قال الفنان الكبير عبادي الجوهر إن مشاركته في حفلات مهرجان ربيع سوق واقف الغنائية تندرج في إطار رسالته كفنان، خاصة وأنه سبق له أن شارك في الكثير من الحفلات الغنائية وأصبحت له دراية في التعاطي مع الجمهور، وبالتالي فإنه يستعد لكل حفلة بشكل طبيعي ولا يحتاج ل"معسكر" من أجل إمتاع الجمهور الذي يتوافد بكثرة على حفلاته من خلال تقديم كوكتيل غنائي يرضي طموحه ويشبع نهمه للفن الأصيل. وأضاف الجوهر الملقب ب"أخطبوط العود" و"سفير الحزن" خلال مؤتمر صحفي عقده بالدوحة، أنه ورغم الحفلات التي أحياها فإنه يشعر دائماً بنوع من الرهبة ويتهيب من مواجهة الجمهور خاصة وأنه يضع كل تاريخه ورصيده الفني في كل حفل يشارك فيه. وخلال المؤتمر الصحفي وجهت لعبادي الجوهر مجموعة من الأسئلة التي تناولت مشواره الفني الذي يزيد عن أربعة عقود، حيث أكد بخصوص سؤال يتعلق بتقديم أغانيه القديمة بتوزيع جديد إلى أنه ليس في حاجة إلى القيام بهذا الأمر ما دام الجمهور لم يطالبه بتقديمها، معلناً استغرابه لمقولة التوزيع الجديد الذي يريد البعض إشاعتها في هذه الأيام، خاصة وأن الفن السعودي نجح في الوصول بأصالته وفطاحلته إلى كل العالم العربي، قبل أن يعبر عن حزنه لفقدان الساحة السعودية لعدد من أركان الغناء والتلحين وخاصة كلا من طارق عبدالحكيم وسامي إحسان ومحمد شفيق وصالح الشهري الذين قدموا للفن السعودي والخليجي أهم الأعمال "غير أن الحياة ستستمر رغم كل ذلك ولن تتوقف لأن هؤلاء الراحلين أسسوا لتوجه فني صحيح"، مؤكداً وجود مجموعة من الملحنين الشباب هذه الأيام والذين "لو أعطيت لهم الفرصة فإنهم سيقدمون أعمالاً لن تقل جودة عن ما قدمه الرعيل الأول". وفي سؤال يتعلق بمدى استعداده كفنان رائد لدعم جيل الشباب، قال الجوهر إنه لن يذهب للبحث عن هؤلاء الشباب ولكنه لن يتوانى عن دعمهم إذا ما دقوا بابه في إطار الفن النبيل الذي يؤمن به، ولن يمشي مع مجموعة تعتمد على "الزعيق" فضلاً عن أن مهمة الدعم التي يتحدث عنها الكثيرون ليست أصلاً مهمته بل هي مهمة شركات الإنتاج، ولكن بحكم أنه عندما كان في مقتبل العمر تعاون معه فنانون كبار من ملحنين وشعراء كطلال مداح ولطفي زيني وإبراهيم خفاجي، لذا فإنه لن يتوانى عن رد الجميل من خلال دعم الفنانين الشباب والمساهمة في بروز فنان أو شاعر أو ملحن وهو ما يقوم به فعلياً في كل ألبوماته التي لا تخلو من مبدع جديد إلى درجة أنه سيقدم قصيدة في ألبومه القادم من شاعر مجهول تواصل معه عبر "الواتس آب" والتقى به وتنازل له عن كلمات قصيدته. وتمت أيضاً خلال المؤتمر الصحفي إثارة عدم مشاركة عبادي الجوهر في جلسات "وناسة"، حيث قال إنه تم فعلاً الاتصال به من طرف مسؤولي القناة من أجل المشاركة فيها لكنه رفض لعدة أسباب أبرزها أنه لا يريد أن يشارك بعدما تجاهلوه في الجلسات الأولى، وتذكروه في الثانية بعدما قدموا الدعوة للجميع، علماً أنه أول من قدم الجلسة