صدر للباحثة احسان سعيد كتاب بعنوان «صورة المرأة المصرية في سينما التسعينيات» يتهم افلام هذه الحقبة بالاساءة الى صورة المرأة المصرية. وترى احسان سعيد في كتابها ان هناك «غلبة للصورة السلبية للمرأة في الافلام لأن المنتجين اصبحوا ينظرون الى السينما بمنظور السوق، فنجد جميع القصص تظهر للمرأة بشكل يتوافق مع متطلبات السوق». وتعتبر المؤلفة انه تم افساد ذوق الجمهور من حيث «تحبيذ ظهور المرأة بدور الراقصة الخليعة والتركيز على مفاتنها، ولا يهم الدور الحقيقي الذي تلعبه المرأة في المجتمع من حيث ان لها رسالة هامة تؤديها في تربية النشء، والحفاظ على قوام الاسرة». وقامت الباحثة بتحليل صورة المرأة من خلال المواقف الدرامية في بعض المواقف «حيث تظهر احياناً ايجابية واحياناً اخرى سلبية حسب التصاعد الدرامي ولكن السمة الاساسية التي اتسمت بها افلام التسعينيات تغلب السلبي على الايجابي في اظهار المرأة بما في ذلك الافلام التي اخرجتها نساء». وشملت دراسة الباحثة تحليل 31 فيلماً. وتركز احسان سعيد على ان مجموعة افلام المخرجة ايناس الدغيدي مثل «لحم رخيص» و«دانتيلا» والوردة الحمراء» و«امرأة واحدة لا تكفي» و«كلام الليل» تبرز مواقف تظهر المرأة فيها بصورة سلبية اكثر منها ايجابية. ورأت احسان سعيد ايضاً ان الافلام الكوميدية التي ظهرت في النصف الثاني من التسعينيات «قدمت صورة المرأة بشكل سطحي وتضمنت تكراراً لبعض الحبكات القديمة التي غلبت عليها الشخصيات المنتقاة من هامش المجتمع». ورأت ايضاً ان الافلام التي تعالج الوضع الطبقي «وهي اكثر الافلام تأثيراً في نفسية المتلقين لأنها تنقل احباطاتهم وهمومهم الداخلية (...) جاءت موضوعاتها سطحية تعمل على تغييب الوعي وتزييف الواقع وتبتعد عن مناقشة المشكلات الحقيقية ومعالجتها». واعتبرت سعيد ان السينما في التسعينيات ركزت على المرأة المصرية متجاهلة القطاعات النسائية الاخرى مثل الفلاحات والعاملات وغيرهن من النساء اللواتي يشكلن الغالبية. وخلصت الى اعتبار سينما التسعينيات «باهتة تجارية تحاول استغلال الاوضاع النفسية والفكرية للانسان المسحوق من اجل تسريب ايديولوجية الطبقات السائدة». واضافت «باستثناء بعض التجارب السينمائية التي قامت باخراجها بعض المخرجات لم تظهر بوادر سينمائية مهتمة بحقوق المرأة من قبل الرجل، وعلى الرغم من وجود طفرات سينمائية عالية من الناحية الانتاجية والتقنية لم يظهر من المبدعات من ينافس الرجل وان كانت هناك بعض المحاولات الناجحة لقليل من الابداعات الفردية».