كتب ديفيد كرايست في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "زوارق إيران الصغيرة مشكلة كبيرة" أوضح فيه أنه لم يندهش من المواجهة التي حدثت بين الزوارق الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني والسفن الحربية الأمريكية بالخليج العربي مثلما اندهش العامة حيث واجه بنفسه موقفاً مشابهاً في بداية الغزو الأمريكي للعراق حين واجهت الزوارق الإيرانية زوارق تابعة للبحرية الأمريكية وهددت بإطلاق النار رغم محاولة قائدها شرح سلامة نيتهم للإيرانيين ولم ينته الموقف إلا بعد انسحاب الزوارق الأمريكية إلى الشاطئ العراقي، بل وتكرر نفس الموقف بعدها أكثر من مرة حين تعرضت زوارق قوات التحالف لمحاولات تحرش إيرانية على مدى أسبوعين.ثم يشير الكاتب بصفته مؤرخاً بهيئة الأركان المشتركة بالبنتاغون إلى بداية المواجهات الإيرانيةالأمريكية منذ ثمانينيات القرن الماضي إبان الحرب العراقية الإيرانية حينما قامت قوات الحرس الثوري بزراعة ألغام في مياه الخليج العربي لتدمير ناقلات البترول الأمريكية مما أسفر عن تدمير سفينة حربية أمريكية وما تلا ذلك من انتقام القوات الأمريكية بتدمير نصف البحرية الإيرانية ووضع حد لسيطرة قوات الحرس الثوري المائية. ويوضح الكاتب أن المواجهة الأخيرة تندرج تحت الاعتقاد الإيراني في أن الألغام والصواريخ وحماسة رجال الحرس الثوري كفيلة بمنافسة جبروت القوات البحرية الأمريكية في مياه الخليج العربي المحدودة، ولهذا كان الرئيس بوش محقاً في وصفه العمل الإيراني بأنه محرض وفي تقديم إنذار لطهران بأن العواقب ستكون وخيمة إذا استمرت هذه الزوارق في التحرش بالسفن الأمريكية. ويدعو الكاتب الإدارة الأمريكية إلى دفع قوات البحرية متعددة الجنسيات المتواجدة بالمنطقة إلى إبلاغ إيران عن طريق قنواتهم الشرعية بأنها ستعتبر أية محاولات للتحرش بقواتها من قبل الزوارق الإيرانية بمثابة عمل إرهابي. ويختتم الكاتب المقال بقوله ان الحرب على إيران لن تكون في الصالح الأمريكي، ولكن هناك فرق شاسع بين الرد على أفعال الحرس الثوري المستفزة وبين قصف دولة ذات سيادة، حيث أثبت التاريخ أن الرد العسكري الحاسم للتحرشات الإيرانية قادر على تقليص فرصة حدوث تصادمات مستقبلية. (خدمةACT خاص ب"الرياض")