توقع عدد من المسؤولين والمستثمرين السياحيين أن تشكل شركة استثمار المباني التراثية التي وافق عليها مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة انطلاقة لمشاريع الفنادق التراثية في عدد من مناطق المملكة، مشيرين إلى نجاح الفنادق والنزل التراثية عالميا واختيارها كوجهات سياحية مفضلة لدى الكثيرين مما يشجع المستثمرين السياحيين في الدخول في هذا المجال. وأكد رئيس لجنة السياحة الوطنية محمد إبراهيم المعجل على أهمية قرار مجلس الوزراء في تنشيط السياحة المناطقية وضخ المزيد من الرساميل في القطاع السياحي، مشيرا إلى ان القطاع الخاص السياحي معني بتفعيل قرار مجلس الوزراء وانه سيعمل على ذلك. وكشف عن أن اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف تتجه إلى تكوين حزمة من الشراكات والمشروعات بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار للاستثمار في قطاع الإيواء والضيافة التراثية كاستجابة مبكرة لقرار مجلس الوزراء. من جانبه، اعتبر عضو لجنة التنمية السياحية بالطائف أحمد العبيكان قرار مجلس الوزراء ضروريا لأهمية دخول الدولة في مساندة ودعم الاستثمار السياحي بكل أوجهه ومنه الاستثمار السياحي في مواقع التراث العمراني. وأكد أن المملكة تزخر بمواقع التراث العمراني المميزة مثل القرى التراثية وقصور الملك عبدالعزيز والأسواق التراثية وأواسط المدن التاريخية وغيرها من المواقع الزاخرة بالتراث والتاريخ والتي كان ينقصها مشاريع الترميم والتأهيل وتوفير الخدمات فيها ومن ثم إنشاء الفنادق التراثية التي تسهم في إقبال السياح عليها وزيارتهم لها. وأبان العبيكان أن الاستثمار في المواقع التراثية من خلال الفنادق التراثية سيكون ناجحا إذا ما دعم من الدولة بالتمويل، ودعم من هيئة السياحة والمجتمعات المحلية بمشاريع تنمية وتأهيل هذه الموقع وتوفير الخدمات والفعاليات السياحية فيها. وأبرز المدير التنفيذي لمركز التراث العمراني بالهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس محسن القرني المردود العالي للاستثمار في مواقع التراث العمراني وضرب مثالا ببلدة سان جمنيانو في إيطاليا، التي يبلغ سكانها 7000 نسمة، ويزورها سنويا 3 ملايين سائح من جميع أنحاء العالم لينفقوا ما يقارب 300 مليون يورو. وأكد القرني توفر فرص كثيرة للمستثمرين في مجال التراث العمراني يمكن الاستفادة منها بشكل يسهم في التنمية ويعود عليهم بالفائدة، وقال: تتركز الفرص في مشاريع التراث العمراني الحكومية والخاصة، ومن ذلك مشاريع القرى التراثية ومراكز المدن التاريخية والأسواق الشعبية والنزل التراثية والاستراحات. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد كشف في مؤتمر التراث العمراني الثاني الذي أقيم في محرم الماضي بالمنطقة الشرقية أن الهيئة تبنت مبادرة لتأسيس مشروع الفنادق التراثية "الشركة السعودية للضيافة التراثية "، برأس مال يبلغ 250 مليون ريال تحت التأسيس. وقال: المشروع يهدف إلى تقديم رؤية متكاملة للاستفادة من المباني التراثية في الإيواء والضيافة كفنادق تراثية، مشيراً إلى أن العمل في المشروع بدأ منذ العام 2008 باستطلاع التجارب العالمية في توظيف المباني التراثية كفنادق تراثية، تلتها دراسة الجدوى الاقتصادية لتأسيس شركة للفنادق التراثية بالتعاون مع البنك الدولي وانتهاءً بتقديم النموذج الاستثماري من خلال مشاركة القطاع الخاص.