انطلقت في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي موضة الشعر الطويل بين الشباب الذكور في أمريكا، وكما هي سنة الحياة واجهت تلك الموضة تذمرا من الرجال الأكبر سناً ورجال الدين، وعج بها الصحفيون وكل من يريد أن يظهر صوته في الصخب. في الغرب لا احد يستطيع أن يتدخل في شؤون أحد بالقوة. ولكن للجميع حق إبداء الرأي حد الصراخ. قاوم الشباب تلك الحملة بالعناد والمزايدة. صار الموقف عدائيا. أعلن رجل اعمال يملك محلات لبيع الملابس حالة الطوارئ. معظم الشباب العاملين في متاجره صاروا من أصحاب الشعور الطويلة أو الرقاب القذرة كما سمتهم الحملة المعادية. لا يستطيع أن يتحملهم بشعورهم الوسخة ولا يستطيع التخلص منهم لأنهم ممتازون ويملكون الخبرة. اتصل بشركة استشارية يطلب الحل. هرع مستشارو الشركة إلى مكتبه. أول سؤال طرحوه عليه. لماذا فتحت محلات الملابس هذه؟ فقال ببساطة واستغراب لكي اكسب رزقي. فسأله المستشارون: هل تأثرت مبيعاتك بسبب تحول الشباب إلى شعورهم الطويلة فقال الرجل لا لم تتأثر. فقالوا له: طيب انت وش علاقتك بشعورهم طويلة ولا قصيرة؟ لم يجد التاجر سوى الكلام الذي لقنته إياه الحملة. عاداتنا وتقاليدنا والأمة الامريكية والحلم الأمريكي صارت في خطر.. الخ. قالوا له: لا تصرف جهدك فيما لا يعنيك. دع أصحاب الحملة يحلون مشكلتهم مع الشباب بأنفسهم وتفرغ لدكانك. لا تزج بأعمالك في خدمة الآخرين. لم يكن موقف رجل الأعمال المعادي للشعور الطويلة نابعاً من ذاته. كان تحت تأثير الحملة الإعلامية التي شنتها الصحف ومحطات التلفزيون وحديث المجالس المنحاز للماضي. وضعته الحملة أمام معاييره القديمة وحرضته من خلالها. في شبابه كان الشباب أنيقين ونظيفين ويحترمون العادات والتقاليد. تحت هذا المديح المبطن لأيامه وظفوه وحولوه إلى إمعة. في ذهنه صورة زاهية عن أيامه ولا شك أن هذه الشعور الطويلة تدل على فساد الزمن. وجد نفسه أخيرا جزءا من حملة لا ناقة له فيها ولا جمل. مبيعاته مستمرة وفي تصاعد . وأخيرا قالوا له ما ليس شغلك فليبق شغل الآخرين. وخرجوا. هذا ما جاء في خبر رجل الأعمال الأمريكي.. دعوني انتقل وأسأل: ما الذي يمكن ان نقوله عن التجربة السعودية في حالة كهذه؟ ما رأيك أخي الكريم في الحملة التي شنها الإعلام والدعاة ضد موضة طيحني؟ أستغفر الله. طيحني تتعارض مع عاداتنا ومع قيمنا ومع اعراف مجتمعنا وسيل متدفق من الأسباب التي تجعل هذه الموضة كارثة. كلامك صحيح ولكن دعنا نأخذ الامر على المستوى الشخصي. هل تأثرت اعمالك أو وظيفتك أو دخلك أو صحتك او علاقاتك بسبب طيحني؟ هل فرض عليك أحد ان تلبس أنت أو عيالك ملابس طيحني؟! ارجو الا يفهم أحد انني أؤيد طيحني والعياذ بالله. لكنني أحببت أن ابين أن كثيرا منا يكون جزءا من حملة لا ناقة له فيها ولا جمل. يعتقد أنه مصلح وذكي وهو في الواقع إمعة. السؤال الآن ما هو موقفك من الفالنتاين؟