*تقليعات شاذة وغريبة انتشرت بين شبابنا فأصبحنا نرى العجب العجاب من تلك التقليعات خصوصاً فيما يتعلق بالملابس التي تعد من المكونات الثقافية لأي شعب من الشعوب، وتكتسب الملابس الوطنية في أي مكان في العام، هذه الصفة لارتباطها بوطن معين وجزءاً مهماً وسمة أساسية من ثقافته، ولكن للأسف بدأنا نرى شبابنا من الجنسين يستعرضون ويتفننون باقتناء موضات ملابس غريبة منشأها بلاد الغرب فصارت هذه الموضات تحمل عبارات تتعارض مع ديننا الحنيف بل ويعد بعضها علامات للشاذين، قد لا يقصد من يلبسها من شبابنا ما تحمله من مقاصد، ولكنه التقليد الأعمى فحسب. ونلاحظ هذه التقليعات والموضات الغريبة بدأت تتسلل لبلادنا بعيداً عن أعين الرقابة، ووجدت رواجاً كبيراً بين أبنائنا فأصبحنا نراهم يلبسونها غير آبهين بخطر ما يفعلون، فمن موضة بناطيل (طيحني) إلى بناطيل (سامحني يا بابا) إلى رموز ومعتقدات شيطانية، من خلال هذا التحقيق التقينا عدداً من المختصين والشباب حول هذه الظاهرة: } بداية قامت عدسة «الرياض» بالتجول في عدد من أماكن بيع الملابس الشبابية للاطلاع على بعض الملابس المعروضة التي يوحي بعضها بإشارات ورموز تحمل معان ومعتقدات مخالفة لديننا الإسلامي، والتقينا صاحب أحد المعارض التي تروج لمثل هذا النوع من الملابس والاكسسوارات يقول البائع: أنا أبيع ما يأتي إلي من موزعي الملابس، وأحرص كغيري على ما يستهوي الشباب من الجنسين، وأنا لا أعرف إذا كان هذا النوع من الملابس يحمل أي إساءة لديننا أو عاداتنا وتقاليدنا، وإذا كان كذلك فأين دور الجهات التي يجب أن تنبهنا إلى ذلك بالموعظة الحسنة وليس بالقوة لكي نتفهم ما يقصد من هذه الأنواع من الملابس لنتوقف عن بيعها فنحن يسئنا ما يسيء ديننا ومعتقداتنا. موقف مع امرأة ويضيف هذا البائع كان لي موقف مع امرأة تعد زبونة دائمة للمعرض، وتأتي لتتبضع لأولادها من الملابس بصفة دائمة، وفي يوم من الأيام لاحظت عليها الغضب الشديد فقد لاحظت بعض الملابس التي تحمل رمزاً لاحدى القنوات الإباحية - وكنت لا أعرف ماذا يعني هذا الشعار. عبدة الشيطان أما المواطن حسام الظاهري فكشف لنا خفايا كثيرة حول هذه التقليعات الجديدة من الملبوسات فيقول: الأمر لا يقتصر على الملبوسات بل أيضاً الاكسسوارات المصاحبة لهذه الملبوسات فيها من المخالفات كثير، يقول: لاحظت في الفترة الأخيرة انتشار رموز عبدة الشياطين على ملابس الشباب وفي اكسسوارات تعرضها المحلات التجارية وبعض الشباب أو الشابات يشتري هذه الأشياء وهو لا يعلم ما تعني. ويضيف: لقد استفسرت عن العديد من الرموز التي نراها على ملابس بعض الشباب أو الشابات فوجدت أخطرها رموز فئة عبدة الشيطان التي تعبده وتتقرب له بكل معصية، ويزعم المروجون لها أن إبليس خالق الكون.. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، ويضيف: للانضمام لهذه الفئة شروط منها غسل اليدين بالدماء ووضع الوشم وإعلان طاعة الشيطان، ويبدؤون طقوسهم في الغالب بعد الساعة 12 في منتصف الليل ويختارون مكاناً مهجوراً أو في الصحراء ويستخدمون الموسيقى الصاخبة والرقص طوال الليل حتى يقوم قائد الجماعة بإصدار التعليمات وعادة ما يذهبون نهاراً إلى المقابر ويقومون بالنبش والبحث عن جثث الموتى ويتراقص كبيرهم فوق الجثة التي يعثرون عليها، وغالباً ما يفضلون الجثث حديثة الوفاة، ويذبحون القطط باعتبار نفوسها من الشيطان، ويشربون