مدخل للشاعر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: أهيم في بحرٍ بالأمواج غطّاس وأسج وأنسى عن ربوعي جلوسي قربك شفا للروح .. والنود نسناس وروياك سعدي عن ليالي نحوسي الشِّعر .. فن من فنون الأدب العربي، ولون من ألوانه التي توارثتها الأجيال عن الآباء والأجداد، وكل إنسان له نصيب منه، فمنهم من يتذوقه، ومنهم من يطرب لسماعه، ومنهم من وهبه الله هذه الملكة الشعرية، يقوله ويكتبه، والبعض الآخر يبدع في بحوره، وتتألق معه معانيه وأهدافه النبيلة.. خاصة إذا صدق الشاعر في إحساسه، ووفق في التعبير عمّا يجول في خافقه من مشاعر وأحاسيس نابعة من الأعماق كما قال الشاعر دحام بدر الهذال: بين الفراق وبين صوت المكاتيب أموت واحيا والسبايب رساله الحرف يشعل وسط قلبي لواهيب كل ما يزيد البرد زاد اشتعاله ومن أجمل ما يعبر به الشاعر من مشاعر فياضة، وأحاسيس جيّاشة، عندما يتحدث عن القريب من القلب والروح، وشدّة الحرمان عندما يبتعد هؤلاء الأحبة عنّا، بحكم الأقدار فيبتعد هؤلاء القريبون لقلوبنا والبعيدون بحكم الأقدار، وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر احمد الجريفاني: ودعتني وتقول ترجع بعد عام وأقول مدري يا مظنّة عيوني ما يندرى يا زين عن سر الأيام عسى العيون تشوف من ودعوني تلعب بنا الأيام وتزيد الأحلام وتعز لقيانا .. وتكثر ظنوني وطبيعي أن فراق الأحباب يسبب آلام الإنسان المُحب، والكثير من الجروح.. خاصة الشاعر عندما تجبره هذه الآلام، وهذه الجروح، على البوح الأليم عن مشاعره، اتجاه الأحباب القريبين البعيدين، فكم هو رائع عندما يترك الشاعر عنان فكره يبحر في كل الاتجاهات كقول الشاعر سالم سيار: بدون شعور صدقني ترى كثر الغلا ذبّاح تعال وشوف بغيابك غلاك شلون سوابي حرام تغيب من عمري وتعطيني الفراق وشاح حرام الدمع في عيني مناديله هي أهدابي غيابك يشغل عيون الزوايا وامتلى أشباح وأنا انثر صوتك بقلب المكان وأشعل أبوابي