تتعاظم الحاجة وتزداد للدم ومشتقاته مع ازدياد التقدم العلمي والطبي، إذ إن عمليات زراعة القلب وزراعة الكلى تتطلب عدداً من وحدات الدم التي يجب توفيرها من الفصيلة نفسها التي تتفق مع دم المريض، إضافة إلى أن المصابين بأمراض الدم الوراثية، ومرضى السرطان، تتطلب حالتهم نقل الدم المستمر الذي يشكل زيادة جهد على العاملين في بنوك الدم، إذ إن الجميع لديه المعرفة أنه لا يمكن تصنيع الدم أو مشتقاته، على رغم المحاولات الكثيرة التي بذلها العلماء في هذا الصدد، فيستمر الإنسان هو المصدر الوحيد له، وتزداد المسؤولية في انتقاء وجذب المتبرعين بالدم الطوعيين لرفع مخزون بنوك الدم من جميع الفصائل، كما يتطلب العمل على التأكد من خلوه من الأمراض المعدية المنقولة عن طريق الدم. والحاجة للتبرع بالدم مستمرة على مدى العام، لذلك يستوجب بناء سياسات واضحة لاتباعها في بنوك الدم لجذب المتبرعين ورفع مستوى ثقافة المجتمع في هذا المجال، كما أن على المؤسسات والجهات الحكومية العمل على تعضيد وتقوية قناعة الأفراد بأهمية التبرع بالدم من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وإدخال مادة التبرع في المناهج التعليمية، كما أن وجود المتخصصين في نقل الدم سوف يسهم بشكل كبير في رفع مستوى الأداء في بنوك الدم، فإذا أخذنا بأهمية ما تم ذكره فعلينا أن نتذكر أن كل ثلاث ثوانٍ هناك شخص يحتاج لنقل دم في العالم، وأن واحداً من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى بحاجة إلى نقل دم، وأن الإنسان هو المصدر الوحيد له. يأتي اليوم العالمي للتبرع بالدم هذا العام تحت عنوان «كل متبرع بدم بطل»، الذي حدد له 14 حزيران (يونيو) إدراكاً من منظمة الصحة العالمية بأهمية الدم، والواقع أن المتبرع بالدم ليس بطلاً فقط بل إنسان يحمل كل صفات الإنسانية، وأكرم وأعلى درجات الكرم هو التبرع بالدم. وتجدر الإشارة إلى أن الفوائد العظيمة للتبرع بالدم لا تقتصر على المريض، بل تعود على المتبرع بفوائد صحية كبيرة، فبجانب تنشيط النخاع العظمي بإنتاج خلايا جديدة، يتم التعرف والتأكد من خلو الجسم من الأمراض والاطمئنان على الصحة العامة، لذلك يستوجب علينا أن نجعل عادة التبرع بالدم عادة مستمرة محببة للنفس، ويجب أن نتذكر أن فيها إنقاذاً لحياة الآخرين وأجراً عظيماً. * عضو مجلس الشورى.