لم يعد انتشار قرود البابون واستمرار زيادة أعدادها في جبال السراة بمنطقة الباحة من الأمور المستغربة أو الجديدة ، إلا أن معايشة هذه القردة ومخالطتها للسكان ، ودخولها للمنازل عن طريق تسلق الجدران أصبح أمراً مزعجاً ومخيفاً خصوصاً وأنها ناقلة لأخطر الأمراض والأوبئة ، أضافة إلى تلويثها للبيئة عن طريق بعثرة ونشر النفايات بحثاً عن الأطعمة داخل الحاويات المخصصة لذلك . ولكثرة إزعاجها للناس في مزارعهم ومنازلهم فقد ابتكر البعض أساليب وحيلا لإبادتها سعياً لدرء أخطارها والتقليل منها عن طريق مصائد توضع لها بداخل المزارع ، وعن طريق الأسلاك الشائكة والبعض قام بإيصال التيار الكهربائي في شبك من الحديد داخل المزارع في محاولة للقضاء على أكبر عدد ممكن منها. أما احد المزارعين فيذكر أنه تمكن من اصطياد كبير القرود وقام بطليه ودهنه باللون الأبيض والأحمر ثم أفرج عنه لينطلق مسرعاً للحاق بعشيرته في مشهد درامي زاد رفاقه خوفاً وهلعاً، لتسلك الطريق المؤدي إلى سهول تهامة عبر المرتفعات الشاهقة خوفاً من ذلك الشبح الذي يلاحقها. ويذكر البعض أن هناك من استخدم السموم القاتلة للزواحف عن طريق وضعها في الأطعمة ومناولة هذه القرود للقضاء عليها واتقاء شرها إلا أن هذه الطريقة لم تجد بعد اكتشاف صاحب الفكرة أن القرود تميز النفايات الصالحة للأكل والمغشوشة !! وفي الواقع أن انتشار قردة البابون بأعداد غير طبيعية يهدد صحة الإنسان والبيئة، ويعد خللاً بيئياً لأسباب ربما تعود للإنسان ذاته الذي قام بالقضاء على مفترساتها ، وأسهم في إطعامها واستئناسها من أجل التسلية ، ليدفع ثمن ما صنعته يداه.