك احتمال بإضافة الايجس لجعل الدفاع الجوي الخليجي ثلاثي الطبقات ! 2- تعتمد إيران على هجوم أسراب الزوارق السريعة (بعد أن خسرت سفنها الكبيرة) وكذلك الغواصات الصغيرة من نوع غدير 3 ركاب! (مستنسخة من كوريا الشمالية) والألغام لكن هذه الزوارق هي في الأصل مدنية لذلك تدريعها وبقائيتها الحربية ضعيفة جدا، ولذلك زادت القوات الخليجية من المروحيات البحرية لتقوم بصيد الزوارق بكل سهولة! 3- العامل الثالث بقوة إيران هو الطابور الخامس وحروب الوكالة (البروكسي) مثل حزب الله الإيراني والعراقي والحوثيين، وبعض المتعاطفين! وهؤلاء يعتمد التعامل معهم على بنية استخباراتية قوية في دول مجلس التعاون! قد يقول قائل إذا كانت إيران بهذا الضعف فلماذا لا ترد دول الخليج على تهديداتها؟! السبب ببساطة أن دول الخليج ذات مستوى وتطور اقتصادي هائل ولديها استثمارات بالترليونات في الخليج العربي بينما إيران ليس لديها شيء تخسره فالوضع الاقتصادي شبه مدمر وتحاول تصدير مشاكلها الداخلية من خلال إطلاق تهديداتها الجوفاء! والمساحة لا تكفي وإلا كنت ذكرت بعض التفاصيل التي سيضحك منها القارئ عن كيفية محاولة إيران خداع العالم بإنجازات عسكرية سخيفة ! طبعا نحن لا نكتب هذا المقال لمحبي ومطبلي إيران لان الشخص المغسول دماغه والذي كان يعلق مفتاح الجنة في رقبته أثناء الحرب الإيرانية - العراقية لا أتوقع أن يغير تفكيره من مقال واحد! تلك الحرب التي أذاق العراق فيها الايرانيين السم الزعاف رغم تأخر التقنية العراقية في ذلك الوقت! سأحاول في بعض المقالات القادمة كشف الزيف العسكري الإيراني من باب التخصص في هذا المجال! ودائما ما أقول إن من يعلم ما هو النظام الإيراني من الداخل فإنه سيفاجأ بضعفه وانه مجرد قرد من ورق! *مما قيل هذا الأسبوع : كتبنا عدة مقالات نحذر من ذيل إيران الجديد المالكي وقلنا انه أصبح أسوأ من صدام بسبب انه خلط الطائفية بالسياسة فأصبحت تصرفاته لا تمت للعقلانية السياسية بصلة.. وها هو اليوم بكل جراءة لم يكتف بإرسال المساعدات والسلاح والأموال لنظام المجرم بشار بل قامت قواته بمهاجمة التراب السوري ومهاجمة أفراد الجيش الحر في خطوة لم يقم بها أحد من جيران سورية بهذا الشكل المفضوح ! لا أعتقد أن هناك فوارق بين جزار سورية وذيل إيران الجديد في بغداد فكلاهما سفاح طائفي لا يرتوي من شرب الدماء!