فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(الإيمو والبويات والمعجبات) نتاج ثقافة العنف والتفكك (صور،فيديو)
نشر في الأصيل يوم 24 - 12 - 2009

برزت مؤخراً سلوكيات خاطئة لدى كثير من الفتيات؛ لاسيما في محيط مدارس التعليم العام والجامعات، ومن أبرزها ما يسمى بثقافة «الإيمو» للتعبير عن مشاعر الحزن والكآبة والخروج أحياناً عن القيم المجتمعية نحو الانفتاح غير المسؤول، وسلوك «البويات» والذي يشابهن بأفعالهن وحركاتهن الرجال، كذلك ظاهرة الإعجاب بين الفتيات، وغيرها..
هذه السلوكيات المدفوعة بعوامل اجتماعية ونفسية وثقافية بحاجة إلى توقف؛ ليس لتضخيم المشكلة، أو تعميم الحالات الفردية على أنها ظاهرة مخيفة ومخجلة لمجتمع بطبعه محافظ، أو الإساءة لمؤسساتنا التعليمية التي نقدر حجم تضحيات القائمين عليها، ولكن نتوقف هنا أمام حالات متنوعة ومتعددة وممتدة في أكثر من مكان طمعاً في نشر الوعي بين الفتيات، والتحذير من هذه السلوكيات التي تسيء إليهن وإلى اسرهن ومجتمعهن، والتأكيد على دور مؤسسات المجتمع في التكاتف للتقليل من آثار هذه السلوكيات على الفتيات.
رؤية تحليلية لما يحدث
يقول أ.د سليمان العقيل استاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود إن ممارسة السلوك يعني الالتزام بالفكرة التي أوجدت هذا السلوك سواء كان خاطئا أو سوياً، ولذلك كانت مهمة التربويين ومهمة التنشئة الاجتماعية هي التركيز الأعظم على الفكرة الأيدلوجية الصحيحة التي تنتج السلوك الصحيح وتبنيه وتستمر في عملية صيانته وتركيزه في الأجيال، وكان ذلك واضحاً في مناهج الإعداد المدرسي في التعليم العام، وكذا مستوى التعليم بمختلف مراحله، وفي المقابل نجد أن المجتمع بما يملك من وسائل مختلفة إعلامية ودينية وثقافية وتربوية وغيرها غير الرسمية تساهم مساهمة فاعلة في تركيز السلوك السوي، ولكن مع التغير الاجتماعي والتحديث الذي طرأ في المجتمع السعودي، وأحدث نوعاً من التحول في الكثير من المعطيات الثقافية والموروثات بمختلف أنواعها، دخل على المجتمع السعودي الكثير من المنتجات الثقافية منها الجيد ومنها الرديء.
وجاءت هذه المحدثات السلوكية عبر الوسائط المختلفة ودخلت كل بيت وكل تجمع سكاني وكان من الأفراد عرض هذه المنتجات على المحتوى الثقافي المحلي وعلى الدين الإسلامي والأيدلوجية المحركة له، وكان الرفض للبعض والقبول للبعض الآخر من هذه المنتجات السلوكية الوافدة.
ومع تعرض المجتمع بأفراده إلى نوع من التوكيد المستمر بدأ البعض من أفراد المجتمع وخصوصاً الشباب في التقمص للكثير من هذه السلوكيات الوافدة بغض النظر عن حرمتها أو حلها أو صلاحيتها للمجتمع، ولكنها تخدم هذه الفئة من الشباب، وهذه الخدمة تكون في الغالب نوع من إثبات الذات أو الظهور بمظهر التميز أو التحدي أو الرغبة في تبني هذا النوع من السلوك.
وفي جميع هذه الأحول فإن تبني مثل هذه السلوكيات يعد من الضعف في التكوين التربوي والأسري والثقافي في بنية الشخصية لهذه الفئة من الشباب، وفي المقابل يمكن القول إن المؤسسات التربوية والثقافية وكذا الدينية في المجتمع تشهد نوعاً من الضعف أو القصور في تناول مثل هذه المستجدات السلوكية وعدم القدرة على ملاحقة تلك التغيرات.