الغنائية حتى قبل ظهور القنوات، في وقت لم يكن أي فنان سعودي يقدم الأغنية مصحوباً بالعود، فيما أشار بخصوص السبب الثاني إلى أنه ليس مطرباً يقدم فنه بالمجان، مشيراً إلى أن هذا لا يعني أنه إنسان مادي ويفكر في المقابل، لكنه فنان يعيش من الفن، وبالتالي فإذا قبل أن يقدم حفلاته أو يشارك في المهرجانات بالمجان فإنه لن يغدو فناناً، وهذا ما وقع فيه مسؤولو "وناسة" الذين طالبوه بالغناء مجاناً. وحول ما إذا كان عدم دعوته منذ البداية من طرف وناسة بسبب تدخل ما من طرف راشد الماجد، قال الجوهر "أنا أحترمه كما أحترم كل الفنانين الآخرين وليس بيننا أية مشكلة بل لم أشاهده منذ سنوات". وبخصوص وضع المطرب والأغنية السعودية على وجه العموم، قال الجوهر إن الفنان الراحل طلال مداح يأتي في المقدمة وسيبقى الرائد ومن بعده يأتي الآخرون، مشيراً إلى الأغنية السعودية ما زالت محافظة على موقعها وعلى جودة الكلمة واللحن وهو ما يجعلها مطلوبة في كل العالم العربي. أما بخصوص تعاطي الجمهور مع الأغنية السعودية خصوصاً والعربية عموماً، فأشار الجوهر إلى أن الجمهور أصبح اليوم يفهم في الموسيقى وفي المقامات وبالتالي أصبح هناك تطور في الأغنية سواء من حيث الكلمة أو اللحن أو التوزيع، كما أصبح الجمهور يتجه إلى معرفة مختلف الأنماط المتعلقة بالأعمال التي يسمعها. من جانب آخر، تحدث عبادي الجوهر بنوع من الحزن عن أغنيته "الجرح أرحم" التي أداها بعد وفاة زوجته قبل سنوات، مشيراً إلى أنه لا يفكر بعد زوجته في الارتباط ويجد صعوبة في ذلك خاصة وأنه يفضل البقاء وفياً لشريكة حياته الراحلة ما يحول بينه وبين الارتباط مجدداً، مضيفاً أن أغنية "الجرح أرحم" كانت ستدشن عهد التعاون بينه وبين فنان العرب محمد عبده الذي سبق أن اتفق معه على تبادل الألحان وقدم له فعلاً هذه الأغنية غير أن وفاة زوجته جعلته يرى أنه الأجدر بأدائها ما أجّل هذا التعاون إلى أجل غير مسمى. وبخصوص جديده وما سيقدمه للجمهور، قال عبادي الجوهر إنه يتأخر دائماً عن جمهوره في تقديم الجديد ليس حباً في التأخر ولكنه لا يريد تقديم أي شيء، وبالتالي يرغب دائماً في تقديم أعمال يتعب عليها، ويتعب في البحث عن نصوص لها خاصة وأن النص الجيد أصبح نادراً، كما يتعب في تأليف الجمل اللحنية لإيصال الأغنية بشكل جيد، علماً أن التأخير في النهاية يكون في صالح الجمهور. ولم يخل المؤتمر الصحفي من موضوعات أخرى من قبيل مشاركته في مهرجان الجنادرية الذي غاب عنه خلال الدورات الأخيرة وأسباب ذلك تعود إلى اللجنة وليس منه بحسب قوله. كما نوه إلى أنه سبق أن عرض عليه أن يكون أحد حكام برنامج "أحلى صوت" لكنه رفض الموضوع لأنهم لا يأخذون رأي الحكم الخبير بجدية ويغلب عليه رأي المشاهد. واختتم حواره بقوله إنه مازال يستعد لجديده ولم يبدأ فعلياً بالتسجيل أو معرفة عناوين الأغاني التي سيقدمها في ألبومه.. عبادي في المؤتمر الذي سبق حفلته في سوق واقف