يلعب اليوم المنتخب السعودي أولى مواجهاته في مجموعته المؤهلة لنهائيات كأس آسيا في استراليا أمام المنتخب الصيني القوي وبقدر أمنياتي بفوز مظفر لمنتخبنا يمنحه الثقة والاستقرار بعد عواصف ضعضعته وهزت كيانه حتى بات هشاً من الداخل بفعل العبث الإداري الذي تعرض له منذ نهائيات كأس 2006، والمؤلم أن من يعبث بسمعة المنتخب يبقى دائماً بعيداً عن النقد واللوم بعد ان يترك اللاعبون في وجه المدفع دون حتى أن يدافع عنهم. نعلم جيداً بأن الفترة الماضية ومنذ إقالة المدرب الهولندي فرانك ريكارد لا تعد فترة مناسبة لإعداد المنتخب لمواجهة قوية مثل مواجهة منتخب الصين القوي "رابع أقوى منتخب آسيوي بعد اليابان وكوريا واستراليا" وهو المنتخب الذي استعد لنا جيداً بإقامة معسكر إعدادي في أوروبا ثم حضوره في وقت مبكر لمنطقة الخليج وادائه لمباراة ودية مع منتخب عمان في حين اكتفى المسؤولون عن المنتخب السعودي بمشاركة لاعبيه مع انديتهم في مسابقتنا المحلية المتقطعة، ومع ذلك فإن الأمل كله بعد توفيق الله بلاعبينا الذين يملكون القدرة على الانتصار متى أظهروا الروح العالية التي عرف بها المنتخب السعودي أما من ناحية القدرات الفردية فهي متوفرة لديهم وبشاهده خبراء عالميون. كل الأماني بفوز أخضر يعيد البسمة للمشجع السعودي الذي هدته الانكسارات. * كثير من النقاد كان يعيد تردي أحوال النصر وبعده عن البطولات إلى أن مسؤوليه ولاعبيه ومشجعيه بجميع أطيافهم دائماً ما يرتدون جلباب المظلوم ويعتقدون أن جميع الهيئات الرياضية ولجانها وموظفيها وقوانينها وقراراتها ضدهم، ولأن الجماهير صدقت ذلك باتت شماعة الإخفاق تلك جاهزة عند أي خسارة حتى أصبحت لزمة لدى المشجع النصراوي لا ينفك الحديث عنها عند أي نقاش وهو ما الأمر الذي شجع على كسل اللاعبين ومن يقودهم؟ وفي الموسمين الآخيرين يبدوأن رئيس النصر الامير فيصل بن تركي انتبه لتلك النقطة وبدأ في العمل الجاد لعلاجها وزرع الثقة وثقافة الفوز في نفوس اللاعبين ومن ثم المشجعين عن طريق قرارات اثمرت وبشكل واضح عن نقل النصر من فريق ينافس على مراكز الوسط إلى فريق ينافس على البطولات في هذا الموسم. المفارقة هنا أن داء النصر القديم بدأ يستشري في جاره الهلال فظهر التذمر ونضحت الشكوى من المشجعين، ولم ينتبه هؤلاء أن أوضاع فريقهم السيئة جاءت بسبب أن العمل كان سيئاً ولا سبب غير ذلك. وإذا لم ينتبه مسؤولو النادي ومن ثم مشجعوه من خطورة داء اختلاق الشماعات لتعليق الاخفاقات عليها فعلى فريقهم السلام، لأن لا شيء يجلب الرضا وقبله النجاح أكثر من العمل المميز والمتقن والمنظم. * ضحكت كثيراً وشر البلية ما يضحك من أناس تغيرت توجهاتهم تجاه منتخب الوطن 180 درجة فبعد أن كانوا ينتقدونه قبل أيام بشدة وهو في أوج منافسات بطولة الخليج دون الاكتراث بتأثير نقدهم على معنويات اللاعبين هاهم الآن يشعرونك بأنهم السعوديون لوحدهم بإدعائهم الدعم للمنتخب والسبب بالطبع يعود لحضور لاعب في السابق وغيابه اليوم. المنتخب يا سادة بأي لاعب ومن أي نادٍ يمثلنا جميعاً ودعمه واجب علينا في كل مكان وزمان.