بل تركت الأسرة وشأنها في مواجهة هذه التغيرات العاتية والمؤسسات التربوية لا تزال تدار بعقلية قديمة تصعب أن تتواءم مع المتغيرات السريعة والجديدة بل أنها لم تستطع إقناع الجيل الصاعد بجدوى المحتوى الثقافي للمجتمع، هذا الضعف على مستوى تلك المؤسسات المجتمعية جعل الأفراد أكثر قبولا للمعطيات الخارجية.
ظاهرة الإعجاب
من جهتها ترى هيفاء عبد الله، المرشدة الطلابية المسؤولة عن مراقبة ومتابعة سلوك الطالبات في إحدى المدارس المتوسطة أن ظاهرة الإعجاب بين طالبات المدارس يجب تسليط الضوء عليها، وعدم إهمالها، والتحذير منها.
حيث إنها انتشرت بين الطالبات بشكل كبير. وتضيف\"كنا نرى مثل هذه السلوكيات على طالبات المرحلة الثانوية والكليات، ولكن الآن نشاهدها بين طالبات المتوسط والابتدائي، لذلك لابد من أن تضع المدرسة أهدافا لتعديل مثل هذه السلوكيات لأن دور المدرسة لا يقتصر فقط على التعليم، بل أيضاً تعديل السلوك والحد من انتشار السلوكيات الخاطئة\".
وطالبت الأسرة بعدم التكتم على وجود مثل هذه السلوكيات لدى الطالبة وضرورة إفادة المدرسة بالمشكلات التي تعاني منها ابنتهم حتى يتم متابعتها ومحاولة التوصل إلى علاج من خلال التعاون بين المدرسة والمنزل، لافتة إلى ضرورة وجود أخصائية نفسية في المدارس وليس فقط مرشدة طلابية، لأن إهمال هذه السلوكيات وإنكارها خطأ كبير، ومن المفروض الاعتراف بها ومناقشة أسباب وجودها والبدء بإحصاء عدد الحالات لنتمكن من علاجها، مؤكدة على أن زمن السكوت انتهى وعلينا أن نتحلى بالشجاعة لنقدم الحلول لبناتنا.
بنات الإيمو
\"الإيمو\" عبارة عن حالات شاذة في الخروج على القيم الأخلاقية وشعور دائم بالحزن والكآبة، وتصل أحياناً إلى حد الانتحار، كما تعبر عن حالة من التشاؤم، وهو ما يطلق على هذه الفئة \"ايموشن\"..
وأوضح المتحدث الرسمي بفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالمنطقة الشرقية الشيخ على بن محمد القرني أن ما يسمى ب\"بنات الإيمو\" موجودة كحالات بحسب متابعات \"الهيئة\" المستمرة لهذه الظاهرة، وكل ما نخشاه أن تتطور وتزداد دون أن نساهم في توعية المجتمع من خطورتها.
وقال مدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء المشرف العام على موقع المستشار الدكتور خالد بن سعود الحليبي\"يبدو أننا وصلنا إلى مرحلة ظهور التأثرات الصارخة في مجتمعنا، وما بداية \"الإيمو\" في المملكة إلا دليل إضافي على ما أقول، متسائلا \"هل كنا متنبئين بتسللها إلى بناتنا وأولادنا، أم تفاجأنا بها كالعادة، وهل هناك تعامل تربوي مبني على فهم عميق لها؟ أم أنها المعالجات ذاتها (البندولية) التي نعالج بها كل الأمراض؟
وأكدت مديرة إدارة التوجيه والإرشاد بتعليم البنات بالشرقية زينب الغامدي انه لوحظ في المدارس بالمنطقة الشرقية عدد قليل من الطالبات لديهن قصات شعر تشبه جماعة الايمو مع عدم الإيمان بمعتقداتهم، بل هي لمجرد التقليد والاعتقاد أنها مجرد موضة شبابية سائدة لذلك لم تصل لحد الظاهرة، موضحة أن المسؤولية تقع على عاتق الآباء والأمهات في ظهور مثل هذه التقليعات الغربية بدعوى الحرية الشخصية للأبناء مع عدم إدراكهم وفهمهم أساساً للأيمو أو معتقداتهم.