من دمائها ويلطخون أجسادهم ووجوههم بها ثم يذهبون إلى الصحراء ليعيشوا فيها أياماً لا يضيئون شمعة ويعيشون في الظلام، وعلامتهم بينهم رفع إصبعين رمزا الشيطان، وتلك الإشارة هي السلام فيما بينهم. التقليد الأعمى أما الشاب عثمان الراشد الذي التقيناه ومجموعة من زملائه يقول: تنتشر في بعض مراكز التسويق في بلادنا بعض الملابس التي تحمل كلمات أو رسومات غير لائقة ومنافية لديننا وتقاليدنا تغزو أسواقنا، وبعض الشباب يبحثون عن آخر الموضات التي وصلت، ويبحثون فقط عن تقليد الآخرين، بدليل أنه يأتي الكثير من الشباب يطلبون من صاحب المحل أو المعرض أن يختار لهم ملابسهم على ذوقه الخاص، بحيث تناسب أجسامهم ولون بشرتهم، وأهم شيء أن تكون وفق أحدث الموضات والصيحات العالمية، حتى لا ينتقد من يلبسها من زملائه وأصدقائه، وأغلب الشباب يستهويهم الموديل الحديث، وموضة البناطيل «طيحني» أو «بابا سامحني» الذي انتشر مؤخراً بين الشباب هداهم الله، وتسمى هذه الموضة الغريبة لدى الغرب «لو ويست» وبدأت قصتها في السجون الأمريكية، حين كان ممنوعاً على السود حينها ارتداء الأحزمة، خوفاً من استخدامها في الاعتداء على سجانيهم، ويستغرب البعض كيف وصلت هذه الموضة الغريبة إلى العديد من المجتمعات العربية والإسلامية. أسواقنا والمراقبة احدى المعلمات تقول كنت أتسوق في احد مراكز التسوق الكبيرة فشاهدت فانلة (تي شيرت) معروضة سوداء اللون رسم عليها رأس شيطان كتب عليها بالانجلزية Can I Help you.. Gods Busy معناها (الإله مشغول.. هل استطيع مساعدتك؟) وتضيف المتسوقة: لقد نبهت البائعين بالسوق لخطورة ما تحمله هذه العبارة ووعدوني بإزالتها من العرض، ولكن أتيت بعد أيام ولم تزل من مكانها هذا إذا لم يكن منها المئات في مستودعات السوق وبصيغ مختلفة، وتتساءل: إلى متى سيظل جشع التجار وإصرارهم على الربح المادي فقط همهم الأول، كيف تسمح لهم ضمائرهم المساس بقدسية الله عز وجل والإساءة لعظمته، لماذا لا يكلفون من يقوم بترجمة ما يستوردونه من ملابس تحمل كتابات أو رموزاً لا يفقهون معناها قبل عرضها، والسؤال الأهم تقول: كيف تم السماح للتجار بإدخال هذه المنتجات لبلادنا من دون مراقبة؟ ابتكار سعودي للموضة ولكن على النقيض وبالرغم من وجود مثل هذه الملابس المنافية لديننا وتقاليدنا، فقد قام مجموعة من الشباب السعودي الغيور على دينه وتقاليده بإستحداث ماركة ملابس شبابية تحمل مدلولات ثقافية ودينية صممت بأيد سعودية وفق أرقى التصاميم المستمدة من تاريخنا الإسلامي حيث طبع عليها حروف ونقوش ورسومات ذات مدلولات عربية وإسلامية. ولاقت هذه الماركة الإسلامية استحسان الشباب لأنهم وجدوا في منتوجاتها ما يوافق طموحاتهم المتوافقة مع النهج الإسلامي الصحيح، فما على الشباب إلا أن يختار العبارات والجمل العربية أو الرسومات التي تعبر عن بيئته وذوقه واختيار الملابس التي يريدونها ويتم طبعها لهم، كما أن الفتيات بدأن يتأثرن بهذه الموضة الإسلامية الجديدة. وأول انتشار لهذه الموضة الشبابية الإسلامية إن صح التعبير كان في مدينة جدة، وبدأ الشباب والفتيات بالاقبال عليها والتعلق بها وترك كثير من الملابس التي تحمل مدلولات عقائدية خاطئة أو إباحية أريد بها شباب الإسلام، ومن الكلمات التي حملتها ملابس الموضة الجديدة: أنا أحب بلادي، أنا أحب جدة، مملكة الإنسانية، أرض السلام، أمي، أذكر الله، دعاة