أطلقت الشرطة التونسية قنابل الغاز المسيل للدموع الجمعة لتفريق "منحرفين" حاولوا الاندساس في جنازة المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي اغتيل الاربعاء امام منزله في العاصمة تونس، على ما افاد خالد طروش الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ومراسلة فرانس برس. وقال طروش للتلفزيون الرسمي التونسي ان "مجموعة من المنحرفين قاموا بالاعتداء على بعض السيارات في محيط مقبرة الجلاز (التي سيدفن فيها بلعيد) وعناصر الامن تصدت لهم بالغاز المسيل للدموع". وفي العاصمة تونس اطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق عشرات من المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. وودع التونسيون أمس المناضل السياسي الوطني شكري بالعيد(49 سنة) الذي اغتيل امام منزله صباح الاربعاء الماضي من قبل ارهابيين لم يتركا وراءهما غير الدماء وأربع رصاصات استقرت ثلاث منها في رأس وجسد شكري بالعيد.وفي يوم حزين كسي بالسّواد وأثّث بإضراب عام وبهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام "شيعت جنازة شكري بالعيد الى مثواه بمقبرة الجلاّز القريبة من العاصمة تونس بحضور مئات الآلاف من كل الأطياف السياسية والشرائح الاجتماعية وبإحاطة لافتة من الجيش الوطني الذي أمّن مراسم الجنازة التي أصّر أهل الشهيد على أن لا تحضرها أحزاب الترويكا الحاكمة.... كما شهدت العديد من ولايات الجمهورية تشييع جنازات رمزية في مسيرات حاشدة تعالت فيها العديد من الشعارات المناوئة للحكومة ولحركة النهضة بالذات وزعيمها راشد الغنوشي خصوصا. واطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي 200 شاب هاجموا بالحجارة عناصر الامن ومقر مديرية الامن في مركز ولاية قفصةجنوب غرب تونس في يوم تشييع المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي اغتيل الاربعاء امام منزله في العاصمة، على ما افاد مراسل فرانس برس بالمنطقة. وخلال مهاجمتهم مقر المديرية ردد الشبان شعار "شادين (متمسكون) شادين..في سراح الموقوفين" في اشارة الى مطلب باطلاق سراح شبان اعتقلوا في وقت سابق خلال اعمال عنف شهدتها المدينة احتجاجا على اغتيال بلعيد. وتظاهر اكثر من الف شخص امس وجابوا الشوارع الرئيسية للمدينة مرددين شعارات معادية لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية الحاكمة التي تتهمها عائلة بلعيد باغتياله، مثل "لا اله الا الله والغنوشي عدو الله" و"يا غنوشي با سفاح يا قتال الارواح". وكان الغنوشي نفى في تصريحات صحفية هذه الاتهامات وقال ان من اغتالوا بلعيد هم من "اعداء الثورة" التي اطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. كما ردد المتظاهرون "الشوارع والصدام حتى يسقط النظام" و"يا بلعيد ارتاح سنواصل الكفاح". وانتشرت في المدينة تعزيزات كبيرة من قوات الجيش تحسبا من تحول التظاهرة الى اعمال عنف. وفي العاصمة خلت الشوارع من المارة وجابتها حافلات نقل قليلة، فيما بقي الترامواي عاملا بالرغم من خلو ارصفته التي غالبا ما تكون مكتظة عند الساعة 07,30 ت غ. كما ألغيت الجمعة كل الرحلات الجوية من وإلى تونس بسبب الاضراب. وقال مسؤول بمصلحة الاعلام في مطار "تونس-قرطاج" الدولي لفرانس برس "تم الغاء كل الرحلات الجوية من والى تونس كامل يوم الجمعة".