وأكد مدير عام مجمع مستشفى الأمل في الشرقية الدكتور محمد بن علي الزهراني على أن ظاهرة \"الايمو\" هي نتيجة اضطرابات نفسية واضطرابات شخصية ويصاحبها العديد من الأعراض التي تظهر عليهم و منها السرية التامة في تعاملهم مع الآخرين، والعمل على عدم كشف هويتهم وعدم الرغبة في الحديث مع الآخرين والعزلة عن المجتمع، وكثير ممن ينتمون لهذه الجماعة لا يبحثون عن علاج بسبب قناعتهم بأنهم ليسوا مرضى وبالتالي نادراً ما نجدهم في العيادة النفسية.
البيئة المدرسية
وتشير الدكتورة فتحية القرشي عضو جمعية علوم المجتمع بجامعة الملك سعود إلى أن الانحرافات السلوكية بين الطالبات في المدارس والجامعات أخذت في الانتشار لاستمرار الظروف والمواقف التي أوجدتها أو مهدت لظهورها، حيث تلجأ بعض الفتيات إلى التمرد على قيم الأسرة ولوائح المدرسة بتأثير من الجفاء العاطفي وانعدام القدوة الحسنة في بيئاتهم الأسرية والمدرسية، كما يعتبر عدد كبير منهن ضحايا الإهمال وضعف تأثير التنشئة الأسرية والتفكك الأسري.
وقالت قد تشجع البيئة المدرسية على ظهور تجربة الانحراف من خلال تعميم العقوبات أو تضخيم بعض المخالفات، واستخدام أساليب عنيفة في التخاطب مع الطالبات، فهناك معلمات يعلن البراءة منهن، حيث تميل سلوكياتهن إلى التجاهل والاستفزاز بدلاً من الاهتمام والاحتواء، وهم بذلك -أي المعلمات- يستكملن دائرة الضياع والشتات الفكري والعاطفي الذي توجده بعض الأسر لدى البنات باستخدام أساليب القسوة أو التدليل أو الإهمال.
وتساءلت \"د.فتحية\" كيف لبناتنا أن يسلمن من تأثير عوامل الانحراف ومغرياته وهن يشاهدنه بصفة يومية في منازلهن، حيث يتعرضن لصور مزيفة ومثيرة للواقع تجعل الجريمة إثارة والانحراف من رموز الحضارة؟.
واشارت آن الأوان لوضع رؤية نقدية شاملة ومتكاملة توجه جميع أنشطة وبرامج المؤسسات التربوية إلى تحقيق أهداف تربوية تلائم المستجدات، وتؤكد على تكريس القيم الدينية والأخلاقية، ومواجهة مظاهر الانحراف بالحكمة والموعظة الحسنة.
أسباب المشكلة اجتماعياً
وقال د.إبراهيم بن محمد الزبن رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن من الظواهر الغريبة التي لاحظنا انتشارها بين الفتيات المراهقات واللاتي لا زلنا في مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية والجامعية ظاهرة \"الايمو\"، وكذلك ظاهرة \"البويات\"، وغيرها من الظواهر الغربية الأخرى، مشيراً إلى أنها نتاج للعديد من العوامل الثقافية والاجتماعية والنفسية التي أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على الفتاة مما جعلها تمر بحالة من \"اللامعيارية\"، وأصبحت بالتالي مهيئة نفسياً وجسدياً للامتثال لهذه السلوكيات الشاذة.
