بخبرتها كأم لأربعة أطفال آخرين أدركت جيني أن الزرقة في جلد لوك تنذر بشيء خطير. ولكنها بالرغم من ذلك أصيبت بالصدمة عندما قال الدكتور كيرك كانتر اختصاصي أمراض القلب: «إن قلب لوك يعاني من عيب ولادي لانستطيع علاجه. ويحتاج إلى زراعة قلب». وهنا صاحت جيني في يأس: «يا إلهي! مستحيل!». ولكن الطبيب لم يقل إلا الحقيقة. وسجل لوك على قمة قائمة المنتظرين لإجراء عمليات زراعة قلب. ولكن من الصعب الحصول على متبرع في هذه السن الصغيرة. وقال الطبيب: «من النادر العثور على قلب لطفل حديث الولادة». ومن ضمن المشاكل التي يعاني منها لوك وجود خلل في الصمام الرئوي، ما يجعل الدم ينسرب إلى رئتيه، وحسب مايرى الطبيب أن الزيف لن يتوقف قبل مرور عدة أسابيع، حتى مع توفر العلاج. وعندما شاهدت جيني لوك موصلا بأجهزة الإنعاش انفطر قلبها وهمست قائلة: «لن أيأس من شفائك!». ولما عادت إلى منزلها وشاهدت الأشياء الخاصة بطفلها لم تصدق مجرد فكرة أنها ستفقده وأخذت تبكي في حرقة. وزادت لوعتها عندما أصبح أطفالها الآخرون، وهم آبي، 9 أعوام، وكورتني، 8 أعوام، وسبنسر، 5 أعوام، وسامانثا، 3 أعوام، يوجهون إليها أسئلة من قبيل: «هل سيعود لوك إلى البيت غداً؟»... ولكن كيف ستخبرهم؟ وكانت تجد صعوبة في منع نفسها من البكاء أمام صغارها. ومع مرور كل ساعة يضعف الأمل لأن قلب لوك يزداد ضعفا. وقال دكتوركانتر: «لا أعتقد أنه سيظل على قيد الحياة حتى نعثر على قلب!». ثم أضاف ليزيد من لوعة جيني: «هنالك شئ أود أن تأخذيه في الاعتبار بما أن فصيلة دم لوك «أو» ينبغي في العادة الانتظار لحين وجود متبرع من نفس الفصيلة ولكنني سأوسع فرصة التبرع لتشمل جميع الفصائل». ولما شاهد علامات الدهشة على وجه جيني أضاف قائلا: «أعرف أنك تدركين أن الجسم يرفض الأعضاء التي لاتتفق معه في فصيلة الدم. ولكن بعض البحوث الجديدة توصلت إلى أن الأطفال لايكونون الأجسام المضادة التي تطرد الأعضاء من الفصائل الأخرى، وأن أجسامهم تقبل الأعضاء غير المطابقة لها في الفصيلة». وهذه النتيجة لم تجد القبول من كل المستشفيات، وسيكون لوك أحد الأطفال القائل الذين سيزرع لهم عضو من فصيلة مخالفة. ولكن كما يرى دكتور كانتر «قد يؤدي ذلك إلى إنقاذ حياته. وأنا لا أود لمعاناته أن تستمر». وهنا ردت جيني من بين دموعها: «وأنا كذلك. ولكن أخشى لو حدث مكروه أن يؤنبني ضميري بأنني لم أفعل شيئا لإنقاذه». وأخيرا وافق الزوجان على اقتراح الطبيب بزراعة قلب من فصيلة مختلفة لطفلهما. وفي فترة الانتظار كانت جيني تقضي معظم وقتها مع لوك، ولكن بعد مرور الأسبوع الأول على ولادته أخذت دقات قلبه تتباطأ. وعندما علمت جيني بذلك أخذت تتساءل «هل هي النهاية؟ هل سأفارق لوك إلى الأبد؟». وفي هذه اللحظة اتصل آرون ليبشرها بأن مكتب تنسيق عمليات الزراعة قد اتصل وأبلغه بأنهم عثروا على قلب للوك. ولكن القلب ليس من نفس فصيلة لوك «لكنها فرصته الوحيدة»، كما قال دكتور كانتر. وبعد عملية استمرت ثماني ساعات خرج دكتور كانت والابتسامة تعلو وجهه ليعلن أن «القلب الجديد يعمل بصورة طبيعية». وهنا هتفت جيني: «لك الحمد يا رب!». وسالت دموع الفرح على خديها. ولكن فرحتها لن تكتمل حتى تتأكد من أن لوك لن يرفض القلب الجديد. وكل مرة تتنفس جيني الصعداء عندما تصل إلى المستشفى وترى أن أحد الأنابيب الموصلة بجسد لوك قد أزيلت، أو أحد الأجهزة قد سحب. وأخيرا بشرها دكتور كانتر بأن «القلب يخفق بقوة. يمكنكم الآن أخذ لوك إلى المنزل!». وأطلقت جيني العنان لدموع الفرح عند عودتها إلى المنزل ورؤية البالونات الزرقاء تزين مدخله. والآن أكمل لوك شهره الرابع عشر وهو في قمة الصحة والسعادة. وتقول جيني: «في كل مرة أنظر إليه أشعر بالامتنان وأحمد الله أن جعل دكتور كانتر يملك المعرفة والشجاعة الكافية لجعله يقدم على إجراء العملية. قد لايكون القلب الجديد مطابقا لجسم لوك، لكنه يعمل بامتياز!».