إن معدل السمنة في المجتمع السعودي في ازدياد مستمر ويعود ذلك للتغيرات المصاحبة لأسلوب الحياة المعاصر من عادات غذائية غير صحية وتدني مستوى النشاط البدني. السمنة لا تعتبر مشكلة جمالية فقط بل هي بالأساس مرض مزمن يزيد من خطورة الإصابة بعدة أمراض تتضمن: * داء السكري. * ارتفاع ضغط الدم. * ارتفاع الكولسترول. * توقف التنفس لفترة قصيرة أثناء النوم. * أمراض القلب. كما أثبتت الدراسات وجود علاقة بين السمنة وعدة أورام سرطانية منها الثدي والقولون والمستقيم والبروستات. لمعرفة درجة السمنة نقوم بحساب معدل كتلة الجسم الذي يساوي الوزن بالكيلوغرام تقسيم الطول بالمتر المربع. بحيث تكون النتائج كالتالي: إذا كان المعدل. * أقل من 18.5 الوزن تحت المعدل الطبيعي. * مابين 18.5 ← 24.9 الوزن مثالي. * مابين 25 ← 29.9 الوزن زائد. * مابين 30 ← 34.9 سمنة من الدرجة الأولى. * مابين 35 ← 40 سمنة من الدرجة الثانية. * أكثر من 40 سمنة من الدرجة الثالثة. سبل العلاج مختلفة تتضمن التالي: * تغيير نمط الحياة: عن طريق ممارسة الرياضة بشكل منتظم واتباع نظام غذائي صحي متوازن يشتمل على جميع الاحتياجات الغذائية اليومية لتحاشي أمراض سوء التغذية. * التدخل الدوائي: أثبتت الدراسات عدم فعالية الأدوية على المدى البعيد ونجاحها في إنقاص ثلاثة إلى أربعة كيلوغرامات فقط. * التدخل الجراحي: ينصح به في حالتين فقط، إذا كان معدل كتلة الجسم أكثر من 40، أو إذا كان معدل كتلة الجسم أكثر من 35 بالإضافة لوجود أحد الأمراض المصاحبة للسمنة المذكورة سابقاَ. بالإضافة لذلك يجب التأكد من أن السمنة ليست ناتجة عن مرض في الغدد الصماء ففي هذه الحالة يكون العلاج من خلال معالجة المرض الرئيسي وليس الجراحة. ولا ننسى أهمية استعداد المريض لتغيير أسلوب حياته من ناحية النشاط والغذاء والمواظبة على المتابعة الدورية. في حالات السمنة المفرطة تغيير نمط الحياة لايكفي للوصول للوزن الصحي ويكون الحل الأمثل هو الجراحة في 98% من الحالات. عمليات السمنة متعددة من أكثرها شيوعاً: * ربط المعدة: هي عبارة عن ربط حلقة مصنوعة من مادة السيليكون حول رأس المعدة بحيث يبقى جزء صغير من المعدة ليحد من كمية الطعام وتوصل هذه الحلقة بخزان مثبت تحت الجلد يستعمل لتضييق أو توسيع الحلقة عن طريق حقن محلول. * تدبيس (تكميم) المعدة: ويتم فيها تدبيس 70-80% من المعدة بشكل طولي وإزالة الجزء المنفصل خارج الجسم مما يؤدي للحد من كمية الطعام التي يستطيع المريض تناولها، بالإضافة إلى أنه يتم استئصال مستقبلات جريلين (GRHELIN) الموجودة في الجزء المستئصل من المعدة والمسؤولة عن زيادة الشهية. * تحويل المسار: تشمل تصغير المعدة عن طريق قصها وتحويل المسار من خلال توصيل هذا الجزء من المعدة بالأمعاء الدقيقة، دور هذه العملية في إنقاص الوزن يكمن في الحد من كمية الطعام وتقليل امتصاص بعض الأغذية نتيجة لتحويل المسار بحيث لايمر الغذاء في مساره الطبيعي. من المهم أن يقوم بهذه العمليات جراح متخصص في جراحة السمنة والمناظير، وأن تقام في مركز مجهز بفريق يشمل أخصائي تغذية وأخصائي نفسي وأخصائي باطنية بالإضافة للجراح المختص، وجميع المرضى بحاجة لمتابعة طبية دائمة للتأكد من نسبة الفيتامينات والأملاح ومعدل نقصان الوزن وثباته. ختاماً من منطلق أن (درهم وقاية خير من قنطار علاج) ننصح الأهالي محاولة تغيير أسلوب حياة أطفالهم من الآن حتى لايصلوا لمرحلة زيادة الوزن والسمنة المفرطة لاحقاً. * قسم الجراحة العامة