وأضاف أن من أبرز أسباب انتشار هذه الظواهر بين الفتيات ضعف الهوية الدينية، والاختلاط المنفتح دون قيود مع الثقافات الأخرى؛ وانتشار القنوات الفضائية التي تبث أفلاماً غربية أو مسلسلات عربية تحاكي هذه المظاهر الشاذة وتظهرها أحيانا بشكل جذاب وتضفي على سلوك نجومها وأبطالها المظاهر الجميلة الخادعة والحبكات الدرامية المغرية للتقليد والمحاكاة، مما تجعل الفتاة تقبل على تمثل هذا السلوك وعدم الخجل من الظهور بمظهر \"المسترجلة\" التي تحاكي وتقلد سلوك هؤلاء الفتيات في الأفلام والمسلسلات، كذلك من أكثر العوامل تأثيراً دور الأسرة والذي للأسف الشديد أصبح مغيباً بفعل أسباب مختلفة، من أهمها: تنازل الوالدين عن واجبهما نحو توجيه وإرشاد أبنائهم للسلوك السليم، فأصبحت عملية التنشئة الاجتماعية باعتبارها الدور الأساسي الذي ينبغي أن يلعبه الوالدان يقوم به أشخاص آخرون مثل المربيات والخادمات، كما أن الحوار داخل الأسرة بين الوالدين وأبنائهما لا يلاقي اهتماما من الآباء والأمهات بالرغم من أهمية ذلك للتعرف على الأسباب التي تدفع هؤلاء الفتيات لممارسة هذه السلوكيات.
كما أن هؤلاء الفتيات اللاتي يخرجن من المنازل بهذا المظهر بالتأكيد لولا موافقة أسرهن لما قمن بهذا السلوك المنحرف!.
وأشار إلى أنه بالرغم من أهمية دور الأسرة، إلا أن دور مؤسسات المجتمع الأخرى مثل المدرسة والجامعة يعد مهماً وأساسياً، وبخاصة أن الفتاة تقضي ساعات عديدة في هذه المؤسسات التعليمية، وتلتقي بزميلاتها اللاتي قد يكون بعضهن قرناء سوء يتعلمن منهن هذا السلوك فيصبحن عاملاً أساسياً في تمثل الفتاة لهذه المظاهر الرجولية كنوع من التقليد والمحاكاة، وفي ظل غياب الرقابة والتوجيه في المدرسة أو الجامعة تصبح هذه الأماكن بيئة مناسبة لتعلم هذا السلوك وشيوعه بين الطالبات.
وقال إن هذه الظواهر الاجتماعية قد تكون نتاجاً لحالة من اغتراب الفتيات عن المجتمع، نتيجة لعدم استيعاب احتياجاتهن المختلفة، فالمجتمع مطالب بأن يستوعب التغيرات الاجتماعية المحيطة بأفراده، وان يدرك أن الرفض لن يكون هو الحل الأمثل للتعامل مع الظواهر المستحدثة سواءً فيما يتعلق بهذا الأمر أو غيره، وهنا لابد من الاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية التي ترصد هذه التغيرات الاجتماعية وتقدم الحلول المناسبة لعلاج مثل هذه الظواهر وتحد من آثارها السلبية على الأفراد والمجتمع ككل.
العلاج النفسي
ويرى الأستاذ المشارك والاستشاري بمركز العلوم العصبية بمدينة الملك فهد الطبية د.سعيد وهاس أن السلوكيات الخاطئة التي تمارس في محيط الجامعات والمدارس من قبل بعض البنات تظهر في مرحلة المراهقة، ومن ثم تتطور في مرحلة الرشد إلى أن تصبح اضطراباً نفسياً، مؤكداً على أن هذه السلوكيات هي غالباً مكتسبة وليست وراثية.
وقال إن التدخل العلاجي للفتاة مطلوب، وكذلك قد يمتد العلاج ليشمل الأسرة ومن يحيط بالفتاة، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة أنواع من العلاجات النفسية، أولها السلوك المعرفي لتغيير البنية المعرفية للفتاة، وثانيا العلاج السلوكي بشقيه \"الثواب والعقاب\" للتعامل مع السلوك المكتسب، وثالثاً العلاج بتحليل التعامل للكشف عن الصراعات التي قد تسبب المشكلة، وأصل العلاج هو الوقاية من خلال وجود علاقات حميمة بين أفراد الأسرة وعلاقة الوالدين الصحية وترك مساحة فكرية حرة في النقاش، ويأتي دور الجهة التعليمية من حيث التوعية والتعلم لمثل تلك السلوكيات.
