أحيت فرقة اوركسترا «اوبرا فيينا» النمساوية العالمية تحت شعار «موسيقى وتضامن» حفلا فنيا ضخما في المسرح الروماني الاثري التاريخي بمدينة الجم بولاية المهدية التونسية ايذانا بافتتاح المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم الذي يستمر حتى ال 20 من شهر اغسطس المقبل. وعاش حوالي 10 آلاف متفرج من عشاق الموسيقى الكلاسيكية التونسيين والسياح الاجانب لاسيما من الالمان والنمساويين في الهواء الطلق على وقع معزوفات من روائع الفالس والبولكا الشعبية لأشهر الموسيقيين الكلاسيكيين العالميين من امثال بيتهوفن وموزار ويوهان شتراوس الابن قدمتها فرقة اوركسترا اوبرا فيينا بمشاركة 40 عازفا ومنشدا من مسرح «فولكساوبر» العالمي النمساوي. وستخصص عائدات هذا الحفل الخيري لصالح صندوق التضامن الوطني التونسي الذي يقوم بتمويل مشاريع تنموية في المناطق الاقل نموا في تونس والتي يطلق عليها «مناطق الظل». وأصبح حفل افتتاح هذا المهرجان من قبل اوركسترا اوبرا فيينا بادرة تقليدية سنوية انطلقت منذ سبعة اعوام في اطار الشراكة الثقافية بين تونس والنمسا بتشجيع من سفارة النمسا بتونس وجمعية العلاقات التونسية النمساوية التي يرأسها الوزير السابق والسفير التونسي الاسبق بفيينا الحبيب عمار. وحضر الحفل الى جانب آلاف التونسيين والسياح الاجانب عدد كبير من رجال الفن والموسيقى والفكر والاعلام اضافة الى عديد السفراء والدبلوماسيين العرب والاجانب من بينهم سفيرة النمسا بتونس غابريال ماتزنار هولزير. وأكدت غابريال هولزير بهذه المناسبة ان حضور اوركسترا فيينا الى تونس يجسد عراقة التعاون بين تونس والنمسا لاسيما في الميدان الثقافي. كما يبرز هذا الحفل الخيري دور الثقافة في خدمة القضايا النبيلة مثل قضية التضامن وهي تظاهرة تمثل كذلك رمزا للقاء والصداقة بين الشعوب. وعلاوة على الحفل الافتتاحي بالعرض النمساوي للموسيقى الكلاسيكية العالمية المتعددة الجذور والجنسيات يتضمن برنامج مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية هذا العام سبعة عروض اخرى من بينها عرض لبربارا هندريكس وسهرة الغوسبال وسمفونية الفلامنكا مع جان كارمونا فيما سيتولى الاوركسترا السمفوني التونسي احياء سهرة ختام فعاليات المهرجان. يذكر ان مهرجان الموسيقى السمفونية بالجم يعد من اشهر المهرجانات الصيفية الفنية والموسيقية العديدة والمتعددة في تونس وفي مقدمتها مهرجان قرطاج الدولي الذي افتتح فعالياته في المسرح الاثري بقرطاج بعرض لعمل موسيقي تونسي من التراث الشعبي يحمل عنوان «الزازا».