هناك مبررات كثيرة لتشكيل اللجان لكني لم أتوصل الى مبرر مقنع لتشكيل لجنة للتأكد من وجود (قطط) بمستشفى الصدر بالطائف وهو خبر قرأته في جريدة المدينة. الخبر يقول: إن اللجنة تشكلت بأمر من مدير الشؤون الصحية بالطائف للوقوف على ما تم تناوله من مقاطع فيديو توضح وجود عدد من القطط داخل مستشفى الأمراض الصدرية. ويبدو أن شكاوى المراجعين من وجود القطط تتجول داخل الممرات بل تشارك المرضى طعامهم قد أدى إلى تشكيل هذه اللجنة الإدارية النادرة. بعدما قرأت هذا الخبر تذكرت المقولة المشهورة (إذا أردت أن تقتل موضوعاً فشكل له لجنة) ورغم أنني لا أتفق مع تلك المقولة 100% لأن لكل حالة ظروفها واللجان أشكال وألوان وبعضها لها مبررات قوية حين يتطلب الأمر دراسة موضوع معين من جوانب متعددة وحين يتطلب الموضوع مشاركة أكثر من تخصص، وحين يتطلب الموضوع توفير رأي جماعي. أما لجنة (القطط) فلا أجد ما يبرر تشكيلها ويكفي تحريك الإدارة المختصة وحثها على القيام بمهامها، ومحاسبتها على تقصيرها خاصه أن المشكلة واضحة وليست قضية جدلية تحتاج الى مناقشة، وعصف ذهني، انها باختصار يوجد قطط أو لا يوجد قطط فإن كانت موجودة فما هو السبب وما هو الحل؟ ويمكن للإدارة المختصة التنسيق مع الإدارات ذات العلاقة دون حاجة الى تشكيل لجنة. هناك من يعتقد أن اللجان مضيعة للوقت، وأقول هي فعلاً كذلك إذا كانت من نوع (لجنة القطط) ولكن كما ذكرنا هناك لجان ضرورية وخاصة في القضايا غير العاجلة ومنها اللجان العلمية ومن إيجابيات اللجان ألا يستند القرار الى رأي فردي فالفرد مهما كانت قدراته فهو بحاجة الى رأي الآخرين. إن اللجان الناجحة هي التي تتوفر فيها شروط النجاح ومن أهمها وضوح الهدف، واختيار الأعضاء أصحاب العلاقة ووضوح آلية العمل واسلوب اتخاذ القرار، وتحديد نوعية اللجنة وهل هي مؤقتة أو دائمة واختيار رئيس اللجنة الذي تتوفر لديه القدرة على إدارة اللجنة بطريقة مهنية. ومن المهم في تشكيل اللجان ألا يؤدي تشكيل اللجنة الى تأخر القرار، أو تعطيل عمل الإدارات المختصة وأن تكون العضوية فيها بالمعايير المهنية وليست الشخصية. نعود الآن الى لجنة (القطط) ونقول إنها إن تأكدت من وجود القطط فهي لم تأت بجديد لأن المراجعين سبق لهم تحقيق هذا الاكتشاف. أما اذا توصلت اللجنة الى اكتشاف آخر وهو عدم وجود القطط فهذا عمل لا يحتاج الى لجنة والإدارة المختصة تستطيع القيام بهذه المهمة، وتستطيع الاجتماع مع المراجعين لإرشاد هذه الإدارة الى مواقع القطط إن كانت بحاجة إلى خريطة للموقع الذي تعمل فيه.