اختتمت فعاليات المؤتمر الوطني لعلاج الإدمان الذي نظمه مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض في فندق مداريم كراون مؤخرا برعاية وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ومشاركة 400 مختص وباحث في علاج الإدمان من داخل وخارج المملكة. وكشف المؤتمر عن وجود دراسات وأبحاث عالمية تجرى لاستخدام لقاحات تسهم في تقليل نسبة رغبة الشخص في تعاطي المخدرات ولتكون عامل مساعد للحد من استخدام المخدرات. وأوضحت دراسة مصرية عن نسبة الانتكاسة في مصر خلال 10 سنوات أن هذه النسبة في السنة الأولى تبلغ 20% وأن هذه النسبة تقل لتصل إلى 5% في حال الاستمرار في البرامج العلاجية خلال باقي السنوات. واتفق الباحثون على أن علاج افدمان يجب أن يكون لفترات طويلة تتضمن المشاركة في البرامج العلاجية وبرامج منتصف الطريق والرعاية اللاحقة. واستعرضت في المؤتمر تجارب العديد من الدول كالإمارات وقطر ومصر إضافة للمملكة العربية السعودية في مجال علاج الإدمان وامكانية تبادل الخبرات والتعاون المشترك بين المراكز العلاجية المتخصصة في هذه الدول. وكذلك طرح فكرة تنفيذ برامج تدريبية متخصصة في علاج الإدمان بالتعاون مع مراكز متخصصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتأهيل العاملين لتقديم الخدمة للمرضى وذويهم بكفاءة اعلى. وأوضح المشاركون في المؤتمر من خلال النقاشات التي صاحبت المحاضرات وورش العمل أن مرض الإدمان مرض مزمن يمكن علاجه، غير أن المخرجات العلاجية قد لا تنال رضى وتوقعات المرضى وذويهم ومقدمي الخدمة على حد سواء مثله في ذلك مثل بقية الأمراض المزمنة الأخرى، وكيفية تحسين مخرجاته العلاجية على أن يشمل مفهوم التحسن إضافة للتوقف عن التعاطي، والنواحي الصحية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية المتعلقة به وأشار المشاركون إلى أن هذه المخرجات يمكن تحسينها من خلال التحكم في أعداد ونوعية حالات المرضى الذين يتم قبولهم بقسم الإدمان وتعدد الخيارات العلاجية واعتماد بروتوكولات علاجية مبنية على البراهين العلمية وتطوير مفهوم وآليات الرعاية اللاحقة لإبقاء أكبر عدد من الحالات ضمن العملية العلاجية لأطول فترة ممكنة والاهتمام بالأبحاث والتدريب والسعي للحصول على اعتماد دولي ليكون المجمع مركزا لعلاج الإدمان مما يعني بالضرورة الوصول لأفضل المخرجات العلاجية. وتطرق الباحثون إلى برامج التوعية السليمة والصحيحة عن مرض الإدمان وخطر المخدرات واستعراض أبرز النظريات المتبعة في هذا المجال والتعريفات العالمية للتوعية، وكذلك مناقشة دور العلاج الديناميكي الجمعي واستخدامه في العملية العلاجية لمرضى الإدمان بالإضافة للعلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالعمل، ومعرفة كيفية تجهيز المرضى لهذا النوع من العلاج والذي يستمر ما بين 12 - 20 أسبوعا، ومعرفة كيفية تنظيم المرضى للدخول في العلاج الجماعي الديناميكي، والصعوبات التي يواجهها المرضى فيه، والصعوبات التي يواجهها المعالج، والحيل الدفاعية التي يستخدمها مرضى الإدمان أثناء العلاج. وناقش الحضور البرامج العلاجية الدينية في علاج الإدمان ومنها حلقات تحفيظ القرآن للمرضى وبرامج رحلات الحج والعمرة والاعتكاف وزيارة المشائخ والدعاة وبرامج تدريب المتعافين والتنسيق مع الجهات التعليمية في هذا الخصوص. كذلك تطرق المؤتمر للتعريف بأسباب الوقوع في المخدرات والمؤشرات الدالة على التعاطي والأضرار التي يؤدي إليها وخطورتها وأهمية اكتساب الممارس الصحي مهارة اكتشاف متعاطي المخدرات واستعراض أضرار المواد الإدمانية، وأيضا تنمية مهارات العاملين في علاج الإدمان حول تطبيقات العلاج المعرفي السلوكي في علاج الإدمان والالمام بالمفاهيم الأساسية لهذا العلاج ومعرفة دور المعالج في البرنامج وكيفية اجراء جلسات العلاج المعرفي السلوكي وبنائها والتدريب على جلسات تعزيز الدافعية للعلاج والتحليل التفصيلي للاستخدام والتغلب على الاشتياق والتعامل مع مثيرات التعاطي والمواقف الخطرة ومهارات القدرة على الرفض وتغير نمط الحياة ومهارات حل المشكلات وخطط التعامل مع الأزمات.