السلام، افتخر بأني مسلم، الإسلام دين الوسطية، نون، القلم، اقرأ، والكثير من المعاني والمدلولات العربية والإسلامية النبيلة التي تحث على الخير والعطف والإحسان وتعين من يراها على البر والتقوى. للتربويين كلمة كما التقت «الرياض» الدكتور عبداللطيف العوين مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة الرياض حيث يقول: يتم توجيه ابنائنا للبعد عن السلوكيات المخالفة للشرع ولعاداتنا وتقاليدنا من خلال المعالجة للأسباب التي دعت لتفشي أي ظاهرة غير حميدة في مجتمعنا من جانبين: جانب نفسي فيما يتعلق في بعض الشباب الذي يرى فيما يفعله انه نوع من أنواع القدوة في قضية أن يعجب بشيء محدد فيرتبط به ارتباطاً نفسياً، ومن خلاله هذا الارتباط النفسي يتعلق ببعض أشكال الذين يرى أنهم يمثلون قدوته، وأنا أعتقد أن هذا التقليد لا يطول لأن القدوة الحسنة في مجتمعنا تغلب لأن أبناءنا ابناء فطرة إسلامية وفي نفس الوقت المجتمع يعود به للطريق الصحيح، ونقول إننا إلى حد ما يجب ان نتقبلها لأن الشخص قد يكون لديه بعض الاعتمادات النفسية للاتجاهات غير السوية، ويعود إلى وضعه الطبيعي في ظل منظومة التربية والتعليم بشكل جيد إن شاء الله. وعن كيف التعامل مع الأولاد بنين أو بنات داخل المدرسة عندما يلاحظ عليهم التقليد لبعض المشاهير في ملبس أو غيره يقول د.العوين: هذا الأمر لا يتم السماح بأي شكل من الأشكال داخل المدرسة، لكن لو قدر ولاحظت المعلمة أو المعلم ذلك عند احدى طالباتها بالتأكيد هناك معالجات إرشادية للطالب أو الطالبة من عدة زوايا نفسية وشرعية ووطنية لأنها هي عبارة عن انتماء لأن الطالب أو الطالبة يتنميان للوطن وجزء من انتمائك تمثيلك لوطنك في ثقافتك وتقاليدك في هذا الجانب، وهي ذات اتجاهات أكثر منها سلوك مهذب. كما التقينا رئيسة النشاط الثقافي النسائي بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالحرس الوطني الأستاذة جواهر العبدالعال فتحدثت عن هذه الظاهرة: حيث أكدت أهمية تمسكنا بتراثنا الإسلامي الأصيل وأن نرفض أي تقليعات أو موضات دخيلة تسيء إلى مجتمعنا المسلم الذي يعتز بقيمه وموروثه الإسلامي الغني بكل ما يتماشى مع الزمان والمكان، ومهما يحاول أعداؤنا تشويه عاداتنا الإسلامية فلن يقدر لأن كثيراً من بناتنا متمسكات بإسلامهن ولو كان هناك القلة ممن يتبعن هذه الموضات التي تأتينا من أعدائنا لأن أبناءنا أصبحوا الآن في ظل وجود الاتصال الفضائي ينفتحون على العالم من خلال النت والقنوات الفضائية ويتأثر بعضهم السلوكيات الغرب التي لا تمت لنا بصلة ويتأثر بعضهم ببعض، وهم يقلدون لمجرد التقليد ولكن التقليد لا سمح الله قد يجرهم لأشياء أكبر من ذلك ويعود عليهم وعلى مجتمعهم سلباً ولا يدركون هداهم الله عواقب هذا التقليد. التحصين الذاتي وتضيف: لقد أصبح العالم قرية صغيرة وباستطاعة الأبناء الاطلاع على السيئ والحسن من خلال هذه القرية ولكن يبقى التحصين الذاتي للأبناء بحيث نزرع فيهم عملية التحصين الذاتي والرقابي الذاتية ونعطيهم الثقة في أنفسهم ونراقبهم بشرط ألا يشعروا بذلك ونحاسبهم على الأخطاء ونشجعهم ونكافئهم على الصواب. وأهم شيء فهم الأبن المراهق فهو في هذه المرحلة يبدأ يميل للتجرد وحب الاكتشاف والتجربة فهناك عوامل نفسية يمتاز بها المراهق يجب ادراكها ومعرفتها لكي نتدارك كيف نواجهه ونوجهه للطريق الصحيح ونوظفها لمصلحة المراهق نفسه.