مرحلة المراهقة
وترجع الاخصائية النفسية وعضو مجلس الإدارة بجمعية \"حماية\" بإدارة الإعلام الصحي بمستشفى الأمل بجدة الدكتورة سميرة الغامدي أسباب السلوكيات الخاطئة التي قد تحدث في أوساط الجامعات والمدارس إلى المرحلة العمرية التي يمر بها الأفراد، فسن المراهقة مرحلة تشتمل على الكثير من السلوكيات غير المدروسة من الفرد مما قد يسبب وقوعه في أخطاء، كذلك ضغوطات اجتماعية أسرية تسهم في تشكيل سلوكيات الأفراد والتي تظهر في محيطهم التعليمي دون أن يشعروا بأن تلك السلوكيات غير المقبولة إنما هي حالة تفريغية لتلك الضغوطات، كذلك نوع الجماعات التي ترتبط بها الفتاة أو حتى الشاب في الجامعة أوالمدرسة تدفع إلى ممارسة الكثير من المخالفات، مشيرة إلى أن تلك السلوكيات لايتحمل مسئوليتها الأبناء فقط، بل إن جزءاً كبيراً منها يتحمله مايحدث من مخالفات وثقافة أصبحت تنشر المخالفات بشكل محبب ومشجع فالقنوات الفضائية والإعلام يسهم في تشكيل تلك الدائرة، فهناك برامج تشجع على السلوكيات الخاطئة وربما تعتبر من يقوم بها بطلاً كبرنامج \"ستار أكاديمي\" وغيره.
تقييم السلوك
واكد أستاذ علم النفس المشارك واخصائي العلاج الذهني السلوكي د.فلاح العنزي على أنه لاعلاقة للجينات في تحديد السلوك، ولذلك لابد من التميز بين الشذوذ السلوكي الذي قد يكون لدى البعض ناتج من شذوذ جنسي؛ وبين الأسلوب الحياتي في طريقة ارتداء الثياب أو قصات الشعر أو أي سلوك آخر، ولذلك هناك خلط في تقييم سلوكيات الأفراد، لا سيما خلال مرحلة المراهقة، والإشكالية تكمن في عدم تفهم كثير من الأسر لهذه المرحلة، كما أن الحكم على فرد بأنه مضطرب نفسياً لابد أن يخضع لمعايير محددة، ولابد الفصل بين الحكم القيمي وبين التشخيص العلمي.
أما الأخصائية النفسية بمستشفى الملك عبد العزيز الجامعي د. ندى عدنان شما فترى أن صدور تلك السلوكيات الخاطئة من قبل الفتيات في محيط الجامعات والمدارس تحتاج إلى إخضاعها لطرق علمية لإثبات بأنها مرض نفسي، ومدى علاقتها بالهرمونات الأنثوية أيضاً، ولذلك من الصعب الحكم الجماعي على السلوكيات بصفة عامة باعتبارها سلوكيات شاذة أو خاطئة، ولكن قد تعود تلك السلوكيات غير المقبولة لدى البعض إلى اضطرابات في الشخصية ناتجة عن الاندفاعية غالباً، وربما تعود أسباب تلك الأخطاء إلى البيئة والأسرة، فتعرض الفتاة إلى العنف والكبت والتفكك الأسري قد يدفع بها إلى اللجوء إلى أسلوب المخالفة في السلوك.
[VIDEO=http://youtube.com/v/odb_Qd9icdY]WIDTH=500 HEIGHT=400[/VIDEO]
[VIDEO=http://youtube.com/v/NbKyj4RlReU&feature=related]WIDTH=500 HEIGHT=400[/VIDEO]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.