كشف المشرف العام على مركز «التراث العمراني» في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور مشاري النعيم، عن برنامج لتوثيق 10 آلاف مبنى تراثي على مستوى المملكة، في غضون 5 سنوات، مُعلناً عن خطة «وطنية» للحفاظ على التراث العمراني، تهدف إلى «إعداد سجل وطني لتوثيق وتصنيف التراث العمراني، واستثمار المباني والقصور والقلاع التاريخية، وتدريب طلاب كليات العمارة والسياحة». وتتضمن الخطة، التي أعلن عنها النعيم، في «المُلتقى الثاني للتراث الوطني»، الذي اختتم فعالياته في المنطقة الشرقية أمس، اعتماد مخططات إقليمية لتنمية مواقع التراث العمراني وأواسط المدن، بالتعاون مع أمانات المناطق، وكذلك برنامج لتأهيل المقاولين والمكاتب الاستشارية، إذ تم عقد ورشة عمل جمعت مقاولين ومكاتب هندسية، للبحث في الوسائل المناسبة لتنظيم العمل في مجال التراث العمراني. ودعا النعيم، في جلسة عُقدت ضمن فعاليات الملتقى، إلى «تفعيل التراث العمراني في مناهج التعليم العام»، موضحاً أن «مركز التراث يسعى إلى تضمين المناهج الدراسية بعض المواد الدراسية للمراحل المختلفة، بناءً على مذكرة تعاون موقعة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارة التربية والتعليم». وأشار إلى أن الخطة تبحث في «إنشاء مراكز بحث علمية، لتطوير مواد البناء المحلية، مثل البناء بالطين، وتطوير آليات الإشراف على مشاريع الترميم، إضافة إلى سنِّ أنظمة وتشريعات تحمي التراث العمراني من الهدم والتدمير». بدوره، قال المدير التنفيذي لمركز «التراث العمراني الوطني» في الهيئة العامة للسياحة والآثار محسن القرني: «إن نظام الآثار والمتاحف، الذي رفعته الهيئة إلى مجلس الوزراء، وهيئة الخبراء، يتضمن فصلاً كاملاً حول التراث العمراني»، مشدداً على أهمية الشراكة في هذا الجانب بين القطاعين العام والخاص، والمجتمعات المحلية. وذكر القرني، أن الهيئة تعتبر بنك التسليف السعودي للتسليف والادخار، «شريكاً فاعلاً في برنامج التراث العمراني»، لافتاً إلى أنها وقّعت اتفاقاً مع البنك، لرعاية قطاع المنشآت الصغيرة والناشئة في مجال السياحة والآثار. وموَّل البنك 44 مشروعاً سياحياً وتراثياً العام الماضي، بقيمة تجاوزت 35 مليون ريال. وأكد أمين منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد طاهر، أهمية مشاركة المواطن في حماية التراث العمراني والمحافظة عليه، مشيراً إلى أن وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب، وافق على إنشاء إدارة في الوزارة، تُعنى بالتراث العمراني وتطويره. وقال نائب الرئيس للمناطق في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور وليد الحميدي: «إن الهيئة نجحت منذ تأسيسها في التوعية بقضية التراث العمراني، وتسليط الضوء على تأهيل المباني التراثية، وإمكانية توظيفها وتشغيلها». فيما طالب نائب رئيس هيئة السياحة للمناطق الدكتور وليد الحميدي، بتهيئة البنية التحتية في مشاريع التراث العمراني. ودعا الجامعات إلى أن «تركز على معماريين متخصصين في المحافظة على التراث». فيما أكد مختصون على أهمية مشاركة المجتمعات المحلية، في إعادة البناء التقليدي والحفاظ عليه. إلى ذلك، تختتم اليوم، فعاليات المعرض التراثي المصاحب ل «مُلتقى التراث العمراني الوطني الثاني»، المُقام في مجمع الراشد في الخبر، والذي شهد إقبالاً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور، الذين اطلعوا على أجنحته وفعالياته. ويضم المعرض جناحاً للحرفيين، وآخر لمعرض البناء التراثي، الذي يشمل مباني يتم بناؤها بشكل مباشر من مناطق المملكة، بمشاركة حرفيين من مختلف المناطق، إضافة إلى معرض الصور للمواقع التراثية، ومعرض رسوم الأطفال التراثية «لوّن والعب».