وصف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية, المؤتمر الدولي لتحالف الحضارات والمنعقد حالياً في العاصمة النمساوية فيينا بأنه خطوة مهمة لوقوف العالم صفاً واحداً تجاه ما يواجه البشرية من أزمات وكوارث، مؤكداً أهمية تحالف الحضارات وما بادرت له عدد من المؤسسات العالمية من تبني مشاريع للحوار لإيجاد حلول لكثير من المشكلات الدنيوية صنعتها البشرية بما تموج به من تناقضات حادة سببها غياب الحكمة والعقلانية والعدل والتوازن في تناول العلاقات بين الدول. وأضاف سموه في تصريح بمناسبة المؤتمر: من هذا المنطلق فقد كانت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي أعلن عنها قبل سبع سنوات لاستنهاض حكمة القيادات الدينية لمشاركة صانعي القرارات في العالم للنظر في إمكانية إزالة الحواجز النفسية والتاريخية التي تراكمت خلال عقود من الزمن وسببت جفوة حادة في علاقات الأمم والحضارات وكانت عاملاً رئيساً لإشعال فتيل الأزمات والأحكام المسبقة التي خطط لها مروجو الكراهية لخلق نزاعات مدمرة, مشيرًا إلى النداء الذي أطلقه خادم الحرمين من قبلة المسلمين مكةالمكرمة باسم أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم للتعايش وبناء أسس راسخة للاحترام والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات، تلاه النداء لاجتماع حكماء أتباع الأديان والثقافات ممن يتحملون التوجيه الديني لجماعتهم بأن يتم التركيز على المشترك الإنساني وينطلق هذا المشروع عبر استثمار المشترك في العلاقات الإنسانية عبر الأسرة وعبر المؤسسات الدينية ومن خلال منابر التعليم. وأشار سموه إلى أنه كان من الأهمية أن يتحول هذا العمل الإنساني إلى مشروع مؤسساتي دولي له صفة الاستمرارية والقدرة على التواصل مع القيادات المعتبرة في كل دين وثقافة فانطلق, مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا كأول مؤسسة دولية ترعى هذا الجانب بمشاركة دول صديقة مثل جمهورية النمسا ومملكة إسبانيا ومشاركة الفاتيكان كعضو مراقب، بهدف وضع أسس عالمية جديدة لعلاقات القيادات الدينية من مختلف أتباع الأديان والثقافات؛ وإرساء أسس العدالة والاحترام والتعايش، معرباً عن ثقته في أن هذا المركز العالمي الذي انطلق في نوفمبر 2012 في فيينا سيكون له, بمشيئة الله, شأن عالمي لحياديته ورغبته في استثمار حكمة القيادات الدينية والتواصل مع القيادات السياسية في العالم لخدمة الإنسانية، مؤكدًا على أنه رسالة سلام ومحبة للعالم أجمع لمكافحة التصورات المسبقة ولردم الفجوة بين بني البشر ولتعزيز المشترك وبناء أساليب حديثة للتفاهم عبر الحوار واحترام الاختلافات والإيمان بالتنوع البشري واحترام الحريات التي تؤسس إلى تفاهم عالمي عبر الحوار واحترام خصوصية كل دين وحضارة. وختم سموه بالقول: إننا ونحن نشارك في هذا الملتقى الدولي لتحالف الحضارات؛ ندعو أن يكون تحالف الحضارات عبر الحوار العقلاني المبني على احترام أسس كل دين وحضارة وأن تكون منطلقاتنا العدل والمساواة بين البشر في ضوء حقوقهم المشروعة, التي تكفل لهم العيش بكرامة وعدل، وإن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات سيكون بمشيئة الله الحاضن لصوت الحكمة والعدالة بما تهيئه من بيئة مناسبة لالتقاء القيادات الدينية لتعزيز المشترك الإنساني في قضايا تخص الأسرة والشباب والعلاقات الإنسانية بصفة عامة.